طعنة في ظهر الشرعية

د. أحمد عتيق
السبت ، ١٣ مايو ٢٠١٧ الساعة ٠٣:١١ مساءً
تدحرجت كرة اللهب الانقلابية من صعدة حتى وصلت عدن وفي طريقها أفسدت كل جميل، وتحاول أن تقضي على آمال اليمنيين في مستقبلٍ جميلٍ وواعد.
 
ها هي الشرعية تنتصر في كل لحظة وهي تُخرج كل انقلابي من مخبأه سواء كان في يمين إيران أو في يسارها في الشمال أو في الجنوب.
حاول الاماميون تحت شعار الجرعة التسلل إلى السلطة والاستحواذ عليها بطريقة غير مباشرة استغلالاً لأجواء الحوار والديموقراطية، وحين لم ينجحوا بهذا الأسلوب استعملوا وسائلهم المعروفة في تظليل العامة وتحت ضغط السلاح والعنف.
 
 
نتيجة لهذا تحرك رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي داعياً إخوانه العرب في مجلس التعاون الخليجي للوقوف بحزم إلى جانب الشرعية ودحر الانقلاب بأجندته الإيرانية.
 
فكانت عاصفة الحزم التي تحرر بها جنوب الوطن وماتزال العاصفة حتى تحرير كامل الوطن.
 
 
وهنا نشير إلى أن تحرر الجنوب كان يُعد بارقة أملٍ ونقطة ضوء تُنير طريق الشرعية نحو النصر في استعادة صنعاء عاصمة اليمن الواحد، ولكن المناطق التي حُررت بدأت فيها أيادي خبيثة تعبث بأمنها وتحاول تغيير اتجاه البوصلة بدلاً من أن تكون في اتجاه استعادة الوطن وشرعيته ودولته اتجهت نحو اغتيال الوطن وطعن الشرعية في الظهر بسكين إماراتية وبيد نشك أنها يمنية.
 
 
ففي هذا العصر نحتاج إلى فحص جينات بعض من يدّعون الانتماء لليمن أو العرب؛ لأن أفعالهم تكشف لنا عن نفوس وقلوب خبيثة وعقول غبية لا تُدرك مآلات ما تصنعه وعواقبه على المستوى المحلي والإقليمي ومن ثم العالمي، فضلاً عن أن هذه الأفعال تُشير إلى انفصال من يقوم بها عن هويتنا وكل متصلاته بنا.
 
 
الشرعية تُجابه انقلابين كُلٌ منهما أخطر من الآخر والأجندة واحدة والراعي الإقليمي واحد، فإيران هي من دعمت الانقلاب في الشمال وهي من قامت بذات الفعل بالجنوب وعلى ذات الوتيرة الإمارات تُحافظ على صمود الانقلاب في الشمال وحرّكت الانقلاب في الجنوب، وعليه فإننا نقترح كي تنتصر الشرعية في ثباتها على أمر استعادة اليمن من يمين إيران ويسارها الآتي:
 
 
١-الاعتماد وبشكل واضح على المخلصين من أبطال المقاومة والجيش الوطني في معركة استعادة الهوية والشرعية، واليقظة من أي فعل قد يؤثر على مسار هذه العملية ونجاحها.
 
٢-تنقية التحالف من العناصر غير المخلصة للقضية العربية في اليمن مثل الإمارات ومن لايزال مستتراً حتى الآن والاستغناء في هذا المجال عن الدور الإمارتي بطريقة سلمية وإن لم يكن فبالمواجهة المباشرة.
 
٣-دعوة اليمنيين إلى القيام بواجباتهم في مواجهة الانقلاب عبر الأُطر القانونية والسياسية والثقافية فضلاً عن الأعمال الميدانية الجارية الآن والممثلة بما تقوم به المقاومة والجيش الوطني بمواجهة الانقلابيين في الشمال.
 
 
٤-على الشرعية التعامل بشكل واضح وصريح مع الانقلابيين في الشمال والجنوب بوصفهم ارتكبوا الخيانة العظمى لليمن ويعملون على تمزيقه وتدمير مكتسباته ومنجزاته ما يؤدي إلى إضعاف اليمن وجرّها نحو تاريخ طويل من الصراع. وفي هذه المسألة لا تهاون مع من قاموا بهذه الأعمال الانقلابية وتطبيق القانون في حقهم عبر محاكمة علنية عادلة.
 
 
٥-ما يجري في اليمن من أحداث يستدعي الفعل والقول الصريحين من قبل بقية دول التحالف والأمم المتحدة والدفاع عن الشرعية اليمنية والمرجعيات الثلاث التي تستند إليها في حل المعضلة الراهنة في اليمن، وهذه المرجعيات من باب التذكير هي المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، القررات الأممية وخاصة قرار ٢٢١٦. ومالم يحدث هذا فإن المشكلة في اليمن ستنعكس بآثارها السلبية على دول الجوار والسلم العالمي، وبدلاً من أن نمضي في مسار التحرر والتنمية سنراوح في معمعة الحرب وعدم الاستقرار مُنفقين الأموال الطائلة والجهود الكبيرة، مُهدرين الزمن من أجل الموت. 
 
وكما قال رئيس الوزراء في مقاله اليوم قبل فوات الأوان " بقي أن نقول أن الأشقاء في التحالف والعرب جميعاً لا يمكنهم أن يمضوا صامتين وهم يراقبون الأحداث في المناطق المحررة من اليمن وهي تنتقل من حالة إلى أخرى، هناك كلمة حق لابد أن تقال الآن، فإن تأخرت فلن تكون ذات نفعٍ غداً".
 
*أكاديمي وسياسي يمني
الحجر الصحفي في زمن الحوثي