هكذا يرسم صالح مستقبله السياسي

محمد القادري
السبت ، ٢١ يناير ٢٠١٧ الساعة ٠٥:٢١ مساءً

في ظل الحرب الدائرة حالياً بين طرفي الشرعية والانقلاب فإن الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح يرسم بقاء مستقبله السياسي من خلال النظر في نافذتين ، الأولى : إجراء جولة انتخابية ، والثانية: الاحتفاظ برئاسة حزب المؤتمر الشعبي العام ، ويتحقق ذلك من خلال وجود مصالحة يتم بموجبها إيقاف الحرب ويكون التسليم والانسحاب لصالح والحوثي انسحاب صورياً يحفظ السيطرة الحقيقية على المناطق التي لا زالت حالياً لم تحررها الشرعية ، وإجراء انتخابات رئاسية يكسب فيها صالح وحليفه الحوثي جولتها.

 

 ينظر صالح ان كسب الجولة الانتخابية لن يتم إلا دخل صالح والحوثي الانتخابات كطرف واحد ، وبقاء السيطرة على اقليم الجند واقليم تهامة من خلال عدم تحريرها من قبل الشرعية ، إذ أن صالح ينظر إلى كسب الجولة الانتخابية سواءً كانت رئاسية او برلمانية عبر النظر إلى الدوائر الانتخابية ، فأقليم الجند عدد دوائره الانتخابية المقسمة بين محافظتي تعز وإب قرابة ثمانون دائرة ، واقليم تهامة تبلغ دوائره قرابة ثمانون ايضاً ، بالاضافة إلى اقليم آزال الذي تتوزع دوائره الانتخابية بين تسعة عشر دائرة في امانة العاصمة وقرابة ثلاثون في محافظة صنعاء وتسع دوائر في ذمار ومايقاربها في عمران وصعدة ، وهذا مايعني ان صالح ينظر إلى كسب الجولة الانتخابية من خلال مائتين دائرة حالياً يسيطر عليها في اقليم الجند وتهامة وآزال ، وهي تعتبر ثلثي دوائر اليمن البالغة ثلاثمائة ودائرة واحدة .

 

 هناك اتفاقات ابرمها صالح مع الجناح السياسي لجماعة الحوثي بإطلاع إيراني ، وهذه الاتفاقات تقتضي دخول صالح وجماعة الحوثي الانتخابات الرئاسية وفق اي مبادرة صلح اممية كطرف واحد ، على ان يكون مرشح الرئاسة هو شخص يختاره صالح وينتمي إلى جناحه في حزب المؤتمر ، ويتولى صالح العمل الجماهيري في اقاليم آزال والجند وتهامة التي لم تحررها الشرعية والتي له القدرة على الاستخواذ الشبه الكلي على قواعد المؤتمر فيها  بالاضافة إلى العناصر والاطرف التي لا زال يؤثر عليها في الجنوب وإن كانت ضعيفة ، بينما تتولى جماعة الحوثي العمل الجماهيري من خلال السلالة الهاشمية في اليمن ككل بالاضافة إلى العمل مع الجماعة الصوفية التي تتمركز بشكل كبير في تعز والحديدة وعدن وحضرموت ، واما الاتفاقات بين جماعة الحوثي وصالح في ظل اجراء اي انتخابات برلمانية فإنها تتضمن تخصيص دوائر انتخابية لصالح واخرى لجماعة الحوثي ويتم التوافق بينهما .

 

 الانتخابات الرئاسية التي ستتم  بموجب المبادرة الاممية ستكون بين صالح والحوثي كطرف ولهما مرشح واحد ، وبين الشرعية كطرف آخر ويمثلهما مرشح واحد يجمع عليه واختاره المؤتمر الذي يقف مع الشرعية وحزب الاصلاح وبقية الاحزاب التي تقف مع المقاومة وترفض الانقلاب .

 

 صالح الآن يريد ايقاف الحرب وعدم تقدم الشرعية في تعز وحجة والحديدة  والتصالح عبر مبادرة اممية تضمن اجراء انتخابات رئاسية يرصد لها صالح مبلغ ثلاثة مليار دولار من ثروته الشخصية لكي يتمكن من كسب جولة الانتخابات ، وإذا كان هناك اي تعنت يظهر عدم قبول صالح بالمبادرة الاممية فهو تعنت غير حقيقي ، وإنما يسعى صالح من خلال لكسب العديد من الاوراق فقط لا غير .

 

 ثلاث محافظات إذا حررتها الشرعية ستقضي على المستقبل السياسي لصالح ، وهي إب والحديدة وحجة، فهذه المحافظات تعتبر ثلث اليمن انتخابياً كونها تحتوي على مائة دائرة انتخابية ويعني انها ثلث التصويت في الانتخابات الرئاسية ،، وإذا وافقت الشرعية على اي مبادرة اممية للصلح وإيقاف هذه الحرب قبل تحرير هذه المحافظات الثلاث ، فهذا يعني ان الشرعية خاسرة في كسب جولة الانتخابات الرئاسية التي تتم بموجب المبادرة الاممية .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي