عدالة المخلوع في الظلم

علي هيثم الميسري
الاربعاء ، ٠٨ مارس ٢٠١٧ الساعة ١٢:٥٧ صباحاً
 الحسنة الوحيدة في وحدة المخلوع علي قملة والمنبطح الفاشل علي سالم البيض هي أنها أوقفت الإقتتال والإغتيالات فيما بين الجنوبيين التي حدثت منذُ الإستقلال في العام 1967م حتى الحرب المشؤومة التي إندلعت في العام 1986م بين فصيلي الزمرة والطغمة ومابعدها من تصفيات جسدية التي كان يمارسها فصيل الطغمة ضد العُزَّل من أفراد الزمرة بعد توقف الحرب .
 
 
  وبعد إن إستلم الطاغية الأحمري علي عبدالله قملة زمام الأمور في الجنوب من المنبطح الفاشل المذكور أعلاه عَمَدَ أن يكون عادلاً في الظلم لكافة أبناء الشعب اليمني شمالاً وجنوباً بعد أن كان يمارس وزبانيته الظلم ضد مواطني الشمال، حينما نَصَّبَ الشيوخ في كل محافظات وقرى شمال اليمن وأوعز إليهم أن يستعبدوا مواطنيهم بكافة أنواع الظلم والإستبداد وسلب ونهب أموالهم وأراضيهم بل وسجنهم في المعتقلات والسجون .
 
 
  فبعد حرب العام 1994م بدأت مأساة الجنوبيين وتناسوا ما مضى من عداء وثأرات، فمصابهم الجلل كان أجَلَّ وأعظم من ما مضى، فإنشغلوا في محاولة رفع الظلم من النظام الدكتاتوري المستبد وفي الحصول على لقمة عيشهم ومايقتاتون به لهم وأسرهم، فالكثير منهم طُرِدوا من وظائفهم وآخرين عُزِلوا من مناصبهم الريادية  .
 
 
  وفي هذه الأثناء إنشغلت عصابة صنعاء في تقاسم الكعكة الجنوبية التي صنعها لهم ذلك المنبطح الفاشل البيضاوي، فتقاسمت العائلة الأحمرية المالكة على آبار البترول والغاز في محافظتي حضرموت وشبوة، وتوزعت باقي الثروات على العائلة الأحمرية المالكة وعلى بقية أفراد العصابة، فلم يتركوا شيئاً  يعود عليهم بمكسب مادي إلا ونهبوه، لاسيما تلك الأراضي الجنوبية الشاسعة والتي تقدر بآلاف الكيلو مترات والمباني الحكومية، حتى المعسكرات لم يتركوها بل تقاسموها فيما بينهم .
 
 
  وكما هو معلوم بأن البحث عن لقمة العيش تغني عن كل المشاكل والعداوات والثأرات وهذا كان حال الجنوبيين الذين تحولت الكراهية والبغضاء التي سكنت قلوبهم تجاه بعضهم البعض إلى التراحم والألفة فيما بينهم، حتى تفجرت ثورة الحراك الجنوبي وماتخللتها من مآثر وتضحيات إلى أن تسلقت موجتهم جهات داخلية وخارجية لتنفيذ أجنداتها ومخططاتها ومشاريعها الخاصة، فتحول الحراك الجنوبي إلى واحة صغيرة جداً في منتصف مستنقع .
 
 
  ثم إندلعت حرب الميليشيا الإنقلابية ضد الجنوب وعلى الأخص في المحافظة عدن التي إنتصر فيها أبنائها الأبطال ودحروا العدو الميليشاوي في الوقت الذي كان فيه لصوص الإنتصارات يقبعون في قراهم يتبادلون الأدوار في معركتهم الزائفة، فعاد أولئك لصوص الإنتصارات إلى المحافظة عدن بعد عودة الأمن والإستقرار يتسابقون في إستعراض بطولاتهم الزائفة، ثم أغتيل مهندس معركة السهم الذهبي الشهيد البطل جعفر محمد سعد، الأمر الذي جعل الأبطال الزائفون يستلمون زمام الأمور في المحافظة عدن .
 
 
  بعد أن تمكن هؤلاء بالسيطرة على مفاصل الدولة في العاصمة عدن مارسوا نفس الظلم الذي مورس ضدهم من قِبَل عصابة صنعاء وأمنها المركزي بل بأشد وأنكى، وليس ذلك فحسب بل إتضح لنا جَليَّاً أنهم يسعون للسيطرة على الجنوب بأكمله وعودة الحكم الشمولي الشيوعي المناطقي البغيض الذي كان يحكم به آبائهم بعد حرب 86م وذلك من خلال الإنقلاب على صاحب أبين ومشروعه الإتحادي .
 
 
  لم تكتفي تلك الشرذمة الإنفصالية التي تسعى للإستحواذ على كل ثروات الجنوب بما إرتكبوه من مجازر ونهب وسلب في الوظائف والأراضي في العاصمة عدن بل إمتدت أطماعهم لكافة الأراضي الجنوبية، ضاربين بعرض الحائط تطلعات وآمال وأحلام الجنوبيين في مواطنة متساوية وتوزيع عادل في الثروات وكل مقدرات الجنوب لكافة أبنائه، فهل سيقف أبناء الجنوب الأحرار مكتوفي الأيدي يشاهدون أولئك الزنادقة يعبثون بمشروعهم العادل ؟  .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي