«المجلس الانتقالي» قول وخلاصة

محمد عبدالله الصلاحي
السبت ، ١٣ مايو ٢٠١٧ الساعة ٠٢:١٩ صباحاً
مَن مِنَّا لا يُريد استعادة الدولة؟
 
بالتأكيد لا أحد. فقط تختلف الرؤى في كيفية سلوك الطريقة لتحقيق هذا الهدف.
 
بالنسبة للجوار، والمجمتع الدولي عموماً، فهو يبني مواقفه بناءً على مصالحه المستقبلية مِن هذه الخطوة أو تلك، وموازاتها مع مصلحته الحالية. وإذا كان اليوم يرفض، سيقبل غداً، والعكس. تبعاً للمصلحة فقط.
 
في السياسة، الكثير مِن الخطوات السابقة لأوانها، والغير مدروسة، ستُعرقل نتائج أفضل كانت ستأتي لاحقاً، فإذا زرعت اليوم لا يعني أنك ستحصد في اليوم التالي، ستنتظر طويلاً لتجني ثمار ما زرعته، وتتحلى بالصبر، وربما تأتي الثمرة أقل بكثير مِمَّا تتوقَّع، وبحالة توافقية تتماشى مع الوضع العام للمنطقة، كون الحال هُنا يهمّ كل دول المنطقة.
 
ما أتمناه في وقتنا الحالي، ألَّا تأخذوا الأمور بجرعة أمل كبيرة جداً، ثم تصطدموا بواقع مُغاير لها حالياً.
 
نعم «إرادة الشعوب لا تُقهر»، لكن في حالة اليمن، وكونها في حالة حرب مصيرية، تحت إشراف دول التحالف العربي، وفقاً لطلب الرئيس الشرعي، حرب تتداخل فيها مسائل الأمن القومي لكل دول الجوار، فإن أجهزة صُنع القرار في هذه الدول لن تصنع قرارها وفقاً لكمّ الحشود في الساحات، وضخامتها، ولا يُعنيها هذا. بقدر ما ستصنعه تبعاً لمصالح أمنها القومي، الذي يشمل اليمن أيضاً، بشمالها وجنوبها.
 
أسهل ما في الأمر، هو بيع الوهم للعامة. فقط أنت بحاجة لصفحة في مواقع التواصل الاجتماعي، ومِن ثم كتابة ما يهواه النَّاس، في صفقة تبادلية «تبيعهم الوهم، وتكسب رضاهم»، والنتيجة أنك تخدعهم ويفرحون لخداعك لهم!
 
 
وفقاً لهذا، ستقرأ تعليقاتهم تهتف لك بـ «البطولة»، وبموجبه سيكون بائع الوهم «بطلاً» في نظر الجماهير، ويُمنح صك «الوطنية» التي ستُنتزع مِمَّن لا يتماشى مع أهوائها، وإن كان «وطنياً»!
 
 
أنا لن أبيعكم الوهم، ولن أسلك ما سلكه الكثير. وليكن التوصيف تجاهي ما يكن. أستطيع القول وأجزم على هذا: «أن تحقيق الهدف الذي نسعى له لن يأتي نتيجة لما تشكَّل مؤخراً في عدن».
الحجر الصحفي في زمن الحوثي