ذكـرى الـمـحـرقـة

كتب
الخميس ، ٣١ مايو ٢٠١٢ الساعة ١١:٠٦ مساءً
كتب – عبدالحافظ الفقيه
كتب – عبدالحافظ الفقيه

لقد ظلت تعز ثائرة من بعد مهرجانات الرئيس بن شملان، تلك المهرجانات التي هزت عرش الطاغية المستبد ثم استمرت الاعتصامات والمسيرات والمهرجانات ولم تتوقف’وفي ذكرى الاستقلال 2010 في احتفال في6ديسمبرفي ميدان الشهداء دعت تعز إلى رحيل الاستبداد,وبعده أعلن الأستاذ باسندوة الهبة الشعبية فكانت مهرجانات يناير2011التي توجت بمهرجان 3فبرايرفي ساحة الحرية والذي كان علامة واضحة على الحالة الثورية التي وصل إليها الشعب مرحلة النضج الثوري والغليان الذي لا يستطيع أن يصبر بعدها على الأوضاع البائسة, وجاء سقوط مبارك في11 فبراير ليعلن ثوار تعز انطلاق الثورة فخرجوا ولم يعودوا إلى بيوتهم فحاول النظام كسر إرادتهم في شارع التحرير باستخدام القوة واعتقال مجموعة منهم حين أخرجوا يوم الأحد 13 فبراير إلى ساحة الحرية ليتخذوها مقرا ومنطلقا للثورة.

وفي 14 فبراير حاول بلاطجة النظام طرد الثوار بالقوة ولكنهم هزموا وطردوا, وفي جمعة البداية ألقى بعض البلاطجة قنبلة على الساحة فاستشهد مازن البذيجي أول شهيد في تعز وجرح العشرات ولكن الثوار استمروا في ساحتهم ثابتين ولم تؤثر فيهم أساليب الترغيب والترهيب, فأرسل النظام علي صلاح ليقوم بالدور الأمني في إخلاء الساحة ولكنه فشل فأرسل النظام عبدالعزيز عبدالغني رحمه الله ورشاد العليمي ليقوما بدور إقناع الثوار وإثنائهم عن دورهم الثوري وخروجهم من الساحة ولكنهما فشلا, وبعدها قام النظام بتغيير مدير الأمن والإتيان بغيره مديرا للأمن ليقوم بدور إخماد الثورة ومنذ وصوله بدأ بتغيير الخارطة الأمنية واستخدام القوة والرصاص الحي والغازات المسيلة السامة، ثم نفذوا مجزرة 4/4 أمام المحافظة والتي استشهد فيها ثمانية من الثوار وجرح فيها العشرات وتتابع سقوط الشهداء بعد ذلك، ثم رفعوا الأطقم الأمنية التي كانت تقوم بحراسة الساحة كسبق إصرار وترصد للقيام بالمحرقة، وفي 27 مايو سقطت زنجبار بعد إعلان المخلوع في 21 مايو بأنها ستسقط في أيدي القاعدة وفعلا سلمها على طبق من ذهب، وبعدها بيومين في 29 مايو كانت خطة المحرقة التي نفذتها ألوية الجيش وأجهزة الأمن وقادها أشخاص معروفون بأسمائهم وصفاتهم، وبدأت الجريمة من العصر إلى صباح اليوم التالي، ولقد استخدم المجرمون المعتدون جميع أصناف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة وأشعلوا النيران في الخيام بمن فيها وسقط مجموعة من الثوار شهداء وعشرات الجرحى، وكان المجرمون القتلة يمارسون عملية القتل والتدمير والنهب وكأنهم التتار أو المغول من خارج اليمن ومن خارج البشرية والإنسانية، فلقد دخلوا على مستشفى الصفوة ولم يحترموا مريضا ولا جريحا بل نزعوا الأجهزة من فوق المرضى وأخرجوهم بطريقة مهينة، حتى أن إحدى المريضات مصابة بالسرطان انتزعوا من فوقها الأجهزة ثم أخذوها بطقم ورموا بها في وادي القاضي، ودخلوا المستشفى الميداني وداسوا على جراح المصابين وأخرجوهم إلى الشارع ومزقوا المصحف وداسوا عليه ثم بالوا في قبلة المسجد.. هل هؤلاء بشر؟!

 وبعد أن أحرقوا الساحة بمن فيها من المعاقين وغيرهم نهبوا كل شيء ودمروا كل شيء.. أتوا بالجرافات لتهيل التراب على جريمتهم الشنعاء ثم بدأوا اليوم التالي بملاحقة الجرحى في جميع المستشفيات وإخراجهم منها إلى السجن ومطاردة الثوار في كل المدينة وضرب أي تجمع، ثم إغلاق المدينة ومنعوا الدخول أو الخروج منها. وفي اليوم الثالث للمحرقة تجمع الثوار في جولة وادي القاضي فتم ضربهم بجميع أنواع الأسلحة وسقط مجموعة من الثوار بين شهيد وجريح، وفي اليوم الرابع تجمع الثوار في نفس المكان فتم إطلاق النار عليهم وسقط شهداء وجرحى، وفي اليوم الخامس 2/6 قام أشقاهم وعصابته بحصار الثوار من الصباح إلى العصر رجالا ونساء في جولة وادي القاضي وإطلاق النار عليهم ثم تحركت مسيرة نسائية في شارع جمال فتم محاصرتها وإطلاق النار عليها وجرحت بعض النساء بالرصاص الحي..

وجاءت الجمعة 3/6 وحاول الثوار تجنب الصدام مع المجرمين القتلة فحددوا ساحة جديدة على السائلة القريبة من مسجد السعيد ولكن الشقي وعصابته أصروا على منع الثوار من إقامة الجمعة في أي ساحة أخرى ولكن الثوار والثائرات أصروا على أداء الجمعة في ساحتهم الجديدة وهنا أقدم أولئك المجرمون على إطلاق النار بجميع الأسلحة على الثوار قبل صلاة الجمعة ولكن الثوار والثائرات أصروا على أداء الصلاة وسط الرصاص الحي من كل اتجاه وهنا قام حماة الثورة للعصابة المجرمة القاتلة بالدفاع عن الثوار والأحرار وعن الساحة الجديدة وإذا بالمجرمين القتلة يفرون من الساحة بعد استشهاد وجرح مجموعة الثوار وتم طردهم من ساحة الحرية وسميت هذه الجمعة بجمعة النصر والساحة بساحة النصر... ومنذ ذلك اليوم استمر الرصاص المصبوب على مدينة تعز لأكثر من ستة أشهر انتقاما من مدينة الثورة وأبنائها الأحرار الثوار ولقد كان الهدف من حرق الساحة إخماد الثورة كما صرح بذلك عبده الجندي ولكن الثوار استعادوا ساحتهم خلال خمسة أيام وفتحوا أكثر من خمسة عشر ساحة في محافظة تعز الأبية وفي نفس الوقت الذي كان الثوار يحتفلون فيه في تعز

الحجر الصحفي في زمن الحوثي