المتحوثون أكثر ضحايا الحوثي

محمد القادري
الاثنين ، ٢٣ يناير ٢٠١٧ الساعة ٠٥:٣٨ مساءً

المتحوثون هم اولئك الصنف من الناس الذين لا ينتمون إلى السلالة الهاشمية "السادة" ، وهم مايطلق عليهم "الزنابيل" ، وهؤلاء الصنف وقفوا مع جماعة الحوثي الانقلابية وساندوها في مواقفها وسياساتها ، وتوجهوا لساحة المواجهة للدفاع عن سلالة القناديل وتقديم ارواحهم ودماءهم رخيصة الثمن فداءً لها ، فالمتحوثون في نظر الجماعة الحوثية هم مجرد اتباع وخدم وعبيد يستخدمونهم كجند وخدم واداة لتحقيق كلما يريدونه ، ومن يخالف منهم فيتم فيه تطبيق نظرية "العبد يقرع بالعصا" .

 

ينقسم المتحوثون كضحايا للحوثي إلى قسمين :

القسم الأول : يسقطون ضحايا في ساحة المواجهة التي يزج بهم الحوثي للدفاع عنه .

القسم الثاني : يسقطون ضحايا نتيجة اي اختلاف بسيط مع الحوثي الذي بمجرد اتفه الاسباب يتعمد قتلهم وتفجير منازلهم ، والكثير منهم تم اقصاءهم من وظائفهم بدون اي خلاف واستبدال اماكنهم بعناصر من سلالة الحوثي ، ولم تراعي جماعة الحوثي اي متحوث وقف معها او ناصرها وساندها لأنها تعتبر ذلك واجب عليه شاء ذلك ام أبى .

 

 لم يكن الذين وقفوا في وجه جماعة الحوثي وساندو الشرعية وناصروها ، لم يكونوا هم الضحية فقط لجماعة الحوثي اذا تفجرت منازلهم وتم اختطافهم وتعذيبهم في السجون وتشريدهم من الوطن واقصاءهم من الاعمال ، بل ان اولئك المتحوثون هم اكثر ضحايا للحوثي ، والفرق بين الذين وقفوا مع الشرعية وبين الذين تحوثوا مع الحوثي هو ان الفريق الأول دفع ثمن الحرية والعزة والكرامة والصنف المتحوث دفع ثمن العبودية والرضاء بالذل والهوان ، وشتان بين من يخلدهم التأريخ في صفحات النور  وبين من ينبذهم في صفحاته السوداء .

 

 لو نظرتم إلى الاحصائية الحقيقية لعدد القتلى الذين سقطوا وهم يدافعون عن الانقلاب الحوثي ، لوجدتم ان نسبة 85% من القتلى هم من ابناء القبائل والجيش الذي ينتمي للحرس الجمهوري او غيره ولم يكن هؤلاء ينتمون لسلالة الحوثي  ، والسبب ان جماعة الحوثي تزج بهم إلى مقدمة الصفوف في المواجهات ، واما القناديل آل السلالة الهاشمية فمواقعم في المؤخرة يصدرون الاوامر والتوجيهات ويستحوذون على الغنائم والدعم والتبرعات والجبايات .

 

 حتى القتلى الذين ينتمون لسلالة الهاشمية تقوم جماعة الحوثي بالاهتمام بهم اكثر من خلال الدعم والاعتماد المالي ، وتقوم ببناء منزل لاطفال ذلك القتيل ، اما القتيل الذي ليس من السلالة فتكتفي الجماعة بخروج احد عناصرها لحضور مراسيم دفنه وطبع صورة لخ ولم تقدم لاهله اي مساعدات تذكر حتى وان كانت مبالغ مالية بسيطة .

 

اعرف كثير من القبائل المتحوثة في إب الذين وقفوا ضد المقاومة وناصروا جماعة الحوثي وعسكرو ابناءهم مع ميليشياتها وسقطوا ضحايا ، وحدث هناك خلافات بسيطة مع جماعة الحوثي نتيجة اخطاء صغيرة او سوء تفاهم فقامت الجماعة الحوثي بتفجير منازلهم واراقة دماء ابناءهم واختطافهم واقصاءهم من وظائفهم ولم تراعي كل ماقدموه وضحوا به من اجلها ولم تعالج الخلافات معهم بتفهم او حكمة ولن تقبل اي وساطات او شفاعة لهم ، واما على المستوى المؤتمري جناح صالح المتحالف مع الحوثيين فانظروا إلى حجم الاقصاء من الوظائف والاعمال دون مراعاة التحالف والوقوف صفاً واحداً في الجبهات ،، وهذا ليس بغريب على الجماعة السلالية التي لا تؤمن بمن يتحالف معها او يساندها ويناصرها ولا تعتبر له اي قيمة ، والسبب انها جماعة لا تؤمن إلا بعرقها فقط ، فهل يعي اولئك المتحوثون هذه الحقيقة ويسارعوا للانضمام لصفوف الشرعية لمحاربة هذه الجماعة التي تستهدف الجميع ، وياليت المتحوثين يعقلون .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي