ساحة الانقلاب : استفتاء حول هادي

د. عبدالحي علي قاسم
الجمعة ، ٠٥ مايو ٢٠١٧ الساعة ٠٣:٤٠ مساءً
 
    بعد تلك الجهود التي بذلك، والإمكانات التي بددت، وداعي المضلومية والنعيق، الذي ملئ أرجاء الصحافة والإعلام، وأدوات التواصل الحديثة، بدت مأدبة الانقلاب في ساحة العروض شبه فاضية! مالذي يحدث؟ 
 
   هل نحن أمام مزاج جنوبي واعي بما يدور وقد شب على دغدغات المشاعر النضالية المضاربة بمصالح القضية الجنوبية؟ أم نحن أمام استفتاء وفرز حقيقي حول مشروع هادي من عدمه؟ 
 
 
   من مؤشرات التحشيد الواسعة، والإمكانات الكبيرة التي أهدرت، وتولدت قزع قزع من المناصرين في ساحة العروض، ولم تسعف كاميرا عدن الغد في لقطة تشفي نفوس متهوري الانقلاب، بحيث بدت مفجوعة ويتيمة، ويتضح من حضورها الباهت أن شرعية جنوبية جامعة ليست في متناول الأخ عيدروس ورفاقه المشوشين .  وأن رصيد شرعية هادي في ازدياد. أكيد أن أنصار شرعية وتوجه هادي لا يرغبون في إثارة الجلبة، وإقلاق السكينة، وتسميم وشحن أجواء من المدافعة مع التيار الانقلابي درء لما يعكر صفو التعايش والأخوة، وتجنبا لسخافة السجالات العدمية، عدا أنهم هم التيار الغالب والقوي وهذا ما تحدثت أرقامه بالونات ساحة العروض.
 
 
   يوم الخميس كانت ساحة العروض على موعد استفتاء بين الانقلاب على شرعية هادي، أو الأمتثال لمفرداتها الوطنية، وقد أجاب عنها أبناء الجنوب بالبقاء في بيوتهم عازفين عن تلبية هراء الشحن والتجييش للانقلاب على شرعية الرئيس هادي ومشروعه الوطني الكبير.
 
 
   أجاب الشعب بصمت أن ليس بوسعه أن يستمع لمنطق المشاريع الصغيرة المرتهنة، أو يخوض معركة الدفاع عنها، وأنها ترفض السير وراء حطام مشروع لا ناقة لهم فيه ولاجمل، وأن لعب الصبيان لا ينطلي على ذاكرة عقولهم الناضجة، كما أن ضروب التعطيل الممنهجة للمصالح الإستراتيجية في عدن لا يمكن أن تمرر مشاريعها بمسوغ استهداف الرئيس هادي لرموز النضال المتساقطه أمام أمتيازاتها.
 
 
  وعوض أن يستمع هؤلاء لإجابة ساحة العروض، ويتوبوا عن تصرفاتهم غير المسؤولة ركبوا رؤوس مزايداتهم الانقلابية بإعلان عدن الهزيل، والذي افتقر لابجديات الأغلبية والرشد والحصافة التي تستند لمعطيات السياسة داخليا وخارجيا، وتغرد بعيدا عن الواقع.
 
 
  أخيرا تجلت حكمة ونضج أبناء الجنوب، وانتصرت حكمة هادي ونواياه الصادقة باستفتاء شعبي صامت، وبدون ضجيج أو مشاكل تذكر معركتنا مع عفاش الانقلابي والمعارك الجانبية لن تثنينا عن هدفنا الوطني الكبير.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي