إلى أبناء ردفان والضالع واب وتعز

أسعد عمر
السبت ، ١٨ مارس ٢٠١٧ الساعة ٠٦:٥٤ صباحاً

وصل ابناء ردفان و تعز والضالع وأب الى مراكز قيادة  الحكم  في اليمن وكان لهم ومايزال التواجد البارز  في اغلب مؤسسات الدولة ومرافقها وانتشروا على اغلب محافظات اليمن جنوبه وشماله و نالت مناطقهم مواقعا هامة متقدمة على  غيرها من مناطق وشعاب اليمن وحظي ابنائها بقبول شعبي واسع على مستوى الوطن كحالة من العرفان والإقرار بدورهم الوطني الخالد على امتداد اليمن

 

  وهو الدور الذي تميز به ابناء هذة المناطق  باعتباره نابعا من قيم ومنطلقات وطنية واسعة وبهوية جامعة تجاوزت الانتماءات الجغرافية  ولفضت بشكل تام  الهويات الضيقة والنزعات المناطقية ولاجل ذلك جعلوا من مَناطقِهم اضافة لمدينة عدن مراكز هامة لإنتاج مشروع اليمن الكبير وضخ وتصدير خطابه الوطني المشبع بالوعي المدني بافاقه الحديثة  وبابعاده الديمقراطية و التحررية وتشكيل طلائعه واحتضان وادارة قواه الحية  وحشد واستقطاب المزيد من الوطنيين في صفوفها  وكانت هذه المناطق مسرحا فاعلا للعمل الوطني بأشكاله وصوره المختلفة ونقاط انطلاق رئيسية للامتداد الى باقي ارجاء الوطن وقدم ابنائها  تضحيات كبيرة  في سبيل هذا الانتصار.

 

ما دفعني  لهذا النوع من الحديث هو تكرار  الدعوة لاستشعار المسؤلية بحجم الاخطار الجارفة التي تتقاذفنا من كل حدب وصوب واضرار ذلك  على مستقبل اليمن  وسلامة كل جزء فيه و لفت انتباه ابناء هذه المناطق بشكل خاص لاحتمالية فقدان هذا لمكانتهم والقيمة الوطنية التي مثلتها مناطقهم باعتبارها بؤرة العمل الوطني ومرتكزه نتيجة لحالة الانحسار والتراجع التي غدت ظاهرة على الخطاب الوطني والممارسات اللامسؤلة التي اندرج اليها الكثير من ابناء اليمن خاصة منهم الأجيال  الجديدة من ابناء هذه المناطق سواء منها ماكان نابع بطابع عفوي شخصي او ما يأتي في سياق المطالبات التي تروج  لها بعض القوى والمكونات الاجتماعية لتتوازى في اضرارها مع حالة الشلل الذي تعيشه الاحزاب السياسية وصمت وسبات الشخصيات والرموز الوطنية التي عاشت المتناقضات في ظل الانقسامات الجهوية و هيمنة الإمامة والاستعمار والاستبداد والتسلط وذاقت مرارات الأحداث في عهدها وبالذات منها كوكبة المناضلين الذين شاركوا بقوة في صنع التحولات الوطنية باشعال الثورات التحررية وافنت عمرها من اجل الانتصار لأهدافها

 

 الامر الذي وضعنا في واقع تزداد فيه النوائب المحدقة على سلامة الكيان الوطني والهوية الجامعة والتماسك الاجتماعي وكم هي الاخطار المتداخلة التي  تتوالى علينا تباعا جراء الأحداث التي تعيشها اليمن اليوم والتي تفرض كل يوم المزيد والمزيد من التداعيات الكبيرة على الوضع العام للبلاد ووضعتنا جميعا في منزلقات الوقوع في اقتراف اخطاء وتجاوزات يعد الأبشع فيها مستوى الفجور بالخصومة وعودة  النبش بالماضي واستدعاء الهويات الضيقة على حساب الهوية الوطنية الجامعة واستجلاب مظاهر الصراعات  الطائفية والجهوية والعرقية والذوبان في معمعة صراع المصالح الدولية والإقليمية على حساب مصلحتنا الوطنية وهو ما يجب على الجميع الوقوف في مواجهته ورفض تشكل اي اطر او قوى  لجر البلاد للتحول من نمط الصراع السياسي على السلطة الى انماط أخرى من الصراعات الانقسامية ذات الطابع الطائفي والجهوي ورغم ان مسؤلية التصدي لذلك تقع على عاتق الجميع الا ان المسؤلية تكون اكبر على ابناء هذة المناطق  بمختلف توجهاتهم كمتطلب وطني عاجل خاصة وأنهم الأوسع  حضورا  داخل مختلف التكوينات السياسية والاجتماعية والأكثر امتدادا على المستوى الوطني اضافة الى كونهم الأكثر تضررا من حالة الانغلاق في الوعي الوطني بتقلص دورهم الواسع  وهو ما قد يؤدي الى فقدانهم لتلك المكانة المرموقة التي تمتعوا بها ناهيك عن ان مقومات محافظاتهم ومناطقهم لن تفي باستيعابهم وسد احتياجتهم في حالة انتصار المشاريع الصغيرة بمظاهرها الجهوية والرجعية  المتخلفة  لا سمح الله .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي