مبادرات إنقاذ الإنقلاب كالصامت دهراً والناطق كفراً

د. عبده مغلس
الأحد ، ١٩ مارس ٢٠١٧ الساعة ٠٥:٠٧ مساءً
من مبادرات الحياديين والطرف الثالث مروراً بمبادرة الرئيس السابق علي ناصر وانتهاء بمبادرة البخيتي الذي قدم استقالته لسيده عبدالملك ليقوم بهذا الدور المشبوه، تنوعت الأطراف والمبادرات والهدف واحد إنقاذ الإنقلابيين وثقافة الهيمنة والفيد والإخضاع.
 
 
أين كُنتُم عندما قام إنقلابهم على شرعية الرئيس هادي والدستور والوطن الواحد والمواطنة المتساوية، أين كُنتُم عندما انقلبوا على الجمهورية التي تعلمتم في مدارسها وجامعاتها وكسبتم  أموالكم وتوظفتم بفضلها، أين كُنتُم عندما اختاروا لإنقلابهم ذكرى تنصيب البدر إماماً على اليمن، وأين كُنتُم عندما حاصروا رئيس الجمهورية والحكومة وحاولوا قتل الرئيس هادي وقُتل أكثر من ١٤ فرد من أهله وأحفاده دفاعاً عنه وتخليتم عنه جميعكم كما تخلى عنه الجيش الذي انحاز لثقافة العصبية وأثبت أنه ليس جيشاً للوطن بل جيشاً للطائفة وثقافة السلالة ، أين كُنتُم عندما تأمروا على الرئيس هادي لقتله في عدن وعندما فشلوا ارسلوا طائراتهم لقتله، أين كُنتُم عندما اجتاحت جحافل حملات أشداء على الكفار محافظات الكفرة في كل مناطق اليمن.
 
 
هل صدرت منكم إدانة للإنقلاب وجرائمه ضد الإنسانية من تدمير عدن وتعز وحصار تعز وتجنيد الأطفال وزرع الألغام ونسف البيوت ونهب البنك المركزي وصناديق الإعاشة والمتاجرة بالمشتقات النفطية.
 
 
سكتم عن كل تلك الجرائم في حق الله والدين والوطن والشعب  واليوم تتحدثون عن الحياد والطرف الثالث وتقدمون المبادرات إنقاذاً لسادتكم قادة الإنقلاب صمتكم عن الإنقلاب وجرائمة فضحكم ومواقفكم ومبادراتكم فضحتكم أكثر وبينت أنكم أدوات أُشرب في قلوبها داء عجل عبودية ثقافة الفيد والإخضاع والإنتهازية.
 
 
لا تتباكون عن وطن خذلتموه بصمتكم على جحافل الموت وهي تمزقه بثقافة الموت والتكفير، ولا تتباكون على شعب تركتموه لجحافل أشداء على الكفار تمارس أبشع أنواع جرائم الإنسانية ضده من قتل وحصار واعتقال لشيوخه ونسائه وأطفاله والمرضى والعاجزين، عن أي وطن وشعب تتحدثون وتتباكون.
 
 
أي حلول تقدمون وأي مبادرات تُسَوّقُون والحلول أجمع عليها الوطن والإقليم والعالم وأنقلب عليها الإنقلابيون وعندما انهار الإنقلاب وحاصرته الهزيمة وفشل مشروعه تقدمتم لتعطوه ما عجز عن الحصول عليه بالإنقلاب والدم.
أنتم فعلاً كما قيل صمت دهراً ونطق كفراً.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي