مقاومة عتمة وكيف فاجأت الحوثي وصالح

محمد القادري
الاثنين ، ٢٧ فبراير ٢٠١٧ الساعة ٠٤:٤٤ مساءً

نظرة استهانة واحتقار واستضعاف وسخرية لعتمة وابناءها  كان يلقيها نظام صالح الذي حكم اليمن 33 سنة وانقلاب الحوثي وصالح الذي يقارب الثلاث السنوات منذ بسط يديه في اليمن ، وقبل اكثر من عام رفعت جهات استخباراتبة تتبع الانقلاب تقارير عن احتمال اندلاع مقاومة في مديرية عتمة ، وعندما اجتمع صالح مع الصماد لمناقشة تلك التقارير رد عليهم صالح في بداية النقاش قائلاً : اصحاب عتمة ووصاب وريمة لا تخافوا منهم ، لأنهم اصحاب بسطات وعربيات وبوافي وليس فيهم رجال سيقاتلوا ويقاوموا ،، ولكن عندما اندلعت شرارة المقاومة في عتمة تفاجأ صالح والحوثي فلقد جاءهم مالم يكونوا يتوقعوا ولم يكن في حسبانهم ، ليتضح ان ابناء عتمة رجال واهل عزة وحرية وكرامة وسيقاوموا الاستبداد والظلم والاستعباد وسيقدمون دماءهم وارواحهم في ساحة المقاومة وميدان الشرف والبطولة والفداء .

 

مديرية عتمة تتبع محافظة ذمار ، إلا انها عانت من اهمال متعمد وتهميش واضح من حيث المشاريع واعطاء ابناءها مناصب كبيرة في الدولة في عهد نظام صالح ، واذا تم تعيين احد ابناءها في منصب فتعيينه مجرد ديكور بدون صلاحيات تمكنه من خدمة مديريته وابناءها ، وقد يكون عسكري من سنحان لديه قدرة وصلاحيات اكثر من وزير من ابناء عتمة ، والسبب ان صالح كان يتعامل بطريقة مذهبية يقوم من خلال بدعم المناطق التي كانت تبع المذهب الزيدي ويهمش المناطق التي تتبع المذهب الشافعي سابقاً وعتمة احدها ، وهذه الطريقة تمكنه من تشجيع مذهب ضد مذهب لكي يأمن اتفاق المذهبين على محاربته وانتفاض الجميع ضده في يوماً ما ، وايضاً كان يتعامل صالح بطريقة المناطقية فيقوم بتشجيع ودعم وتمييز بعض المديريات في المحافظة الواحدة وتهميش بقية مديرياتها ، وهذه الطريقة تأمنه من عدم اتفاق ابناء المحافظة الواحدة وانقلابهم عليه في يوم ما ، فصالح كان يستخدم نظرية وقاعدة "فرق تسد" لحكم ابناء اليمن  ، وهي نفسها الطريقة والقاعدة التي كان يستخدمها اي احتلال خارجي لليمن ، بل انها النظرية والقاعدة التي تستخدمها امريكا واسرائيل واليهود والنصارى في تعاملهم مع العرب والمسلمين ، ولست مكفراً لصالح او مدعي انه يهودي او نصراني فحاش لله ان اكون مكفر لأحد ، ولكن اقول انه استخدم طريقة  التعامل مع شعبه بنفس الطريقة التي يتعامل معها الغرب مع شعوب العرب  والمسلمين ، ولكنهم لم يتعاملوا بتلك الطريقة مع شعوبهم وهذا ما يجعلهم يختلفون مع صالح الذي يعتبر تعامله بهذه الطريقة تعامل داخلي وليس خارجي بينما هم يتعاملون بها تعامل خارجي وليس داخلي 

 

 

مقاومة عتمة فاجأت الانقلاب ولخبطت اوراقه واربكت حساباته ، إذ كان الانقلاب يعتمد في دعم مواجهاته على مواقع الاطراف في المناطق التي يسيطر عليها ، فالمواجهات في نهم وتعز والمخا والضالع وصعدة وغيرها كلها تعتبر مواجهات في مواقع الاطراف في المناطق التي يسيطر عليها الحوثي وصالح ، ولكن مقاومة عتمة شكلت ضربة مؤلمة وقوية كونها اندلعت من مناطق الوسط لتبعثر الانقلاب من الداخل وتطعنه من الخلف وتضربه من موقع قلبه وتحاربه في عقر داره .

 

 مقاومة عتمة ردت الاعتبار لمحافظة ذمار التي عرف عنها انها اكثر من دعمت الانقلاب وجندت ابناءها لميليشياته ، ورغم وجود قيادات كبيرة في الدولة الشرعية من ابناء محافظة ذمار كان الأولى ان تندلع المقاومة من داخل مديرياتهم كعنس والحدأ وغيرها ، ولكن عتمة كان لها السبق والشرف والفخر في تبنيها للمقاومة لتكون الأولى والوحيدة حالياً في محافظة ذمار ككل ، وهذا ما يتوجب على جميع ابناء ذمار التوجه إلى عتمة والالتحاق في مقاومتها كونها المفتاح لتحرير محافظتهم .

 

 يجب على قيادة دول التحالف والدولة الشرعية تقديم الدعم الكامل والسخي لمقاومة عتمة ، كما يجب على القيادات الكبيرة في الدولة الشرعية من ابناء محافظة ذمار كالقوسي المحافظ والمقدشي رئيس هيئة الاركان وعبدالعزيز جباري وغيرهم ان يكون لهم بصمات في دعم مقاومة عتمة لأنها اعادت الاعتبار لمحافظة ذمار التي ينتمي إليها هؤلاء القيادات لكي يحتفظوا بماء وجوههم ، بينما اعادت الاعتبار للشرعية ككل في محافظة كان يراهن الحوثي وصالح على عدم انفجار اي مقاومة داخلها .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي