صِدْقُ الرئيس ووعي الشعب

محمد بالفخر
الخميس ، ٢٠ ابريل ٢٠١٧ الساعة ٠١:١١ مساءً
منذ قرن من الزمان نجحت مؤامرات الغرب الحاقد والشرق الطامع في القضاء على الخلافة الإسلامية العثمانية من خلال صنيعة من أصول يهودية تمت زراعته في الجيش العثماني ليقوم ببطولات صورية جعلت الكل يتوهم انه بطل تركيا المغوار والمقاتل الصنديد ضد التحالفات الاوربية في حربهم مع تركيا
 
 
وصنعت له انتصارات شكلية على ضوئها بدأ يترقى مناصب عليا حتى أوصلوه الى سدة الحكم وبه تم القضاء على آخر سلاطين الدولة العثمانية السلطان عبد الحميد الثاني ليتولى بعدها رئاسة تركيا بانقلاب مدعوم غربيا ومرتب له،
 
 
ومن هنا بدأت فصول الحكم الدموي والقبضة الحديدية والحرب على الإسلام والقيام بمحو معالم الحضارة الإسلامية في تركيا بشكل نهائي وان بقي في قلوب الناس اسلاما فقد كان خاليا من المظاهر
 
نجح اتاتورك ومن معه في العودة بتركيا قرونا الى الوراء وجرها من مكانتها العالمية الرائدة الى دولة ضعيفة تستجدى رضا الغرب مثقلة بالديون متخمة ومنشغلة بتقديس صنمها المصطنع اتاتورك أبو الاتراك بزعمهم صاحب الانتصارات الوهمية والنهضة الكاذبة
 
وبقي الحال كذلك يعتقل ويقتل ويهجر كل من وقف لمشروعه التخريبي للبلد العظيم
 
وتوارث من بعده عسكريون وانقلاب يأتي على أنقاض انقلاب كان ضحيته الشعب التركي وحضارته وعقيدته وخسر الاتراك موقعهم الحضاري بين الأمم.
 
وظل الحكم الاتاتوركي جاثما على صدور الناس ملغيا لكل مظاهر الحرية والحقوق سوى حرية الانحلال وحقوق الانفلات حتى عام 1945م عندما بدأت بعضا من خيوط حرية التعدد الحزبي.
 
 وانشئ بعد ذلك الحزب الديمقراطي التي كان يقوده عدنان مندريس رئيس الوزراء والذي كان أكثر تسامحا فيما يتعلق بحقوق ممارسة العقيدة والتعبير الديني وتشكلت ثلاث حكومات في عهده الا ان الامر انتهى بشنقه رحمه الله
 
وتعاقبت الحكومات ما بين متشددة و معتدلة حتى عام 1970م حين بدا اول ظهور للعمل السياسي الإسلامي بقيادة البروفيسور نجم الدين اربكان مؤسس حزب النظام الوطني ومن بعده حزب السلامة الوطني والذي شارك في ثلاث حكومات وبذا اصبح العمل الإسلامي حاضرا وهنا بدأت الأحزاب الإسلامية تقوم بالدور التوعوي وتقدم الخدمات لأفراد الشعب و ظهرت بصمات منتسبيها جلية واضحه في حياة الناس حتى اكتسبوا شعبية كبيرة أسست لقيام حزب العدالة والتنمية الذي انطلق بتركيا نحو النهضة بسرعة الضوء وقام بترميم كل ذلك الخراب الذي احدثته الانقلابات وصنعه حكم العسكر في البلد الكبير
 
وصل حزب العدالة الى عقول الناس وقلوبهم دون تصادم معهم وحملت سنوات تولي الإسلاميين والمعتدلين خيرا كثيرا لتركيا وصار الطيب اردوغان ابن الحركة الإسلامية رمزا لتركيا وصانعا لنهضتها الحديثة
 
وهذا كان نتاج بناء الوعي للمواطن وتقديم خدمات ملموسة استشعرها كل فرد والمضي بخطوات واثقة هادئة
 
لم يمارس الطيب سطوة الحاكم في ارغام الناس بل ظل حديثه دائما للناس الا تجعلوا أحدا يسيّر افكاركم ويتلاعب بعقولكم
 
صدق الرئيس التركي مع شعبه وقدم له نهضة حقيقية بعيدا عن الشعارات الجوفاء التي يتفرد بها حكامنا العرب ويصنعون بها نجاحات كاذبة
 
هناك شعب واع وحاكم صادق وهنا شعوب غابت عقولها وحكام كذبة فهنيئا لتركيا مجدها الذي برز وهنيئا لنا تخلفنا وانتصاراتنا الوهمية على بعضنا البعض. 
وبالتالي فما كان استفتاء التعديلات الدستورية الأخير ما هو الا نجاح جديد يضاف الى نجاحات متقدمة تحسب لصِدق الطيب ووعي الشعب الحر.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي