أحداث المطار كانت محاولة إنقلابية فاشلة ؟

علي هيثم الميسري
الاثنين ، ١٣ فبراير ٢٠١٧ الساعة ٠٥:٣١ مساءً
أشرنا فيما سبق بأن هناك معركة قادمة في العاصمة عدن سيشعل فتيلها قيادات في السلطة المحلية في عدن، فما حصل بالأمس كان عبارة عن محاولة إنقلابية فاشلة كانت بدايتها محاولة إشعال الفتيل الذي أخمده فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي بشجاعته وحنكته السياسية والعسكرية .
  كان التمرد المزعوم الذي رَوَّجت له وسائل الإعلام التابعة لتلك القيادات هو عود الثقاب لإشعال ذلك الفتيل الغرض منه في بداية الأمر إشغال فخامة الرئيس في مواجهات مسلحة بحرسه الرئاسي مع قوة أمن المطار وإنهاكهما معاً حتى يتسنى التدخل بتلك القوات المتواجدة في جبل حديد التابعة لتلك القيادات المتآمرة للسيطرة على جميع مفاصل الدولة بعد تطويقهم لقصر معاشيق لمحاصرة فخامة رئيس الجمهورية وحكومته المتواجدة معه .
 
  بداية المؤامرة كانت من المحافظة أبين عندما إنسحبت قوة الحزام الأمني منها لإفساح المجال أن ينتشر تنظيم القاعدة للسيطرة على المحافظة أبين، وكان الغرض من هذه العملية هو تحويل إهتمام فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي لينشغل بها أولاً وكسر شوكته في مسقط رأسه ثانياً، ولكن أبطال أبين فوتوا الفرصة عليهم وقاموا بالدور المعهود بهم فتداعوا جميعاً ووقفوا وقفة رجل واحد ودخلوا في مواجهات مسلحة مع التنظيم البغيض التابع للجهة التي تتآمر مع القيادات المتواجدة في عدن للإطاحة بفخامة رئيس الجمهورية .
 
 
  فخامة رئيس الجمهورية يدرك ذلك جيداً وما كان إستدعائه لبعض من القوة المتواجدة في جبهة صعدة إلا خير دليل لإدراكه بتلك المؤامرة التي تُحاك ضده، وبالفعل كان له ما أراد وأخمد تلك المؤامرة في مهدها .
 
 
  لا يعني ذلك بأن الخطر قد زال بل لازال قائماً، فهاهو الآن يعمل على إزالته بدءاً بتشكيله غرفة عمليات مشتركة في المحافظة عدن والتي أقرها اليوم بعد إجتماعه بقيادات عسكرية كبيرة لم يكُن من ضمنها تلك القيادات المشاركة في المؤامرة ضد فخامته .
 
 
  وفي الإجتماع إتخذ فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي جملة من القرارات الحاسمة وكان أهمها إلغاء مسمى قوات الحزام الأمني التي كانت بقيادة هاني بن بريك، وأصدر توجيهاته بضم كافة منتسبي الحزام الأمني إلى قوات وزارة الداخلية وصرف مرتباتهم بصورة عاجلة.. وترقبوا قرارات أخرى حاسمه من فخامته ستطيح برؤوس كبيرة شاركت بالمؤامرة وأيضاً لفشلها الفشل الذريع للمهام التي أُنيطَت بها .
  وحتى يدرك المواطن بحجم المؤامرة والخطر القائم حول فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي للإطاحة به والإنقلاب عليه هو وصول وفداً سعودياً إماراتياً إلى العاصمة عدن على وجه السرعة للقاء بفخامته .
 
 
  لم يأتي الوفد إلا لشعور قيادات دول التحالف بأن هناك خطراً حقيقياً يواجهه فخامة رئيس الجمهورية، ويبدو لي جاء الوفد للتنسيق مع فخامته لحمايته من الأخطار التي تحوم من حوله في الإنقلاب عليه أو إغتياله.. أليسَ فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي هو الشرعية التي إن سقطت ستكون دولة فارس الإيرانية قد إنتصرت في حربها ضد دول الخليج ؟ .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي