الرئيس هادي تفرد في الزعامة والمشروع وحنكة في القيادة والنصر

د. عبده مغلس
الثلاثاء ، ٣١ يناير ٢٠١٧ الساعة ١٢:٢٠ مساءً

عندما يهيمن الظلم ويطغى الإستبداد، ويستعبد الأنسان أخاه الأنسان ، ويتحكم في كل شيئ أرزاق الناس وحياتهم وأرضهم وماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم ويصبح الناس في دائرة مغلقة من فقدان الأمل مكبلين بأغلال العجز والإحباط وهم يشهدون سرقة كل شيئ منهم حتى الأمل ويتغول الشر ويتوارى الخير، تلك صورة لمشهد حالنا في اليمن بعد سرقة ثورة الشباب.

 

في مثل هذا الوضع المُحبط للإنسان والعُسْر محيط به من كل جانب حينها تضرع القلوب والألسن بأنه ليس لها من دون ذي

طن كاشفة،عندها تتجلى رحمة الله بعباده لتهيئ لهم اليسر بعد العسر فيقيض الله لهم أحد خلقه يكون واحدٌ من الناس يهيئ له أسباب الأمر ويُيَسّره له ليكون على يديه خلاص عباده من جور الضالمين وبطشهم تلك سُنة الله في خلقه وقضاء قانونه.

في هذه الضروف وصل الى سدة الرئاسة في اليمن الرئيس عبد ربه منصور هادي وهو رجلٌ لم يكن أحد يتوقع أن مقاليد الأمور ستؤول إليه ، هنا تتجلى إرادة الله في خير مكره حيث قام مسؤول مظالم اليمن واليمنيين بتسليمه السلطة وكانت كل مراكز ثقافة التسلط والهيمنة والإخضاع ومنها الرئيس السابق تراهن أنها ستسيطر على الرئيس القادم وستوجهه خاصة وأنه بلا قبيلة ولا جيش ولا حزب ولا سلطة ولا مال وهنا تجلى مكر الله بالطاغوت فإذا بمن ظن ظعفه وعجزه يعمل على هزيمة الطاغوت وتفكيك قوته السلطوية والقبلية والعسكرية والمالية والتحالفية وهنا تكمن تفرد الزعامة وحنكة القيادة.

 

فبدون قبيلة أو قوةعسكرية أو سلطة مالية استطاع أن يسير في حقل مليئ بالألغام، ومنذ أول لحظة قالها صريحة مدوية لمن يفهم قراءة التاريخ وأحداثه استلمت علم ولم استلم دولة كلمة بسيطة وقفت حينها أمامها ملياً وكتبت عن الرجل الموقف والمشروع، كانت رسالته تلك لم أتسلم الدولة ولكني تسلمت رمزها وسأبني الدولة.

فمن يريد الوقوف معي لنبني الدولة التي حلمنا بها ولم تتحقق، لم يفهم الساسة في الشمال والجنوب قراءة الرسالة لأنهم لم يقرأوا متغيرات التاريخ ولحظاته الفارقة ومتغيرات الواقع، فقد أخرجوا أنفسهم من التاريخ وفهمه حين تحولوا إلى دعاة سلطة لا دعاة دولة.

 

استمر الجميع في نظرتهم السلبية للرئيس هادي ورهاناتهم الخاطئة وبدأ الرجل رحلة مشروع الدولة محاولاً تجنيب وطنه وشعبه ويلات كان يدرك خطورتها وماهيتها وأثاراها على الوطن الأرض والإنسان فتقدم بخطوات مشروعه بحكمة وحنكة فمن المبادرة الخليجية الى هيكلة الجيش والأمن الى مؤتمر وطني ومخرجات للحوار ومشروع مسودة الدستور يمشي قُدماً والمراهنين حوله من كل الفرقاء في مواقعهم الخاطئة تلك وحينما تجلى يقين الحقيقة  بُهت اللذين طغوا في البلاد وأكثروا فيها الفساد وأدرك الجمع أن الرجل أكمل المشروع والدستور في طريقه للإقرار وأن لا مناص ولا مهرب من تنفيذ مشروع الدولة الإتحادية بأقاليمها الستة.

هذا المشروع اللذي قدم من خلاله الرئيس هادي أول مشروع حقيقي لبناء دولة الوطن الواحد والمواطنة المتساوية وحل مشكلة الصراع حول السلطة والثروة.

أثناء كل ذالك صمد في صنعاء عاصمة التسلط والفيد أمام كل الأعاصير المعيقة لتحركه وقاد المسيرة باقتدار وحنكة.

حينها قاموا بإنقلابهم الغاشم وتحالفت قوى التسلط والفيد والإخضاع في الشمال والجنوب على الرئيس هادي ومشروعه وتأكد لكل متابع منصف من تداعيات الأحداث لمن كان ولاء المؤسسة العسكرية والأمنية والدولة العميقة التي مثلت المناطقية والإنتهازية والفساد بأقبح صورها.

حاصر الإنقلابيين الرئيس في قصر الرئاسة وحوصرت الجمهورية ورمزها ودولتها ومشروعها في مقر حكمها إتصل برجال السياسة وزعامتها تلفوناتهم مغلقة تركوه محاصراً ليتفاوضوا على تقاسم السلطة لم يُصبه الفزع ولا الهلع صمد كزعيم وقائد قاوم الحصار، أرادوا شرعنة إنقلابهم بأن يجبروه على إصدار قرارات جمهورية تشرعن إنقلابهم بصفته مُمَثل الشرعية ورمزها رفض ذالك وقدم  استقالته حاولوا قتله قاوم ببسالة وشجاعة في قلب الإنقلاب وحاضنته صنعاء التي تحولت إلى عاصمة الإنقلاب أُستشهد حوالي ١٤ شخصاً من أقاربه وأحفاده  لم ينصره أحد لا جيش الجمهورية ولا أمنها ولا قبائلها ولا أحزابها تناسى الجميع قيمهم وأدوارهم ومكانتهم حتى القبيلة فقدت أعز ما تمتلك عُرفها اللذي حافظ على وجودها الكل خضع للإنقلاب تواطئاً وخوفا.

 لم يتذكر أحد الأسد المحاصر ولا رمزيته ولا مكانته ولا مكانه  حتى العزاء بأحفاده وأقربائه وحراسه وكم أعتصرني الألم وأنا أعزيه في مصابه عبر عباراتي الممزوجة بالألم والأمل.

 

وهنا تتدخل عناية الله فيغادر الأسد وكر الثعابين ويتفاجؤون بضهوره في العاصمة الثانية عدن فجن جنون الإنقلابيين وأوعزوا الى  ثعابين الغدر والخيانة لإغتياله في عدن فأنجاه الله من ذالك فأرسلوا طائراتهم لقتله فأنجاه الله من غدرهم فوصل الى عاصمة الإسلام عند أخيه ملك الحزم والعزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وتفاجأ الجميع بزلزلة بعاصفة الحزم تعصف بأحلامهم وتآمرهم  وبتحالف عربي لم يحسبون حسابه قدم النفس والمال لنصرة اليمن الشرعية والمشروع.

من خلال هذه المحطات في مسيرة الرئيس هادي يتجلى للمتابع المنصف تفرد زعامته  وحنكة قيادته في أثناء تقديمه لمشروع خلاص الوطن الأرض والإنسان بالدولة الإتحادية وأسس في دستورها تسليمه للسلطة بعد انتهاء مهمته وإقرار الدستور لم يكن طامعاً في حكم ولا توريث كان رجل اللحظة والعناية الإلاهية لإنقاذ اليمن ووضعه على مسار بناء المستقبل وهي مهمة صُنَّاع التاريخ.

وحين فُرض عليه القتال مكرهاً سواء وهو بالداخل أو وهو بالخارج قاد باقتدار وحنكة وبعقلية العسكري الإستراتيجي اللذي نهل العسكرية الغربية في بريطانيا حيث درس وتخرج بتفوق في أرقى كلياتها العسكرية وكذالك العسكرية الشرقية حيث درس وتخرج بتفوق من أرقى كليات الإتحاد السوفيتي العسكرية  كما قاد  معارك عاصفة الحزم  لإسترداد اليمن وشرعيته ومشروعه مع إخوانه في التحالف العربي على كل المستويات الدبلوماسية والعسكرية والإقتصادية وتكللت تلك المعارك بإنتصارات مدوية تمثلت بقرارات أممية داعمة واعتبار قادة تحالف الإنقلاب مجرمين يخضعون للعقوبات والملاحقة القانونية وبإنتصارات عسكرية مستمرة في كل الجبهات وأصبح الجيش الوطني والمقاومة الشعبية على تخوم صنعاء وفِي عمق صعدة معقل الإنقلابيين وتم سحب البنك المركزي إلى عدن وبدأت مسؤولية الدولة بتسليم مرتبات الناس في كل اليمن وتوالت الضربات فمن سقوط المخا عاصمة امبراطورية عصابات التهريب التابعة للرئيس السابق والتوجه نحو تعز والحديدة لاستكمال التحرير فاجأ الإنقلابيين بضربته القاضية بنقل اجتماعات مجلس النواب الى عدن وبإلغاء كل القرارات التي أصدرها الإنقلابيين لشرعنة الإنقلاب.    

ذالكم هو الرئيس هادي زعيم وقائد جمع دهاء وحنكة الشرق والغرب وإنسانية الإسلام.

حارب في سبيل وطنه ومشروعه كل دعاة الفيد والإخضاع والهيمنة وثقافة الكراهية بكل أطيافهم وألوانهم اللذين وحدوا صفوفهم ضده وضد مشروعه.

لقد كنت مؤيداً ومدافعاً عنه منذ أول لحظة وصل بها الحكم، لقد رأيت فيه من خلال أعماله ومشروعه القائد والزعيم الذي سيُخرج اليمن من ويلات الصراع الدامي وأغلال الماضي وهيمنة سلطة الفيد والإخضاع إلى رحاب استقرار الحاضر وبناء المستقبل وهيمنة دولة الوطن الواحد والمواطنة المتساوية .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي