البخيتي: مشروع سمسار بدون ثوابت

د. عبدالحي علي قاسم
الثلاثاء ، ٢١ مارس ٢٠١٧ الساعة ٠٣:٣٧ مساءً
  ظهر البخيتي إعلاميا صاخبا على رأس معزوفة التضليل الحوثية، ومنافحا بدون ملل عن مشروع قتل وتدمير عنصري يقدمه بعظمة نفاقه كمشروع إنقاذ الشعب من فساد حكومة باسندوة الثورية، بصورة بهلوانية توحي عن سمو المشروع ونجابة أصحابه المسوخ.
 
 
   لم يكن المواطن يعلم مدى انتهازية وقبح كارثية المولود الانقلابي، الذي تصدر البخيتي مختلف وسائل الإعلام والتواصل مبشرا بطابعه التحرري والتنموي.
 
 
   المرتزق الرخيص جند مهارته الكلامية، وتأثيره الواسع في تصوير مشروع بالغ الضرر والخطوره، أنه عصر الفضيلة والرقي والحرية، الذي انتظرته جموع الشعب بفارغ الصبر. البخيتي ومن على شاكلته المأجورين يعلمون أكثر من غيرهم حجم المزايدات الفارغة، التي تلف بضاعة الموت لأمريكا، وهي ليست في جوهرها الظلامي سوى الموت لحياة ومستقبل المشروع الثوري. الذي كاد أن يطيح بروافع المشروع التوريثي للمخلوع، الذي خدمه ناموسا قذرا في معية طارق الأمن القومي، ليتأهل بجدارة في مشروع الصعود والجذب الإيراني الأكثر سخاء وخيارا للصعود الوضيع. 
 
 
     من يتابع علي البخيتي في ردهات مؤتمر الحوار يدرك بوادر البراجماتية الموكل بممارسة أدوارها، وخيارات البديل، التي سوف يضطلع بسبر أغوار متغيراتها من خلال تصريحاته الجريئة، وغير المتقيدة بخطوط جماعة العكفة القمقمية للبحث عن موضع ثقة.
 
  حينها من كان يتابع مؤتمر الحوار، وما تلاها من تطورات انقلابية كاد يفتتن بلغة الفضيلة، التي أتقن علي البخيتي رؤوس مفرداتها، وانبرى بمهمة الواعض الحكيم المدرك لمآلات الظلم، والإقصاء، والإخفاء، والتغييب من الحياة التي تمارسها جماعته المفلسة.
 
 
  بعد عاصفة الحزم، التي انطلقت في 26 مارس 2015 لإسقاط جماعته الانقلابية، وحليفها عفاش كانت مهمته على موعد منعطف في طبيعة لعبته من دور المرشد المنصف الحكيم، إلى دور تسويق السمسار الباحث عن معلومات لتزويد جماعته، وطرح المقاربات لإنقاذها. فقام بما يمتلكه من هامش وجرأة بزيارات مكوكية التقى بها بخصوم طالما نعتهم بأسوء الألفاظ في مرحلة صعود مشروعه البائس الرخيص، كبعض المسئولين السعوديين، ونائب الرئيس هادي، وغيرهم من الشخصيات، مظهرا توبة المغرر به وإن كانت حقيقته توبة راقصة تغازل جموع الصالحين، حسبما تقتضيه مجريات المعارك، التي تخوضها عصابات جماعته الانقلابية.
 
 
  تدرج علي البخيتي في سموم أفكاره سواء مع ولد الشيخ، أو في تواصله مع السعوديين إلى طرح أفكار مقاربة التوائية في حكومة وحدة، وانسحاب لا تنطلي على الحمير. يئس البخيتي من مقاربته تحت وقع الانتصارات التي تحققها القوات المسلحة والمقاومة الباسلة، وكشف عن وجهه البراجماتي الانتهازي الأكثر قبحا ولؤما عندما كشف سريرة خيار الانقلاب المهزوم في وضع نهاية انفصالية، كحل أمثل لنجاة الجلد الانقلابي، وأملا في نجاح مهمته الموكلة به. بيد أنه مثالا لأسوء إعلامي وسياسي انتهازي بدون ثوابت في مسيرة العمل الوطني.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي