تفضيلات الحوثي!

كتب
الاثنين ، ٠٤ يونيو ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٤٩ مساءً
  محمد الشلفي يفضل عبدالملك الحوثي أشياء ولا يفضل أشياء، وهذا حق أصيل له، ويجب علينا السماع منه طالما سكت صوت الرصاص وقدَّس الدم اليمني. ليس بالضرورة أن كل ما يعلن تفضيله الحوثي نابع عن نفسية تسمو على الذات وبها من تجاوز الخلافات إنقاذاً للوطن من أزماته الخطرة التي لا يجب على أحد أن يفكر بمصلحته قبل أن يفكر أن في اليمن 10 ملايين جائع وملايين المرضى. تراجع الحوثي قائلاً إنه لم يرفض نزول لجنة الحوار والاتصال إلى صعدة؛ بسبب وجود الأمين العام للتجمع اليمني للإصلاح عبدالوهاب الآنسي، بل يفضل ألا يكون الآنسي ضمنها ليس لشخصه بل لانتمائه إلى حزب له ما له من الملاحظات عليه. وكان الحوثي قبلها وضع شروطاًً عديدة للدخول في الحوار سيكون من الصعب تنفيذها قبل الدخول في الحوار، ليضع العربة قبل الحصان، حيث طلب حل المشكلات التي من أجلها أقر الحوار.. وكأن عليه أن يطلق تصريحاً حين ندعوه لأي شيء. مازلت أصر على أن القبيلي الذي سكن الجبال واصطحب البندقية كقطعة من ملابسه واعتزل لتعلم الماضي، مثله مثل الأحزاب “اليمينية” ليس مستعداً للتعلم من تجارب الآخرين بل يود أن يجرب كل شيء بنفسه ما يعني الوصول المتأخر. فالجماعة الدينية التي تسمي نفسها “أنصار الله” اقتداء بحسن نصر الله “حزب الله” تضع نفسها في مأزق اقتداء ليس ابن زمنه، وتتعداه الثورات العربية التي لن يرحب مستقبلها بحزب جره موقفه من الثورة السورية إلى موقف عام ضد مستقبل الشعوب العربية، فيما لو كان التاريخ قال له: هنا ينتهي دورك. وبعد هكذا موقف يستحيل أن يكون نموذجاً يحتذى به، وسيظل هذا الموقف يلاحقه في كل نواياه القادمة. كما يمكن ملاحظة أن الجماعة تجتر في لاوعيها أساليب “النظام السابق” بحكم خبرة الحروب الخمسة وتقديم نفسها باعتماد “الانتهازية”، فيما خلقت التجربة السياسية في اليمن منذ المشترك وانتخابات 2006 وانتهاء بالثورة وما بعدها واقعاً مختلفاً لم يستفيدوا منه. إضافة إلى كونهم محاصرين بمجموعة من التجارب البعيدة عن الممارسة العملية، منها التأثر بالفكرة الدينية المتشددة والمختلف عليها، وبتجربة البدايات والنهوض للجماعات المتشددة والتفكير بإمكانية السير على طريقها دون تقدير لاختلاف الزمان. إذن، لم يحضر الحوثي بعد بيمنيته واشتراطات اليمن اليوم كما كانت الثورة تريد لكل اليمنيين خلال ما يزيد عن سنة كاملة منها، فإن يرى الحوثي صورته مثالية لا يعني مطلقاً أن الشعب يراه كذلك. لقد حمل الحوثي السلاح في 5 حروب على عكس “الحراك” وقتل أبناء بلده الجنود تحت ذريعة الدفاع عن النفس، وأفهم أنصاره أنهم يقاتلون أمريكا وإسرائيل، سقط اليمنيون بالآلاف في صعدة برصاص النظام السابق، ومنهم سقطوا برصاص الحوثي. وستكون معضلة حقيقية إن تمادى الحوثي في استغلال ما حدث لتحقيق مكاسب على الدماء ولم ينتقل إلى بداية جديدة تنتمي إلى اليمن وحاضرها الثورة. تساءل الزميل عبدالحكيم هلال قائلاً: لماذا قبل الحوثي بالحوار، رغم أنه يرفض المبادرة الخليجية والحوار أحد بنودها، وأقول: علينا أن ننتظر لماذا له من (رفض فضل قبل) وهل ثمة شيء مؤجل؟.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي