مأرب.. يدٌ تبني ويدٌ تقاتل

علي هيثم الميسري
الخميس ، ٠٩ مارس ٢٠١٧ الساعة ٠٩:١٢ صباحاً

 كنا نتطلَّع أن تكون العاصمة عدن هي الرائدة في التنمية والإستقرار لاسيما أنها كانت أول محافظة تتحرر من فلول المليشيات الانقلابية، ولكن للأسف الشديد إعتصرنا الحزن والألم ونحن نرى خلاف ذلك فأوضاعها تسوء يوماً بعد يوم، ويبدو لي بأن المخرج يريد لها ذلك .

  فحالة الفوضى واللا إستقرار وإنعدام الخدمات بشكل متعمد وفرض ثقافة التعصب والمناطقية والتمترس خلف المشاريع الصغيرة ووجود دولة داخل الدولة وممارسة الندية من قِبَل قيادات محسوبين على الشرعية، كل ذلك أصابنا بالإحباط والخوف من المجهول والإيمان بأن العاصمة عدن لن تقوم لها قائمة إلا بالقضاء على القوى المتمردة التي تمارس كل ماذُكِرَ أعلاه .

  لولا ذلك الواقع التي فرضته هذه القوى المتمردة لكنا شاهدنا وزير الإعلام والوفد المرافق له في العاصمة عدن بدلاً من مشاهدته في محافظة مأرب وهو يدشن الترتيبات الأولية لفتح مكتب الفضائية اليمنية، وكذا إنشاء محطة إذاعية لإذاعة صنعاء وتقوية وتطوير بث إذاعة مأرب، بالإضافة إلى إنشاء قناة تلفزيونية لإقليم سبأ ومركز إعلامي لخدمة الصحفيين والإعلاميين المتواجدين في محافظة مأرب ومكتب إقليمي لوكالة الأنباء اليمنية سبأ .

  وتم خلال الزيارة إيجاد حلول لطباعة الصحف سواءً الرسمية أو الأهلية أو الحزبية من محافظ مأرب الأصيل سلطان العرادة، كما تم الإتفاق بين التوجيه المعنوي للقوات المسلحة والمحافظة على شراء مطبعة حديثة على أن تكون تكلفتها مناصفة بين الطرفين، وكذا توفير إنترنت ستلايت عبر الأقمار الصناعية في المركز الإعلامي الذي سيخدم الصحفيين والإعلاميين في المحافظة مأرب .

  إختيار المحافظة مأرب لإقامة هذه المشاريع الإعلامية فيها كان لسبب واحد وهو وجود شخصية وطنية أصيلة بحجم محافظها سلطان العرادة الذي جعل محافظته محافظة نموذجية، هذا المحافظ الذي بدأ بترتيب أوضاع محافظته بدءً بالجانب الأمني ثم بالجانب التنموي إمتلك الإستشعار بالمسؤولية تجاه محافظته وأبنائها ولِعِظَم الأمانة التي حُمِّلَت له، لذلك قد يصل بها لأن تكون المحافظة النموذجية الأولى في اليمن الإتحادي، فالنمو المتسارع الذي تشهده محافظة مأرب والقبضة الأمنية التي أحسن إستخدامها المحافظ الأصيل سلطان العرادة جعل القيادة السياسية تقرر بأن يتم تدشين العمل الإعلامي من أرض الملكة بلقيس .

  أما ما تروجه المطابخ الإعلامية من شائعات وأكاذيب عن إفتتاح قناة عدن في محافظة مأرب فهي عارية عن الصحة، فقناة عدن ليست كقناة عدن لايف ولا هي كصوت الجنوب اللتان تخصان العملاء والمرتزقة الإنفصاليين، فتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية كانت واضحة وصريحة والتي أصدرها لترتيب إعادة تلفزيون عدن إلى العاصمة عدن، وبالفعل قامت الحكومة بوضع مناقصة لإعادة تأهيل استديوهات تلفزيون عدن في مقره الجديد في حقات وجاري العمل به حالياً .

  هنيئاً لكم يا أهل مأرب التاريخ والأصالة محافظكم الرمز الوطني سلطان العرادة، هنيئاً لكم هذا الرجل الهامة الذي جاء منكم وإليكم، أما أنتم يا أبناء عدن فياحسرتي عليكم بالذي جاءكم من أعالي الجبال وفي قلبه جلمود من الحقد والكراهية والعنصرية، وفي عقله كتلة من الغباء الذي إختلط بالفساد والإفساد . 

  وفي الختام أود أن أحيي الهامة الوطنية والرمز سلطان العرادة الذي جعل من محافظته نموذجاً يُحتذى به، ففي مأرب يدٌ تبني ويدٌ تقاتل، وفي العاصمة عدن يدٌ تسرق ويدٌ تقتل .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي