صالح ومحاولة الخروج من ورطة الحوثي

محمد القادري
الاثنين ، ٠٦ فبراير ٢٠١٧ الساعة ٠٤:٥٤ مساءً

دراسة خيار الانسحاب من حكومة الشراكة مع الحوثي التي يناقشها ويدرسها صالح وقيادة جناحه المؤتمري الانقلابي حالياً ، إنما يعتبر محاولة للخروج من اكبر ورطة ورطها الحوثي لصالح وجناحه ، بالاضافة إلى الهروب من المسؤولية والتخلي عنها وتحميل الفشل الحوثي وحده .

 

حكومة الانقاذ التي تشارك بها الحوثي وصالح أثبتت فشلها امام الواقع والشعب والمجتمع الدولي ، فهي لم تستطع تدفع مرتبات الموظفين ولم تقدم اي خدمات او ايجابيات في اي جانب من الجوانب ، وذلك الفشل يتحمله الشريكان الحوثي وصالح ، وعندما ينسحب صالح من هذه الحكومة إنما يريد الهروب من كل ذلك الفشل ، والقاء اللوم على الحوثي وتحميله كل الاسباب والنتائج .

 

كم كان الحوثي ذكي جداً عندما قام بشراكة صالح في الحكومة ، فهو لم يشاركه من بداية تحالفه العسكري معه ، وإنما بعد ان شعر بالفشل واختلس كل الامكانيات والايرادات ومخزون البنك الاحتياطي الذي يقدر بخمسة مليارات دولار وباع الاسهم لرجال الاعمال  والتهم المساعدات والاغاثات وغيرها ، بعد  شعوره بالعجز عن دفع مرتبات موظفي الدولة وافلاس البنك المركزي ، عمد إلى صالح للشراكة في تشكيل حكومة لم يجدي تشكيلها شئ وقامت بتوريط صالح توريط قانوني لا مناص للهروب منه ، والذي على اثره اتضح ان صالح غبي جداً فلقد حضر في المغرم وغاب عن المغنم .

 

كان هدف صالح من شراكته مع الحوثي في الحكومة هو الحصول على اعتراف دولي يمنحها الشرعية  ومساعدات دولية واعادة عناصر المؤتمر التي قامت جماعة الحوثي باقصاءها ، ولكن لم يتحقق من ذلك شئ ، حتى الايرادات الحالية من ضرائب وغيرها تصادرها جماعة الحوثي ولم تعطي صالح وجناحه شئ منها .

 

الان جماعة الحوثي قامت برفع اسعار المشتقات النفطية والغاز لتغطية عجزها الناتج عن انخفاض الايرادات بسبب قيام الشرعية بحصارها عن طريق ميناء الحديدة والمخاء ، ولأن المجتمع اليمني سيحمل مسؤولية ارتفاع الاسعار حكومة الانقاذ التي لم تنقذهم بشئ ، فليس هناك خيار امام صالح الا الانسحاب من هذه الحكومة ليخلي مسؤوليته امام المجتمع ويحتفظ بماء الوجه ،،،،، ولكن انسحابه لن يحقق له ذلك ، ولن يخرجه من هذه الورطة التي كان ينبغي ان لا يقع فيها من البداية .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي