الأمم المتحدة وإغاثة المليشيات

موسى المقطري
الثلاثاء ، ٠٢ مايو ٢٠١٧ الساعة ٠٨:٤١ مساءً
منذ بداية الانقلاب الأسود في اليمن مروراً بانتفاشته التي سدت الأفاق وسيطرته على البلاد ، وتالياً تراجعه المستمر وانكماشه بعون الله ، ثم بجهود التحالف والشرعية والجيش ، واقترابه من مرحلة الخفوت ، ظلت الامم المتحدة تتعامل في موضوع الاغاثة بطريقة غير موفقة لا استبعد أبدا مقصوديتها .
 
 
الاغاثة في العادة وبمثل هذه الاوضاع توجه للمتضررين من الاحداث دون تمييز ، وتهدف الى تخفيف تاثير الاوضاع القائمة ، ومعالجة بعض أثارها ، لكن المبكي أن جهود الأمم المتحدة في الاغاثة باليمن توجهت نحو زيادة معاناة اليمنيين من الاوضاع القائمة .
 
قد تسألني : كيف ذلك ؟
الأمم النتحدة اعتمدت صنعاء التي ترزح تحت سلطات الانقلاب كمركز لها ، وميناء الحديدة الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين كمنفذ رئيسي لدخول الاغاثة الى البلد .
 
ماذا حدث لاحقا ؟
 
اسس الانقلابيون عددا من المنظمات الوهمية لاستلام هذه المساعدات الاغاثية من الأمم المتحدة ، وبالمقابل تم مضايقة ومنع اي منظمة او جمعية لا تدار من الانقلابيين من العمل ، وطرد وحبس طواقمها .
 
 
 
قامت المنظمات الوهمية بتوجيه المساعدات الاغاثية لدعم الجهود الحربية للابقاء على الانقلاب ، وبيعت أغلبها في الاسواق ، وذهبت الاموال للقائمين على الشان الحربي للمليشيات تحت مسمى "المجهود الحربي" ، وهذا حتما اطال عمر الانقلاب لبعض الوقت ، وزاد من معاناة الشعب من الحرب المفروضة عليه بسبب هذا الانقلاب المشؤوم .
 
لنأخذ على ذلك مثلاً محافظة تعز التي عدت من اشد المناطق تضررا من الاحداث .
 
في تعز يتداول الناس بغرابة تصرفات منظمة الأمم المتحدة في مجال اغاثة المحافظة ، وفي التفاصيل ان الامم المتحدة عبر ممثلها او منظماتها العاملة تعلن باستمرار عن احتجاز ومنع قاطراتها من دخول المحافظة في خط الحوبان او خط الحديدة !!
 
 
 
الغريب في الامر ان العالم يدرك جيدا ان الطريق الآمنة الوحيدة الى تعز هي طريق (عدن-هيجة العبد- الضباب) ،  وهي طريق صالحة لمرور القاطرات ، ويتولى تأمينها الجيش ، ولا يوجد ما يمنع ادخال المساعدات عبرها الا أجندة خفية تعلمها الامم المتحدة ، ومنظماتها العاملة في اليمن .
 
الأغرب أن القاطرات التي أعلنت الامم المتحدة عن منعها من دخول تعز عبر مناطق سيطرة الانقلابيين مرات عديدة اختفت لمصلحة الانقلاب واطالته ، ولم نسمع من الامم المتحدة حتى ادانة يتيمة .
 
 
اليوم ونحن على اعتاب مرحلة جديدة في مجال التدخل الإغاثي الدولي بعد مؤتمر المانحين الاخير يجب ان تراجع الامم المتحدة كمنظمة دولية مستقلة طريقة ادارتها لملف الاغاثة ، وذلك عبر ايقاف العبث الذي يدار باسم مؤسسات وجمعيات ومنظمات وهمية تخدم اطالة معاناة الشعب بدلا من تخفيفها ، وتوجه جهود الاغاثة لغير المتضررين ، وتطيل عمر الانقلاب وبالتالي تزيد فاتورة المعاناة الناتجة عن هذه الاطالة .
 
دمتم سالمين .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي