من هو الرجل الذي يعمل بصمت ؟

علي هيثم الميسري
الجمعة ، ١٠ فبراير ٢٠١٧ الساعة ٠٦:٥١ مساءً

غداً  الذكرى السادسة لثورة الشباب اليمنية التي أطاحت بالإنقلابي الفاشل علي عبدالله قملة وأحرقت جسده ذو الرائحة الكريهة وخلعته من كرسي الرئاسة وقذفت به بعيداً خارج السلطة .

 

  إلى يومنا هذا يأبى المخلوع علي عبدالله قملة أن يصدق بأنه خارج السلطة وأن الكرسي الذي يجلس عليه هو من أثاث منزله، فخلال تلك السنوات العجاف ظل يلقي الخطب تلو الخطب والتصريحات تلو التصريحات واللقاءات تتبعها اللقاءات في ذات الوقت التي يتلقى به الهزائم والإنتكاسات المتتالية على ساحات الوغى التي فرضها على الشعب اليمني بمعية أقزام عبدالملك الروثي ومن خلفهم دولة فارس بالحركة الإنقلابية التي قام بها .

 

  فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي منذُ أن تَقَلَّدَ منصب رئاسة الجمهورية وهو يعمل بصمت ويأبى الظهور الإعلامي إلا فيما ندر، فإن أحصينا عدد الخطب واللقاءات والتصريحات خلال كل تلك السنين فلن يتعدى عددها أصابع اليد الواحدة .

 

  ظل فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي عاكفاً منشغلاً ببناء الدولة اليمنية الحديثة ذو الأقاليم الستة التي وعد بها الشعب اليمني برغم كل تلك العراقيل والمطبات التي وضعها فَقاعَة المخلوع علي عبدالله قملة منذُ أن سلم علم الجمهورية لفخامته بدءاً بالحرب الإقتصادية ومروراً بالحركة الإنقلابية التي أكلت الأخضر واليابس في كل ربوع اليمن، وخلال تلك الفترة لم يكل أو يمل في نعيقه الغرياني من خلال خطاباته المتكررة ومطابخه وأبواقه الإعلامية .

  صمد فخامته صمود الجبال أمام الرياح العاتية والأعاصير المدمرة ولم يهتز له رمش، ولعدم معرفتنا المسبقة بإمكانياته من حنكة عسكرية كثعلب الصحراء رومل ودهاء سياسي كعمرُ بن العاص ساورتنا الشكوك بصموده وظللنا نترقب سقوطه المدوي ورفعه للراية البيضاء، لكن فخامته سطر صموداً إسطورياً لم نرى مثيله فإزدادت محبتنا بهذا الرمز الوطني يوماً بعد يوم حتى سكن قلوبنا وتربَّع بها .

 

  إنهمك فخامته في الآونة الأخيرة لاسيما بعد إنتصار المقاومة الجنوبية على المليشيا الإنقلابية في العاصمة عدن ببناء جيش وطني بديلاً عن الجيش العائلي وبناء الدولة المنشودة التي يتأملها الشعب اليمني والتي بدأت ملامحها تلوح في الأفق .

 

  لم يتبقى إلا أن أذكر للكثير من المسؤولين في الحكومة الشرعية من وزراء ومحافظين ومدراء أمن ومدراء عموم بأنكم تعملون عكس إتجاه التيار الذي سلكه فخامة رئيس الجمهورية من خلال ممارستكم المحاباة في تعييناتكم والتي إن دلت على شيء فإنما تدل على إدمانكم عليها منذُ كنتم في عهد سلطة العصابة التي تزعمها المخلوع العفاشي علي عبدالله قملة، وعلينا أن نؤكد لكم بأن بصماتكم لن تكون موثقة في سجل اليمن الإتحادي ولن تكون هناك سوى بصمة واحدة فقط ومعالمها واضحة وضوح الشمس في ساعة الظهيرة وهي بصمة ربان السفينة فخامة الرئيس الأدميرال عبدربه منصور هادي

الحجر الصحفي في زمن الحوثي