عامان لعاصفة إنقاذ اليمن من تتار العصر

فياض النعمان
الاثنين ، ٢٧ مارس ٢٠١٧ الساعة ٠٤:٤٦ مساءً
 
عامان من الحزم والعزم تسجل في صفحات التاريخ الناصعة في المنطقة العربية مكللة بانجازات كبيرة حققها التحالف العربي لاستعادة اليمن من مليشيات الموت والإرهاب (الحوثي وصالح ) بإعلان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بدء انطلاق العمليات العسكرية في 26 مارس 2015 بطلب مباشر تقدم به الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية  بعد أن  حاول مرارا الضرب بسيف السلم إلى أقصى مداه لحقن الدماء في البلاد ، لكن المليشيات الانقلابية أبت الاستماع لصوت العقل واستمرت باجتياح المحافظات رافقها القتل والتشريد والدمار وانتهت في النهاية باستهداف رمز الشرعية اليمنية والدستورية  بصواريخ سلاح الجو التابع للقوات المسلحة اليمنية باستهدافهم المباشر لقصر المعاشيق مقر الرئيس هادي في العاصمة المؤقتة عدن .
 
 
اللحظات الأولى لعاصفة الحزم كانت بمثابة طوق النجاة للشعب اليمني المناهض والرافض للمشروع الكهنوتي والعنصري الذي تحاول المليشيات الحوثية فرضه بقوة السلاح رغم أدراكم أن اليمنيين يرفضون أي أملاءات تتنافي كليا او جزئيا مع واقعة ومكوناته الاجتماعية وهو ما نتج خلال العامين الماضيين اتساع رقعة التأييد الشعبي والقبلي والسياسي لأهداف التحالف العربي والمتمثلة باستعادة الدولة ومؤسساتها من الانقلابيين والشروع الفوري في بترت وقطع اليد الصفوية الإيرانية العابثة التي حاولت تحويل اليمن السعيد إلى ولاية تابعة للولي الفقيه بغية تحقيق مشاريعهم الطائفية واستنساخ التجربة اللبنانية في اليمن .
 
عاصفة إنقاذ اليمن منذ الوهلة الأولى لانطلاقها جنت ثمار أهدافها الأولى التي انطلقت من اجلها بتحييد سلاح الجو اليمني الذي سيطرت عليها مليشيات الانقلاب بعد أن سلمها لهم المخلوع صالح بالإضافة إلى استهداف التجمعات العسكرية للمليشيات الانقلابية في كل المحافظات التي اجتاحها تتار العصر والتي وصلت حينها إلى الساحل الذهبي للعاصمة اليمنية المؤقتة عدن .
 
المحطات التي أنجزتها عاصفة الحزم وإعادة الأمل ( عاصفة إنقاذ اليمن ) خلال عامين كثيرة وعديدة على الأصعدة المختلفة ( السياسية والعسكرية والاقتصادية والإنسانية والاجتماعية ) ولا ينكرها سوى إنسان جاحد وحاقد على مكاسب الشعب اليمني التي تحققت خلال العامين  أو عنصري متمرد مشارك مع مليشيات الانقلاب في ارتكاب جرائم حرب بحق الأرض والإنسان في اليمن السعيد والتي حولته تلك الأيادي العابثة كومة من اللهب المشتعل في جميع المناطق والمحافظات التي وطئت أقدامهم عليها يوما قبل أن يتم تطهيره منهم والتي وصلت حتى ألان إلى ما يقارب 85% من أراضي البلاد .
 
فرغم المحاولات البائسة التي حاولت المليشيات الانقلابية والقوى الدولية الداعمة لهم من الوقوف حجرة عثرة أمامه  استطاعت الشرعية اليمنية ودول التحالف العربي تحقيق نجاحات كبيرة على الصعيد السياسي وانتزعت انتصارات عديدة للشعب اليمني ابتدأ من انعقاد مؤتمر الرياض لكل القوى المؤيدة للشرعية ومرورا بالاستحقاقات الدولية التي انتزعها التحالف والشرعية في المحافل الدولية المختلفة والتي نتجت عنها دعم دولي وإقليمي لها عبر القرارات الدولية الصادرة من مجلس الأمن والأمم المتحدة .
 
فلم تقتصر الانجازات الحقيقية لعاصفة إنقاذ اليمن على الصعيد السياسي فقط فعلى الصعيد العسكري عملت الشرعية اليمنية والحكومة وبدعم من التحالف العربي في الشروع في تأسيس النواة الأولى للجيش الوطني وفق مخرجات مؤتمر الحوار الوطني والمبني على أسس وطنية بعيدة عن الانتماء الضيق للقوى المهيمنة على القرار السيادي للبلاد وبعيد عن الانتماء القبلي والعائلي الذي شكل الجيش العائلي التابع للمخلوع صالح والذي بقتال في خندق واحد مع المليشيات الانقلابية في مواجهة مشروع الشعب اليمني  المبني على دستور اليمن الاتحادي الجديد بالإضافة الي تحقيق احد أهداف العاصفة التي انطلقت والمتمثل بتحرير كل شبر في اليمن من هيمنة وبطش المليشيات والتي كانت تسيطر على مساحات كبيرة من المحافظات اليمنية واليوم أصبح الجيش الوطني والتحالف العربي يقرع أبواب العاصمة صنعاء ويقترب من مخبئ زعيم المتمردين الحوثيين في كهوف مران وأوشكت على تامين كل السواحل اليمنية( الجنوبية والغربية)  وإعادتها لسلطة الشرعية اليمنية وتامين ثاني أهم مرر في العالم ( باب المندب ) .
 
لم تقتصر أهداف عاصفة إنقاذ اليمن عند هذا الحد بل شرعت منذ الأشهر الأولى إلى إعادة الحياة الطبيعية للمحافظات المحررة وساعدت السلطة الشرعية في دعم الاقتصاد الوطني وعودة الحكومة الشرعية إلى الأراضي اليمنية بعد ان حاولت المليشيات نفيها إلى الخارج .
 
فتسارع الإحداث السياسية والعسكرية والاقتصادية والإنسانية خلال العامين الماضيين على المشهد اليمني ولا تزال الشرعية والتحالف العربي لاستعادة الدولة من المليشيات مستمرة في إعادة الحياة الطبيعية للمواطن اليمني ورسم الابتسامة على وجهه رغم الصعوبات الكبيرة التي تقف عائق أمام تحقيق وتنفيذ كل الاستحقاقات التي حصل عليها محليا وإقليميا ودوليا .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي