سنفكر بالتخلي عن مشروع اليمن الإتحادي

علي هيثم الميسري
الأحد ، ١٩ مارس ٢٠١٧ الساعة ٠٣:١٩ صباحاً
 علي البخيتي الكائن المثير للجدل بسبب إنفصام شخصيته منذُ أن ذاع صيته أو ربما منذُ ولادته، فعلي البخيتي الذي يمتلك العديد من الأسماء الوهمية النسائية والرجالية في وسائل التواصل الإجتماعى جاءنا بمبادرة لحل الأزمة اليمنية فحواها الإنفصال ومحورها هو إنقاذ الإنقلابيين من نهايتهم الوخيمة التي باتت قريبة جداً 
 
 
  بالإضافة إلى ثرثرته الكلامية إكتشفنا أيضاً أنه يمتلك القدرة على الثرثرة كتابياً، فمبادرته كان من الممكن أن يختصرها دون الخوض في الماضي والحاضر والمستقبل، فعندما قرأت مبادرته وجدت نفسي وكأنني أقرأ كتاب فشعرت بالملل وبسبب الدهاليز الكثيرة التي أدخلنا بها عن ما كان وعن ما سيكون إنتابتني حالة من الغثيان، فكان منحازاً كثيراً للإنقلابيين الذين أوصلوا حال البلاد والعباد لهذا المستوى المزري، أما عن وصفه لفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي فكان مجحفاً في حقه وبتضحياته بل ووصفه بالرجل الضعيف الذي لا يقوى على إدارة البلاد .
 
 
  كيف له هذا المخلوق ذو الشخصية الإنفصامية أن يصف فخامته بالرجل الضعيف وهو قد جعل بنو عمومته الإنقلابيين يتواصلون معه من مجاري صنعاء وكهوف مران ؟ كيف له يصف فخامته بالضعف وهو قد جعل بنو عمومته لا يرون الشمس إلا فيما ندر ؟
 
كيف يصف فخامته بالضعيف وهو قد جعل زعيمي الإنقلاب أحدهما يهذي تارةً وتارةً أخرى يهلوس ليلاً ونهاراً بل أصبح قاب قوسين أو أدنى من الجنون، والآخر خسر من وزنه الكثير من الكيلوات وبدأ وجهه شاحباً بعد أن كان وكأنه أم كلثوم بل ووصل به الحال بمعاناته من إضطرابات نفسية وبات على حافة الجنون ؟ .
  علي البخيتي في مبادرته بدأ واضحاً بأنه يسعى لإنقاذ الإنقلابيين وإعادتهم لسدة الحكم لشطر واحد من اليمن لاسيما المخلوع عفاش _ وهذا الأخير يبدو لي بأنه هو من أشار إليه بهذه المبادرة لإخراجه من ظلمات المجاري ورائحتها الكريهة إلى أشعة النور.. ويبدو لي بأنه قد كَرِه صحبة الجرذان والحشرات المختلفة .
 
 
  مبادرة علي البخيتي كانت عبارة عن أكبر متاهة في التاريخ، فقد ذهب بنا يمنةً ويسرة وصعد بنا لأعلى وأنزلنا لأسفل وفي آخر المطاف فتح لنا باباً فرأينا على بعد خطوات لوحة مكتوباً بها: الإنفصال والعودة إلى حدود ماقبل الوحدة .
 
  نسيَ أو تناسى بأنه هناك مشروع إتحادي ليمننا الحبيب يحل جميع الأزمات والمشاكل العالقة التي صنعها المخلوع عفاش أبان حكمه، غض الطرف عن تلك الدماء التي سالت لأجل هذا المشروع، تغاضى عن عشرات الآلاف من الأرواح التي أزهقتها المليشيات الانقلابية بسبب هذا المشروع، نسيَ أن هناك مئات الآلاف التي هجرتها المليشيات من منازلها، تناسى بأن ملايين اليمنيين يعيشون المجاعة بسبب غطرسة وعنجهية من يريد إنقاذهم من الموت الوشيك وإعادتهم ليحكموا الملايين في شمال اليمن .
 
 
  سطر علي البخيتي هذه المبادرة وهو يدرك بأن شمال اليمن لن تقوم له قائمة وسيعود الملايين من مواطني الشمال إلى عصر ما قبل الإسلام الذي كان فيه تجارة الرقيق، أما الجنوب فحدث ولا حرج عن أنهار الدماء التي ستسيل وتلك الأرواح التي ستصعد لبارئها، وسنعود إلى حرب البسوس بل أشد وأنكى .
 
  وأخيراً أقول لهذا المخلوق علي البخيتي: إذهب بعيداً ومبادرتك المنقذة للإنقلابيين إلا إذا أعدت لتلك الأمهات الثكالى أبنائهن، وأعدت إلى الأطفال اليتامى آبائهم، وأعدت إلى النساء الأرامل أزواجهن فحينها سنفكر بالتخلي عن مشروعنا العظيم اليمن الإتحادي .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي