أمريكا الجديدة !!

صدام الحريبي
الأحد ، ٠٥ فبراير ٢٠١٧ الساعة ٠٦:٣٨ مساءً
افتتحت الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس الأمريكي الجديد حكم المصارعة السابق "دونالد ترامب" عملها بالهجوم على "إيران" التي كانت صديقة الرئيس السابق "باراك أوباما" ونظامه الذي عمل على إظهار الصداقة بخجل إلى العلن بين "البيت الأبيض" و "طهران" .. 
 
 
تصريحات الجانب الأمريكي ضد "طهران" واتهامها بدعم الإرهاب والعمل على إعادة العقوبات عليها جعلت الجمهور المتابع ينقسم إلى قسمين : منهم من يعول على "أمريكا الجديدة" بضرب "إيران" والحد من نفوذها خصوصا في العالم العربي والشرق والأوسط ، ومنهم من يرى بأن هذه التهديدات هي مجرد دعاية ومحاولة ﻹيهام العرب والمسلمين بأن "أمريكا الجديدة" ستكون عدوا لدودا ل"إيران" من أجل تمرير العلاقات السرية بين الدولتين والتي تقضي بضرب العرب والمسلمين من تحت الطاولة .. 
 
 
لكن ما يحدث من وجهة نظري هو أن السياسة الأمريكية محددة مسبقاً ومن يحددها هم الحكام السريين للعالم ، وإذا أتى رئيس وخالف ما يحلو لهؤلاء الحكام الذين دعموه هم في الأصل ، فبلا شك تكون عاقبته وخيمة جداً وهذا ما حصل للرئيس الأمريكي الأسبق "بيل كلينتون" الذي ألصقوا عليه تهما لا أخلاقية قبل مغادرته "البيت الأبيض" ولذلك لن يتغير شيء في الأمر إلا في حالتين فقط : الأولى : أن من يتحكمون ب "أمريكا" وغيرها قد غيروا من سياستهم بعد أن دخلوا في متاهات باسم "الولايات المتحدة" مع "السعودية" وبعض دول الخليج و "تركيا" التي تتهم النظام الأمريكي السابق بدعم الانقلاب في "تركيا" .. 
أو الثانية : وهو أن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" بالفعل رجلاً متهورا وسيتعامل بما تمليه عليه نفسه وليس الماسونيين الذي يتحكمون حتى بأصغر الوظائف في "أمريكا" وغيرها .. 
 
لكنني أرى _ وهذه وجهة نظر تحليلية قد تكون صائبة وقد تكون خاطئة _ بأن الرئيس الأمريكي الجديد سيصنع شيئاً جديداً في السياسة الأمريكية وسيغير التحالفات وسيقلب الموازين ، أما بالنسبة للعلاقة المستقبلية بين "أمريكا" و "إيران" فأعتقد بأنها ستكون حسب المصلحة وستظهر ملامح تلكم العلاقة بعد فترة ولا أظن بأنها ستكون علاقة حسنة .. 
 
 
أما بالنسبة للصاروخ بعيد المدى الذي أطلقته "إيران" قبل أيام فهناك احتمالين بخصوصه .. 
 
الأول : هو أن "إيران" شعرت وأدركت الخطر الذي ستسببه لها الإدارة الأمريكية الجديدة ، خصوصاً بعد التلميح عن تحسين العلاقة بين "الرياض" و "واشنطن" والتي كانت قد ساءت في عهد الرئيس "أوباما" ، مما استدعى "طهران" ﻹطلاق صاروخها بعيد المدى لاستعراض قوتها ولتحذير (الرياض وواشنطن) من أي حركة قد تكون ساذجة حسب الوصف السياسي .. 
 
 
أما الاحتمال الثاني : فإطلاق الصاروخ كان للتمويه وﻹشعار الرأي العام العالمي والأنظمة بأن هناك احتكاك سياسي بين "طهران" والإدارة الأمريكية الجديدة وقد يصل إلى الاحتكاك العسكري وذلك فقط لخداع الناس والإثبات لهم بأن العداء ما زال قائماً بين (طهران وواشنطن) بعد أن كانت قد ظهرت ملامح الصداقة بين الدولتين في عهد الرئيس الأمريكي السابق "أوباما" ..
 
 
الخلاصة هي أن الأيام القادمة ستثبت نوايا الإدارة الأمريكية الجديدة تجاه (الرياض وطهران) والعالم ، وربما تتغير السياسة تجاه الجميع ، لكن ما هو مرجح هو أن تشتري الخليج كل شيء ولا أستبعد ذلك كون الرجل الجديد ل "أمريكا" رجل مادي بحت .. 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي