فوائد وايجابيات الصراع الأمريكي الروسي

محمد القادري
السبت ، ٠٨ ابريل ٢٠١٧ الساعة ٠٤:٥٩ مساءً
الصراع الامريكي الروسي الذي ظهر وبرز للواجهة مؤخراً في سوريا ، عبر التدخل العسكري الامريكي الذي قام باطلاق عدة صواريخ استهدفت مواقع تتبع نظام الاسد التابع لإيران والمدعوم عسكرياً من روسيا التي تدخلت لمساندته وقصف معارضيه والثائرين ضده من ابناء الشعب السوري العربي .
 
 
فذلك الصراع الذي بدأت مواجهاته العسكرية تدور بين دولتين عظمى ، له فوائده الكثيرة وايجابياته العديدة التي تعود على الوطن العربي بخليجه وشامه ويمنه وعدة دوله في افريقيا ، بل له ارباح سياسية واقتصادية وامنية وسيادية تعود على اغلب دول منطقة الشرق الأوسط العربية منها والإسلامية ، والواقع  العربي الذي تدور فيه الاحداث المتنوعة والمواجهات في اليمن وسوريا تؤكد ان اي تدخل امريكي عسكري ضد روسيا في اي دولة عربية في الوقت الراهن ، فهو بلا شك يصب في مصلحة العرب ، فأي صراع سياسي او عسكري بين روسيا وامريكا هو خير للعرب من ان تستمر روسيا في تدخلاتها العسكرية ودعم حلفاءها إيران والانظمة التي تتبعها وأمريكا تتفرج على ذلك ولم تعترض ، واختلاف امريكا وروسيا ايضاً  هو خير من ان تجتمع وتحتد وتتفق في تنفيذ اي مخطط او مؤامرة تستهدف الجزيرة العربية .
 
 
 
 لست محباً لأمريكا ، ولا موالي لها او تابع او عميل ، ولكنني أؤيد واساند تدخلها العسكري ضد روسيا في اي منطقة عربية في الوقت الراهن ، وذلك للأسباب التالية : 
 
 
- اخطر مؤامرة تستهدف الاوطان العربية هي مؤمراة ينفذها تحالف مكون من ثلاثة اطراف ولديه ثلاثة اهداف ، فالطرف الأول هو طرف داخلي يدعي  العروبة ويعمل من الداخل متمثل بعدة تيارات سياسية كتيار صالح في اليمن وعدة تيارات اخرى  ومتمثل بعدة جماعات طائفية متحدة فكرياً كحزب الله وجماعة الحوثي وعلوية سوريا وشيعة العراق وماشابه ذلك في عدة دول عربية .
 
والطرف الثاني هو طرف يدعي الإسلام وابرزه دولة إيران .
 
والطرف الثالث هو دولة روسيا العظمى التي كان تحالفها مع إيران ناجم عن مصالح مشتركة ومتقاسمة تمكن روسيا من الاستفادة عالمياً كدولة عظمى ، وتمكن إيران من تنفيذ هيمنتها على العرب كدولة محورية ذات فكر خاص وحقد تأريخي ضد العروبة وخليجها ، وتمكن التيارات السياسية والجماعات الطائفية الموالية لإيران وروسيا التمكن من حكم الشعوب العربية .
واما الاهداف الثلاثة لذلك المخطط الخطير فأولها : استهدف دين العرب الاسلامي وفكره الوسطي السني ومقدساته العظيمة وعلى رأسها قبلة المسلمين مكة .
 
والهدف الثاني : استهداف هوية العرب وقوميتهم وحضارتهم وولاءهم الوطني وثقافتهم الاصيلة .
 
والهدف الثالث : استهداف ارض العرب واقتصادهم وثرواتهم وحكم شعوبهم .
 
 
 السبب الآخر هو ان روسيا عدو للعرب اخطر من أمريكا ، فمن خلال الاحداث التأريخية والصراعات الحالية  نكتشف ان روسيا تدعم وتساند وتقف وراء الانظمة العربية الديكتاتورية ذات الفكر المنحرف المعادي للإسلام ، ولم يحدث في تأريخها ان وقفت وساندت ودعمت اي نظام حكم ديكتاتوري إسلامي في بلاد العرب لأنها تحارب تلك الانظمة  الديكتاتورية باعتبارها تعتمد على ثوابت اسلامية ومناهج سنية  كطاعة ولي الأمر الذي تلتزم به جماعة المسلمين ، بينما روسيا تدعم وتساند الانظمة الحاكمة ذات الفكر الطائفي كنظام سوريا ، وهي بهذه الطريقة تحارب ايضاً الاسلام الحقيقي ونبعه الصافي وشريعته السمحاء من خلال دعم حكم ونظام طائفي يحارب الفكر السني وعقيدة اهل السنة والجماعة .
 
اما امريكا فان عداوتها للعرب او تحالفها ووقوفها مع بعض الانظمة الحاكمة هو ناتج من مصلحة اقتصادية وسياسية بحتة ، وليس من منطلق فكري كروسيا .
 
 - الأمر الاخير هو ان روسيا كان موقفها في اليمن يخدم الانقلاب ، ولكنها كانت تستخدم اسلوب المكر والخداع وتظهر احيانا بثوب الحياد او المساندة للشرعية ، وهي في الحقيقة لن تتخلى عن جماعة الحوثي وكان تنوي التدخل العسكري في وقت آخر ، فعدم تدخلها العسكري في اليمن بوقت مبكر كان ناتج عن عدم رغبتها بفتح جبهتين سوريا واليمن ، وخطتها كانت تقتضي الانتهاء من سوريا والقضاء على كل مشاكلها الداخلية من مواجهات ومعارضة وثورة شعبية ، وتثبيت اقدام نظام حكم الاسد ، ثم تتجه بعدها للتدخل العسكري في اليمن حتى تمكن الجماعة الحوثية من تثبت اقدامها والقضاء على الشرعية قضاءً تاماً .
 
 
 انا اعتبر التدخل العسكري الامريكي ضد روسيا أمر ممتاز ، لأنه سينقذ الوطن العربي من اخطر مؤامرة تنفذها روسيا وإيران والاذرعة التابعة لها ، بل اعتبر التحالف العربي مع امريكا خطوة ايجابية وذكاء سياسي يتلائم مع الواقع العربي الذي يتطلب التحالف مع امريكا العظمى لمواجهة إيران التي تتحالف مع روسيا العظمى ايضاً .
 
واعتبر تدخل امريكا العسكري ضد روسيا وإيران واذرعتها هو تدخل الاهي سلط الله به امريكا على روسيا لانقاذ العرب وتخفيف الحمل والاعباء عن دول التحالف العربي وعلى رأسها الشقيقة السعودية التي تتولى تكاليف معركة الدفاع عن موطن العرب .
 
قال تعالى " ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت مساجد " إلى آخر الاية 
 
وانا اقول لولا تسليط الله امريكا على روسيا ، لقامت روسيا وإيران بالاستيلاء على كل الوطن العربي وهدمت مقدساته وحاربت شريعة دينه الحنيف وسنة نبيه الطاهرة .
 
اللهم اهلك الظالمين بالظالمين واخرج الوطن العربي ودول التحالف من بينهم سالمين غانمين .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي