تعز أبداً لا تذل

كتب
الخميس ، ٣١ مايو ٢٠١٢ الساعة ١٠:٤٦ مساءً
عمار الأصبحي اسمها تعز ، وتُدعى الحالمة ..الحاسمة ، هي فعلاً (تعز)؛ لا يمكننا القول أنها تقع في ..أو ..، أبداً، هي لا تقع وليس لها حدود ؛ إنها الكثيرة والمزهرة في كل شبرٍ هنا وهناك ..الحاضرة في كل مكان.. الراسخة في الوجدان وبكثافة في كل المراحل وعلى الجهات. هي الأرض والإنسان والثورة : مازن البذيجي الشهيد البطل الذي جسد المعنى الحقيقي لـ "ثورة الحادي عشر من فبراير" ..تفاحة..عزيزة.. زينب.. يا سمين .. تعز: القريبة من السماء بـجبل (صبر/ها)، موطن الحلم المعتق.. مدينة ترمم جدران الحياة وتبعث الأمل. هذه هي (تعز)، المدينة التي تعيش اليوم الذكرى الأولى لـ"هولوكست" حريتها؛ تلك الجريمة التي ارتكبت ضد الإنسانية (هنا) أمام مرأى ومسمع العالم كلّه،والتي بالتأكيد لن تسقط بالتقادم؛ ولن يُفلت مرتكبوها وكل من تواطأ فيها وبها من العقاب طال الزمان أو قصر، كما ولن تُنسى، إلا بتحقيق حلمنا.. وطناً يتسع للجميع. ... التاسع والعشرين من مايو العام الماضي ، هو يوم الحقد الأسود لـ"عسقبلية" نظام فاشي؛ أراد إخماد جذوة المبادرة الثورية في مهدها، وذلك باستباحته أكبر وأنشط وأهم ساحة ثورية، وإحراقها بكل ما فيها من بشرٍ وشجرٍ وحجر، فكانت الجريمة الأبشع التي يصعب حقيقة، تحديد ما خلّفته من دمار() ولكن.. كانت هنا؛ كانت المدينة هي تعز (هذه)، لذا، خاب ظن القتلة؛ نعم، لقد تحولت المدينة كلها ساحة حرية، واشتعلت الثورة أكثر من ذي قبل؛ وما هي إلا أيام فقط ،وإذا بثوارها رغم أنف العنف المستمر، وجراحاتهم النازفة.. يعلنون عزمهم الزحف نحو "صنعاء" وبمسيرة راجلة؛تكسر قداسة المركز() صنعاء يا بؤرة ألآمنا المزمنة.. لقد ابتداء الفعل.. أقدامٌ حرة تلغي نمطية المسافة؛ بتحدٍ ، متجاوزة الخطوط الحمراء، محطمة جدار العزلة بين مختلف المناطق والجهات.. ...... حصل ما حصل لهذا الحدث التاريخي العظيم، الذي أدهش العالم ووضعه في المحك؛ تأمر البعض ، وتداعى البعض الأخر عبثاً .. بيد أن المسيرة ظلت تزهو؛ مؤكدة أن الثورة مسيرة حياة.. ..... هكذا إذأً ستظل (تعز)، القيمة التاريخية والحضارية التي تقود "مسيرة الحياة" نحو صياغة مستوى أخر من الوجود؛ اليوم تحتفل بهذا الجرح النازف بتفاصيله الجارحة، وغداً تحتفل بجرحٍ أخر..مدينة، فعلاً تعزُّ عليها حرية وكرامة وآدمية الإنسان.. أبداً لن تذل، فسلامات يا تعز.. سلامٌ عليك أيتها المدينة المقدسة ...سلامٌ عليك وأنت تصدرين قيمك وتخرجين المجتمع من شرانق الصمت والابتذال.. سلامٌ عليك وأنت تبنين مشترك الإنسان اليمني ... سلامٌ عليك موطناً للتحديث بوابة للمستقبل.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي