اليمنيون جائعون وسط بُحيرةٍ من البترول!

كتب
الاثنين ، ٠٤ يونيو ٢٠١٢ الساعة ١٠:٣٠ مساءً
  بقلم/ د عبدالله الحاضري أدرك العُقلاء في هذا العالم أن إشكالية اليمن في عُمقها كوصفٍ مجرد من المعطيات الحضاريه والفكرية هي الجوع وليس الإرهاب هذا البلد مُنذ فترة طويله وهو يُعاني من نُدرة حقيقية في مصادر عيشه ويقع تحت سقف الفقر ومازاد الطين بله أن نظامه السياسي السابق أكمل فصول مأسآته بامتصاصه بقايا دمه ونهب مخزون ثروآته الفطري المخبوء في جُغرافيته بأسلوب ونمط مُقزز دون رحمةٍ وإنعدام للأخلاق الإنسانية والأكثرجُرماً منه إستعداء جيرانه عليه وإفساده علاقته بهم بسوء نية فنتج عنه إستبعادهم للعماله اليمنية خاصةً من دول الخليج فازدادت نسبة البطالة وشِحة موارد البلاد التي وصلت في بعض الأحيان للعدم ولولا المساعدات الإنسانيه -في عالم الأسباب- لضاقت به الحال وتلاشى تلقائياً من الوجود وعلى نفس السياق دأب النظام السياسي السابق لإستمرار بقائه في سدَّة الحُكم على إستنزاف الرصيد الأخلاقي والحضاري لليمنيين بادعائه ظُلماً وزوراً أنهم مَحضناً ومنبعاً للإرهاب وتنظيم القاعده ليقتات بعد ذلك على مايُقدمه المجتمع الدولي له من دولارات بدآعي مُحاربة شعبه الذي سوَّقه لهم أنه إرهابي ليصبح بعد ذلك إسم اليمني مُرتبط ضرورةً بمفهوم الإرهاب وغير مقبول في كثيرمن بُلدان العالم لذاته ولا لطبيعة ماقد يقدمه من أعمال أو علاقات على المستوى الإنساني وماعاد لوجوده قيمة إلا ليُسفك دمه ويُريح العالم من شره المُفترض, غير أن الكارثه تكمن أن العالم يكتشف بعد ذبحه أنه لايوجد فيه قطرات دمٍ كافيه ليكون إرهابي أو حتّى ضِل إرهابي وأن أدق وصفاً له بعد ذبحه أنه جائعٌ يبحث عن لقمة عيشه باعهُ قومه مُقابل ثمنٍ بخس دراهم معدودات وكانوا فيه من الزاهدين! لقد صرخ كثيراً من مُفكري الغرب خاصةً الأوربيين منهم أن اليمن غارقة في الجوع وليس في الإر هاب وأن هذا الشعب أصيل في الحضارة جارت عليه الأحداث والزمن واُوقِع في فخ الجوع وما الإرهاب إلانتيجة له وليس مكوناً له وأن اخوانه أثرياء النفط تركوه فريسةً لأعداءه يعبثون به كيف مايشاؤون مُستغلين أبشع إستغلال لجوعه وفاقته, اليمن دولة وشعب مسلم يقع على بُحيره من البترول فهو مُكون من مكونات الجزيرة العربية وهذه هي سبب مأسآته الخوف منه على البترول إذا شبع والخوف منه أيضاً على البترول إذا جاع فكان الخيار الأمثل تركُه مابين الجوع والشبع أي مابين الموت والحياه وإشغاله عمداً بالحفاظ على وجوده الطبيعي والحفاظ على نسله وفقاً لشرط مُحدد أن يكون نسله نمطي يبحث كسابقه عن البقاء في الحياة لأعلى الإبداع في الحياه غير أن هذا الخيار برُمته وهذه المعادلة تَختل في كثيرمن الأوقات إلى أن تصل باليمن إلى مستوى الإهلاك الإنساني كما هو حاصل اليوم فلقد كان النظام السابق داخل في هذه المؤآمره الإستمرار في تجويع الشعب كنظريه موروثة في الحكم تتسق ومع بعض الإرادآت الخارجية فاحتاز على كل مُقدَّرات اليمن الإقتصاديه وأغرقها في متاهات الجهل وعَمَّق فيها مبادئ التخلُّف ورسَّخ دور القبيله في المجتمع على حساب مفهوم ألدوله وسعى في نفس الوقت على إشغال أفراد القبيله على الزعامه بعد أن همَّش زعامتها التاريخيه وفرَّخ زعامات جديده تنافس القديمة وتدين له بالولاء أكثر من القديمة وشخصن وحدات الجيش النوعيه وألغى دور الأمن وأوكل معظم مهامه للقبيله, كُل هذا من أجل الإستمرار في نظرية التجويع والنهب المُمنهج لثروات الأمه حتى لاتشبع مُستغلاً كل عوامل الإشغال والإلهاء والإحتناك الذي صنعها للشعب فلا يكاد يصحواْ من مأسآه حتى يقع في الأخرى ومازال النظام السابق حائز على مُعطيات وجوده برغم فقدانه الشرعيه الوهميه مازال حائزاً على المال المنهوب والقوة الغاشمه التي صنعها من مبادئ الجهل والتخلُّف المُجسده في الإنسان الحامل للبُندقيه والذي يستر عورته بقطعة قماش مُزركشه بكل الوان الطيف تماماً كالثقافة التي أوجدته والأمر المحير أن واضعي مشروع المبادرة الخليجية ومُمثلي الشعب اليمني لم يتطرقوا لأمن قريب ولا من بعيد لأموال اليمن المنهوبه والتي تُقدر بالمليارات من الدولارات وكأنما أباحوها للنظام السابق فهل الأموال المنهوبة داخله في مشروع الحصانه ؟! أم هي غفلة يُمكن مراجعتها ؟فما قيمة المبادرة واليمن جائعه وأموالها لدى النظام السابق؟ّ! هل من مشتملات الحصانه أن يُصاب النظام السابق بالتُّخمه بأموال الشعب والشعب يلُفه الموت والجوع ؟! في تصوري أن قانون الحصانه يُقصد به الوقائع الجنائية المتعلقه بالأشخاص وليس بالأشياء وغير داخله في الحصانه حقوق الشعب الطبيعية المُنتهبه لدى النظام السابق وهذا المقام لايتسع لبحث هذه الجزئية غير أن السياق أجبرني على التطرق إليها فمجاعة اليمن اليوم مقدماتها في نهب النظام السابق لمقدراتها بالأمس العينيه منها والنقديه ومازالت بحوزته الى الان وهذا سبب رئيسي لحدوث المجاعة فمن المُستقبح عقلاً أن يُسارع العالم في إغاثتنا ولدينا من الحقوق ماقد يكفينا منهوبةً لدى النظام السابق وعموماً اليمن على حافة المجاعة الحقيقة وهو يقبع فوق بُحيره من النفط وبجوار الكعبة المُقدسه وليس بجوار كنائس روما ولا في أدغآل البرازيل والأرجنتين وإلا لما وصلنا إلى ماوصلنا إليه! ومن نافلة القول أنه أصبح من الواجب على جيران اليمن والأمه العربية الوقوف بجواره حتى يخرج من محنته هذه رغم أني أدرك أننا ندفع ضريبة سكوتنا على حُكم إستعبدنا وأذلنا ونهب ثرواتنا لمدة ثلاثون سنه وفي الأخير أجدني مُنساقاً أدباً وخُلقاً للقول شكراً للشقيقة السعودية على موقفها الأخوي الرآئع من اليمن شكراً لدولة الإمارات على ما قدمته شكراً لكل قلب يعنيه أمرنا في الشرق أو الغرب, ياوطني سلمت من كل سوء وكم هم تُعساء وأشقياء أولئك الذين أدخولك في متاهات الجوع ويختبئون منك خلف الجبال وخلف بقايا الرجال وخلف ما كنزو من خيراتك ذهباً وفضةً ودولآر.  
الحجر الصحفي في زمن الحوثي