من أي رئة يتنفس الانقلاب؟

د. عبدالحي علي قاسم
الأحد ، ١٦ ابريل ٢٠١٧ الساعة ٠٤:٠٧ مساءً
  يبالغ البعض باللوم تجاه زحف الشرعية البطيئ في اجتثاث شأفة الانقلاب، وتقطيع أوداجه السياسية والعسكرية رغم أهميتها.  والحقيقة أن اللوم يحمل في طياته تفاصيل النفس الانقلابي، واستمرار حياة هذا الكائن الخطير.
 
 
   هل يعقل أن نطلق العنان لجموح نزوة الأجندة المتناقضة في رعاية المشاريع المثبطة؟ والمحبطة للتقدم المطلوب، والحاسم للشرعية، ونحن نسهر على رعاية وتغذية بؤر المشاريع المتناقضة، والمعادية لتوجهات الشرعية، والقوى السياسية الداعمة لها، وزرع فخاخ الوقيعة المستقبلية لها، وفي نفس الوقت نطالبها بثمن باهض في معركة القضاء على الانقلاب.
 
 
   لم أرى تناقضا غريبا في عالم المعادلات السياسية بأن تظهر مؤشرات الاستهداف والعداء لتحالف دعم الشرعية، وفي المقابل التعاطف مع العدو الانقلابي. والكارثة الأسوء والأفضع أن يتزامن جلد ظهر الشرعية، ورفع سقف مطالبتها بحسم المعركة،  وطعنها في ذات اللحظة بمشاريع تشل قوة بأسها، وحرمانها من الاستفادة من أي عمق جغرافي يتم تحريره، بل وتحويله إلى كابوس من الخطر المعقد، الذي لا يتغذى من نفسه سوى الانقلاب.
 
 
   إذا استمرت المعادلة بتلك الصورة الماكرة من قبل بعض قوى التحالف، والتفنن بكيل ضروب المزايدات تجاه الشرعية، والقوى الداعمة لها بقوة، وتفخيخ عمق انجازاتها الميدانية لتنفيذ مآرب أطماعها الانتهازية المريضة، فإن حجم الخطر القادم سوف يجتث أولئك المراهقين وأفكارهم العقيمة.  
   لا يجب أن نفلس أخلاقيا في المكايدة إلى مستوى نخلق فيه نفسا للمريض عفاش، وقوى إقليمية مازال خطرها قائما، وتنظر بعين الأنتقام والأطماع تجاه الخليج قبل اليمن. 
 
 
   أمرا آخر لا يجب أن نغفله في المعادلة العسكرية القائمة، هو أن عبث الإرباكات في تفاصيل الحسابات المتناقضة في المناطق المحررة، ولعبة ترجيحات، واوزان قوى مناوئة للشرعية المشغولة بمناجزت الانقلاب، يمكن أن تؤول إلى مخاطر إستراتيجية في حال تعثرت الشرعية، وتأخر الحسم مع دخول أطراف دولية بصورة مباشرة في مربع الصراع في اليمن.
 
 
   أخيرا، نأمل من التحالف أن يستشعر خطر اللحظة التأريخية التي يمر بها اليمن، وتداعياتها على أمن المنطقة، وأن لا تغلب الهواجس الشيطانية المثبطة على مفردات الثقة والتعايش مع القوى الوطنية المناوئة للانقلاب، والوجود الإيراني في معادلة اليمن الإستراتيجية، والله من وراء القصد.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي