النضال السياسي ...حقنا في الحياة

وحيد علي رشيد
الخميس ، ١٢ يناير ٢٠١٧ الساعة ١٠:١٠ صباحاً

تكلمت في مقالي الأخير عن أهمية المشروع السياسي الجمعي الذي نحن في أمس الحاجة اليه ، وذلك في خضم المواجهة الشاملة مع مشروع الاستقواء بالسلاح ، ولمزيد من التوضيح فان الانقلابيين كرأس حربة  لهذا المشروع كانوا يدركون بكل يقين ان الحوار السياسي الذي افضت اليه نضالات الحركة الوطنية وتبلور بشكل واضح من خلال الاندماج القوي لكل القوى والتيارات الوطنية في مشروع الحوار السياسي عبر مؤتمر الحوار الوطني ، كانوا يدركون ان هذا المشروع السياسي هو مشروع نضال و حياة ، سيهزم مشروع السلاح والعنف والموت الذي يدافعون عنه بكل استكبار .

 

كان الانقلابيون ومازالوا يعتقدون ان توزيع السلطات على مستوى الأقاليم والمدن يعني ان الحق سيغلب القوة ، حيث ستصل حقوق الناس اليهم ، وستخسر القوة احتكارها الذي كانت تمارسه بدون حق تملكه الا حيازتها للسلاح ولهذا عني مؤتمر الحوار بهذاالملف كثيرا ليوصل الجميع الى فهم مشترك يخدم اليمنيين وأجيالهم  بالاستقرار لقرون مديدة من خلال إذعان  قوة السلاح لحق الناس في إلحياة .

وعندما رأى الانقلابيون انهم خاسرين لا محالة بل وان عليهم تسليم مابأيديهم من سلاح ، والاستسلام للمشروع السياسي ، قادهم خبثهم لان يكونوا أدوات رخيصة بايدي مشروع استبدادي اكبر يحاول العبث بالمنطقة والعالم ، ومن هنا ذهبوا لاشعال الحرائق وإعلان الحرب ورفض كل المشاريع السياسية ، معتقدين بذلك انهم سيحاصرون الشعب وشرعيته السياسية  في زاوية ضيقة وهي زاوية حمل السلاح للدفاع عن أنفسهم وحقوقهم ،والتخلص بضربة واحدة من كل المكتسبات التي حققتها نضالات الحركة الوطنية ومؤسساتها السياسية ، هذا كان هدفهم ولا يزال ، ومن هنا نستطيع ان نفسر ونفهم  لماذا كانوا ولا يزالون مستميتين في حشد كل إمكانات الوطن لأجل مشروع السلاح والحرب ؟؟ لماذا يصرون على استخدام القوة القاتلة المدمرة ضد المواطنين وتجمعاتهم منذ الايام الاولى للحرب ؟؟ لماذا كدسوا كل كميات السلاح المهولة على حساب قوت الناس وخدماتهم ؟؟ من هنا نفهم كذلك لماذا ينهبون البلد ؟؟ ويستولون على مؤسساته  ؟؟ ويحتكرون كل مصالح الناس ؟؟ كل هذا حتى ييأس الجميع من ان هناك شرعية سياسية تسعى جاهدة للحفاظ على  حقوقهم .

انهم يريدون ان يطبعون حياتنا جميعا بهذا المشروع العنيف ليحكم السلاح والسلاح فقط ، حتى في المناطق التي قاومتهم ورفضت الخنوع لاستبدادهم .

وهنا تبرز أهمية النضال السياسي باعتباره الخيار الاستراتيجي الوحيد الذي لجأ اليه شعبنا من خلال قواه السياسية  بنسق جديد عبر مؤتمر الحوار الوطني بقيادة  شرعيته السياسية الوطنية ممثلة بالرئيس هادي ، وتزداد أهمية القوى السياسية اليوم واهمية تفعيل دورها النضالي نظرا لواقع المعركة المسلحة الناشبة اليوم مع عناصر الانقلاب وكما نعلم جميعا ان النضال السياسي بكل فعالياته يميل بكل قوة لصالح شعبنا ومقاومته وقواته المسلحة اذا تم التوظيف له من خلال برنامج إنقاذ سياسي جمعي يرسخ لكل الانتصارات التي  تتحقق اليوم .

ان على جميع القوى السياسية ان تواصل نضالها والاحتشاد خلف الاخ الرئيس  وهو يواصل اعادة بناء مؤسسات الدولة وفِي مقدمتها مؤسسة الدفاع والأمن ،  وان تعزز حضورها لدى المواطن ، وان يكون هذا الحضور قويا عبر برنامج مشترك مطمئن هدفه المواطن ،  بان الواجبات التي يؤديها اليوم للدفاع عن وطنه ومشروعه؟، يقابلها حقوقا لهذا المواطن تعزز أمنه واستقراره وحريته وخدماته ،  

   ان نضالنا السياسي هو حقنا في الحياة الذي سيهزم الانقلابيين وباطل قوتهم .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي