التصالح والتسامح سلوك وليس شعارات ومهرجانات 2

علي هيثم الميسري
الأحد ، ١٥ يناير ٢٠١٧ الساعة ١٢:٠٥ صباحاً

  بعد استلام علي ناصر محمد للسلطة المطلقة عمد على تغيير نهج نظام الدولة ليرتقي بالشعب ولينعم بثرواته ويصل بالدولة إلى مصاف الدول لا أقول المتقدمة بل أقول الدول التي ينعم شعوبها بالرفاهيه ورغد العيش، بمعنى أنه أراد التحول من النظام الإشتراكي إلى النظام الرأسمالي، وبالفعل قطع نصف المسافة الأمر الذي أثار حفيظة الرفاق .

 

 تلك الخطوات التي خطاها الرئيس علي ناصر محمد أثارت غيض الرفاق الإشتراكيين الذين كانوا ملكيين أكثر من الملك فقاموا بإثارة المشاكل وإفتعال الأزمات وأول خطوة قاموا بها هي إحضار عبدالفتاح إسماعيل من موسكو الذي غادر إليها بعد تسوية قام بها الرئيس علي ناصر محمد علي عنتر الذي كان يريد إغتيال عبدالفتاح إسماعيل لسبب مجهول لا أعلمه، ثم قاموا بتعزيز تكتلاتهم وإرسال رسائل للفريق الآخر الذي أيضاً إستعد للحظه التي سيعمل بها  في مفترق الطرق في حالة فشل الحوار العقلاني مع الرفاق الإشتراكيين الذين كانوا مدعومين بقوة من قبل زعيم المعسكر الإشتراكي وهو الإتحاد السوفيتي والذي حسم المعركة لمصلحة حلفائه الإشتراكيين بعد إنسحاب الرئيس علي ناصر محمد وأنصاره إلى شمال اليمن .

 

  لم يستطيع هؤلاء الأقزام أن يستمروا ليس في إزدهار الدولة بل في بقائها كما تركها الرئيس علي ناصر محمد الذي أرسل الرُسُل إلى الرفاق عندما سمع ببدء المشاورات لتحقيق الوحدة اليمنية بطرحه فكرة التصالح والتسامح لأجل الدخول في الوحدة في ظل جنوب قوي متماسك حتى لا يبتلعه الشطر الآخر الذي كانت ترأسه عصابة كان زعيمها مهرب خمور.. فكان رد الرفاق الإشتراكيين هو الرفض القاطع على الرغم من المبادرات التي حملها الرُسُل بعودة أفراد الجيش والأمن والكوادر المدنية وأن لا يعود الرئيس علي ناصر محمد ورفاقه للسلطة .

  حينما كانت السلطة بيد الرفاق الفاشلين رفضوا فكرة التصالح والتسامح، وهاهم الآن وهم خارج السلطة وخارج البلاد ركبوا موجة التصالح والتسامح والتي أيضاً أعاد فكرتها هو الرئيس السابق علي ناصر محمد ويتغنى بها أبناء وأحفاد الرفاق الإشتراكيين ويرفعوا شعاراتها ولكن للأسف لم يطبقوها على أرض الواقع، فهم على خُطى آبائهم وأجدادهم سائرون سعياً للسلطة التي نراها بعيدة عنهم كبُعد المشرق عن المغرب، فهؤلاءِ لا تهمهم الدولة بل وضعوا السلطة نُصب أعينهم، لذلك نراهم من خلال إعلامهم يدافعون عن فكرة إستعادة الدولة ويعارضون بشدة مشروع فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ألا وهو اليمن الإتحادي الذي يروه العقلاء طوق النجاة لكافة أبناء الشعب اليمني .

 

    الغريب في الأمر بأن هناك أُناساً مثقفين وأكاديميين إنجروا وراء شعاراتهم وأغانيهم في التصالح والتسامح ويرون ممارستهم المغايرة تماماً لهذا المبدأ بتهميش وإقصاء الآخرين وبتوظيف وتوزيع الأراضي في المحافظه عدن لهم ولأبناء.جلدتهم، ولكن هيهات هيهات من تحقيق أهدافهم، فلن يكون هناك تصالح وتسامح إلا إذا أعادوا الحقوق لأصحابها وأعادوا الأراضي التي بسطوا عليها في المحافظة عدن .

  ولن يكون هناك تصالح وتسامح إلا إذا أعاد زعيمهم علي سالم البيض ال 754 مليون دولار الذي أخذها من خزينة الدولة الجنوبية لإنشاء المشاريع وإعادة الخدمات الأساسية للجنوب، لن يكون هناك تصالح وتسامح إلا إذا إعتذر للشعب الجنوبي أولئك الذين وقعوا على الوحدة المركزية مع عصابة صنعاء أمثال علي سالم البيض وسالم صالح محمد وصالح عبيد أحمد وهيثم قاسم طاهر وحيدر أبوبكر العطاس وياسين سعيد نعمان والآخرين الذين لا تحضرني أسمائهم . 

 

  لن يكون هناك تصالح وتسامح إلا بعد عودة كل أبناء عدن الذين تم إقصائهم وإنصافهم وتوظيف العاطلين عن العمل من أبناء عدن بدلاً من أولئك الذين جاءوا بهم من قراهم . 

  لن يكون هناك تصالح وتسامح إلا إذا صمت إعلامهم البغيض عن مهاجمة الرئيس عبدربه منصور هادي ونجله جلال وحسين عرب والشيخ العيسي وعبدالله الصبيحي وكل من ينتمي لمحافظتي أبين وشبوه . 

  لن يكون هناك تصالح وتسامح إلا إذا توقفوا عن تشكيل معسكرات من مناطقهم والذي توحي بأن هناك مخطط للإنقلاب على فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي أو لعودة يناير آخر . 

  يجب أن تدرك هذه الفئة الضاله بأن زمن 13 يناير ليس كزمن فارس اليمن الهمام فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي، فعليكم أن تجعلوا المخلوع علي قملة عبرة لكم ولا تجعلوا من أنفسكم عبرة لغيركم، وأنظروا لما كان يمتلكه من جيش وقوات عسكرية وعتاد بالإضافة لحليفه عبدالملك الحوثي وأنصاره كيف جعلهم يصرخون ويهلوسون في مجاري صنعاء وصعدة .

 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي