ادولـف قيران..!

كتب
الاثنين ، ٢٨ مايو ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٥٦ مساءً
عزوز السامعي من أقاصي أدغال الجحيم قدم إلينا ببزته الأمنية المرصعة بالنجوم, وفمه العابق بروائح الموت والدم , مستعيضا أقنعة مزيفة يواري بها سوأة وحشيته كدموي محترف, بما يتواءم مع متطلبات الوظيفة الجديدة في كنف نظام بوليسي تجرد لممارسة الجريمة بكل معانيها, وأشكالها , وألوانها..!   أتى قيران تعز حاملا معه الموت, ومن الإيمان العميق بقداسة ( الشرعية الدستورية ) ما يكفيه لعقود طويلة من الزمن, كان يتحسب لمعركة ربما تطول, وأناسا سمع عنهم الشيء الكثير مما لا يسر خاطره عموما , ولا يصب في اتجاه مسار أحلامه العريضة من مسعاه الذي لا يحمل من حظوظ النجاح والتوفيق ,مقدار ذرة إلا أنه برغم ذلك أتى.   كان ثمة رواسب من بقايا رهانات بائسة غرسها في رأسه المتبلدة منذ القدم عن كونه سيخرج من كل كرنفالات الموت, وحمامات الدم المسفوح مصحوبا بتهاليل النصر, وكان عليه إحياءها الآن , وإخراجها من أقبيات الشك, ووضعها في خانة المسلمات بحيث لا يجوز له بعد الآن ,التشكيك بقدرته على صناعة " شيء ما " ربما لو حدث سيغير كثيرا في صورة المشهد , وربما يقلب طاولة المشهد رأسا على عقب, خصوصا وان جغرافيا المسرح القادم لجرائمه مهمة, وبالغة الحساسية بالنسبة لوضعية المشهد الحالي .. يصفها الكثير من المحللين ,والسياسيين,والمهتمين بالشأن اليمني ,ورجال الصحافة بأنهـا " معقل الثورة اليمنية "!   كانت المهمة جسيمة بحجم الحدث إذن ,وفر خوفا من حملها كل جنرلات العائلة القدامى والجدد ,ليحملها على عاتقه وفوق كاهله العميد عبد الله عبده قيران, بمشاعره الباردة, وقلبه المتصحر , دون دراسة ودون استشراف لما يمكن أن تؤول عليه, بل وحتى دون أدنى حساب لمعايير النجاح والفشل ,وأثـر كل ذلك على صورته ,وسمعته في المستقبل ..!   رهن صالح صمود نظامه على نجاح قيران في المهمة الجسيمة الموكلة إليه بعد أن فقد كل الأمل في نقطة المركز حيث الاصطفاف العريض للجيش والقبيلة إلى جانب الثوار, ورهن قيران نجاحه على مدى قدرته على استثارة شهوة الدم الكامنة في أعماقه, وما يمكن أن تحدث من رعب وصدمة وخيفة في قلوب ثوار تعز ,وتقديم مشهد واقعي يجري استحياءه من أفلام الخيال المرعب , حيث الأشباح المخيفة تنهش وتسلخ وتكسر عظام فريستها, بعد أن يكون قد سقط منهكا خائر القدرة على مجرد الحركة ,لتشرع في امتصاص دمه ,ثم تتركه جثة هامدة ,يشع منها شحوب الاصفرار المخيف .. !!   كل شيء كان ا?'خذ في التصاعد هنا ,مشهد الزخم الثوري وحماس الثوار والقلق البادي على وجه صالح كان هو الآخر يتصاعد يوما بعد أخر , وهو ما مثل باعث همة ونشاط في أوساط الثوار .. وباستثناء قيران الذي كان يحشو البنادق بالرصاص, وأفواه المدافع بالدانات المفزعة ,كان جميع الجنرلات قد شرعوا بتعبئة جيوبهم ,وحشو حقائبهم بأصناف متنوعة من العملات , استعدادا للحظة ربما يجدون فيها أنفسهم مجبرين على ترك مناصبهم ,ومغادرة البلاد مع أسرهم وعائلاتهم ..!!   على ظهر جنازير الشرعية الدستورية ,وحفنة من أمال بائسة وصل قيران إلى تعز محفوفا بابتهالات سيده المرتعد في زوايا مسجد النهدين ( حيث عرف الله أخيرا ) ! وتهاليل سلطان البركاني المتحفز لرؤية مدينته المتمردة تعود إلى بيت الطاعة, راكعة تحت أقدام الزعيم مجددا, والمتطلع بلهفة صاعدة لرؤية نساء مدينته من ذوات العبايات السوداء, اللاتي أفزعن نظره بحشودهن الجرارة , ومظاهراتهن العارمة وهن عرايا في شوارع المدينة يصرخن طلبا للنجدة , حيث يحول قيران المدينة إلى جحيم من القتل والسطو والعبث والاغتصاب والنهب والدمار ,بما يثلج صدر سلطان البركاني ,ويروي عطش مخيلته الحافلة بكم هائل من الأحلام القذرة ..!   وصل قيران تعز مدججا بحماسة المؤمن بقداسة الشرعية الدستورية ووجوب الذود عنها ,وحمايتها من أطماع الحاقدين والخونة ,والمتآمرين, والموتورين , في الوقت الذي كانت هذه الشرعية تتلاشى بسرعة مجنونة, لتتحول في غضون أيـام قلائل إلى مجرد علكة يلوكها علي عبد الله صالح وعائلته, وسلطان البركاني, ليوهموا أنفسهم بأنهم ما يزالون موجودين ! وصامدين ! وبإمكانهم قلب المعادلة , والخروج من المأزق ضافرين ومنتصرين !!   في البداية ارتأى قيران ضرورة الحاجة لإجراء عملية تسخين " دموية " واسعة لقوات الأمن المركزي, ومجاميع البلاطجة الذين جرى استقدامهم من مختلف المحافظات لإسناد مهمة الأمن ..قنابل غازية ,ضرب بأعقاب البنادق , وكز بالهراوات , وتطبيق إستراتيجية ( فقع الجماجم ) على نطاق محدود وبكميات قليلة لا تلفت الأنظار .. ولا تستثير انتباه الرأي العام.!   كان قيران يظن أن ذلك هو المدخل المناسب لفرض قانون الخوف في المدينة ,وإغراق قلوب الثوار بالقلق والذعر, لكن شيئا من ذلك ما كان ليحدث ,فعقود طويلة من البؤس والاستبداد والحرمان كانت قد أحالت قلوب الناس إلى كتل صخرية, ومن العسير على الحاكم العسكري الجديد إخماد جذوة تمردهم, وترويضهم على الخضوع مرة أخرى, وكان أكثر ما يمكن أن يقال عن هذه الأساليب على همجيتها ووحشيتها وتنافيها مع قواعد حقوق الإنسان بأنهـا " حقيرة ولا تخيف أحدا…!!   لم يعد لدى أبناء هذه المدينة الكثير من الخوف, فقد استنفدوه منذ زمن بعيد على وقع فوضى الذل والانهزام والغصة والانكسـار وضيق العيش.   وكان قيران قد بدأ يستشعر ذلك ,وغالبه الظن بأنها ربما كانت بداية غير موفقة كما كان يطمح ويتوقع ,بيد أنه في الواقع لم يكن يرى بأن ما قد فعله حتى الآن كبيرا ويرقى إلى مستوى ( المجازر ) ولذلك لم يسند تلك الأفعال إلى قائمة انجازاته ,وبطولاته , فهو على كل حال لم يأتي إلى تعز لخطف روح مازن البذيجـي ,وفقع جمجمة مروان الصلوي , وضرب قفا حمدان المليكي بأعقاب بندقية غليظة ’ثم يذهب ..!   لا..لا : هذه انتصارات تافهة تناسب الجبناء فقط, لكنها لا تناسب " قيران " بطل ملحمة الدرويش, ورجل الرهان الأول لأركان نظام الحكم المتداعي.!   وبالرغم من ذلك فقد كان في كل يوم يمر يتضح بأن قيران عاجز عن إيقاف شلالات الهياج الشعبي ,لكن قواته المسنودة بأرتال من الوحوش البشرية لم تفتر وظلت تمارس مهمتها اليومية المعتادة ,في القمع الدامي والوحشي للمسيرات السلمية , لتعود إليه بحصيلة نسبية من الأرواح والجماجم ,تثلج صدره الزاخر بالشرور ,ورأسه المثقل بأفكار الجريمة والحرب , وعلى إيقاع العنف الدامي الذي يقابل بصلابة وصمود وتحد ورباطة جأش من قبل الثوار بدأت نوبات محمومة من اليــأس تعصف برأس قيران المتعفنة ,وهاج في أعماق ذهنيته منطق استحالة انجاز المهمة إذا ما استمر في السير على ذات النهج ,وذات الإستراتيجية التي ثبت فشلها الذريع في ترويض واقع غاضب ,وجغرافيا تتفجر براكين غضب وتمرد مفزع مع كل إطلالة لصباح جديد ..   بدأ قيرن يدرس الإستراتيجية البديلة التي أسعفه بها أنجال المخلوع وراقت له كثيرا , خصوصا بعد الإضافات و ( التحسينات ) التي أجراها عليها لتأتي منسجمة مع نزعة الإجرام المستفحلة في أعماق روحه ,وتطفئ لظى رغبته في الانتقام من أولئك الغوغاء الذين جردوه من هيلمان سطوته وألقوا بسمعته في مهب السخرية بحيث لم تكد تمضي أيام قليلة حتى صار اسمه يأتي على أفواه الأطفال والعجائز مصحوبا باستهزاء بالغ , وسخرية لاذعة.   ثلاثة شهور مرت منذ وطأت أقدام قيران مدينة تعز فعل حلالها كل شيء باستثناء قدرته على فرض قانون الخوف , فقد كان للمدينة جلدها السميك ,وللثوار صلابتهم التي بمثل الحديد عتية على الانكسـار ! ولم يكن قيران حينها قد استوعب بأن تعز ربما تكون الان قد استطاعت أن تجرده من تلك الهالة الأسطورية التي سبقت قدومه إلى المدينة ,تعز التي لم تعد تؤمن بأن شيئا يمكن أن يكون أكثر وحشية وقبحا,من سنوات الذل والجوع والاستبداد التي عانتها طيلة فترة حكم علي عبد الله صالح.   في يوم الأحد 2952011 بدأ قيران يعد العدة لتنفيذ خطة الأمل الأخير ,استنفر جحافل جيشه وحشد بلاطجته في الوقت الذي كان يتلقى سيلا من المكالمات الهاتفية التي انهالت عليه من أعلى , بعضها محفزا وبعضها موجها ,والبعض الاخر مباركا هذه الخطوة الجبارة ,والقرار الشجاع الجريء الذي تأخـر كثيرا ! لعل على رأس البعض " المبـارك " ’شخص يدعى سلطان سعيد البركاني رجل مسكون بالقبح والقذر السياسي , له وجه غليظ فج الملامح, يستثير غثيان البهائم والقطط والأفاعي..!!   أقتحم قيران أسوار تردده ,وأطلق صفارة الاستعداد لتتقدم جنازيره بصمت فاغرة أفواهها الجائعة باتجاه " جولة الكهرباء " ,حيث الجهة الشرقية لساحة الحرية المكتظة بعشرات الألـوف من الثوار ..!!   كانت الساحة كعادتها تضج بصخب الهتافات وأناشيد الحماس الثوري ,ولم يكن أحد قد استشعر ما يدور على مقربة منها, أو تعرف على أحد من أصحاب المهمة المشبوهة الذين كانوا يجوبون الساحة ,ويجسون نبض الثوار ,ويتحسسون إن كان ثمة شعور بما يجري ثم يعودن أدراجهم مطمئنين قادتهم بأن كل شيء على ما يرام.!   في الساعة الرابعة من مساء ذلك اليوم افتتح قيران مشروع الهولوكست المرعب, وبدأت مصفحاته, وجنازيره تضخ نيرانها العشوائية بإيقاع سريع وصاخب ,محدثة ذعرا كبيرا في الساحة وأوساط الثوار الذين تنادوا من خيامهم فزعيين عير مستوعبين لحقيقة أصوات الرصاص الهادرة وحينما خرجوا فوجئوا بسيارات الإسعاف تنقل العشرات من المضرجين بدمائهم ,وهم الذين كانوا قد سبقوا الجميع وتطوعوا بأجسادهم التي جعلوا منها سياجات منيعة للحول دون السماح لأرتال المصفحات والرشاشات الثقيلة من التقدم واقتحام الساحة ..!   كان صوت الرصاص ,قد طغى على ما دونه من الأصوات بحيث لم يعد من الممكن سماع الإرشادات التي تأتي من على المنصة ,محرضة على الصمود والثبات ولم يكن ثمة من أمل في إمكانية وصول مناشدات الصوت الجهوري الجسور إلى مسامع " الأخـوة " في الجيش والأمن لثنيهم عن الإنجرار وراء ما يخطط له أعداء تعز, وتحريضهم على عدم الخضوع أو الاستجابة للأوامـر التي كانت تأتيهم من قادتهم لقتل إخوانهم الثواروتشديد الحناق عليهم ..!   كان كل شيء قد حسم ولن تجد التوسلات طريقها إلى مسامع ( إخوتنا في الجيش والأمـن ) ياعبد الله العيسائي !!   عجلات الجنازير تتقدم ,وأزيز الرصاص يزلزل أرجاء المدينة ,وشهوة الدم تفور في أصلاب قيران وليلة الليالي تغرق المدينة بالخوف والرعب والذعـر .!   كان الوقت يمر ببطء شديد ,وفيما كانت قيادة أنصار الثورة تشهر بيانها رقـم ( 1 ) في ذلك اليوم كان كل شيء يختفي من ذاكرة اهتمام الناس في زحمة الكرنفال الدامي , الذي وجه أنظار اليمنيين جميعا إلى محطات البث الحي لمشاهدة وقائع سيناريو الأخدود الرهيب , ولا أظن أن أحدا نام في تلك الليلة ,فقد كانت ليلة للخوف وليس للنوم.!   كانت الساعة قد تجاوزت التاسعة حينما كانت المدينة شبيهة بصحراء مقفرة لاتسمع فيها صوتا ولا همسا ! وباستثناء دوي المعدلات الثقيلة ,وأصوات الرصاص التي وبمجرد انقطاع التيار الكهربائي عن أحياء المدينة حتى شمل صراخها كل زقاق وكل جولة وكل شارع ,وكان ذلك بحسب ظني ردا على المناشدات التي كان يطلقها شباب الثورة من على منصة الساحة لحمل الناس على الخروج من منازلهم والتي لاقت أسماع قناة سهيل وشريطها الإخباري المزدحم بالأخبار العاجلة السريعة والمفزعة لكنها لم تلامس نخوة المعنيين بالأمـر أو ربما أنها لامستها لكن بعد فوات الأوان لعمل شيء , فقد أحكم قيران قبضته على المدينة , وأشعل أعواد ثقابه في مداخل الساحة والأحياء المجاورة , والانتحاري المخاطر بروحه وحياته فقط هو الذي سيتجرأ على تجاوز عتبة بوابة منزله فضلا عن الاقتراب من أحد مداخل الساحة.!   في الساعة العاشرة تقريبا دخل العوبلي تعز متنكرا قادما من صنعاء ,ولم يكن قد شاهد هذه المدينة العنيدة على هذا النحو من الرعب والذعر البادي عليها, وهو أمر راقه كثيرا قبل أن يلتقي بقيران حيث تصافحا بحرارة ثم ذهبا سويا باتجاه إحدى التباب المطلة على وسط المدينة للإستمتاع بمشهد الظلام الحالك ,إلا من ألسنة اللهب الخاطفة التي كانت تنطلق من أفواه المصفحات والرشاشات الثقيلة محطمة زجاج نوافذ فندق المجيدي ,ومنغرزة في الجدران الداخلية لغرف الفندق ,التي كانت قد خلت من البشر حيث فروا باتجاه الطابق السفلي مكتظين في الصالة المحاذية للبوابة الرئيسية للفندق !   تجاوز الليل منتصفه ولاشيء يوحي بأن خيارات أخرى سوف يلجأ إليها الثوار .. هؤلاء لا يؤمنون بالعنف ولا يستهوون حمل البنادق, وليس لهم سوى ألسنتهم ,وأصواتهم المبحوحة المنادية بالسلام والسلمية فدع عنك مخاوفك وتقدم يا قيران ,فهذه فرصتك السانحة لاستئصال شأفتهم , وإخماد بحيح أصواتهم المزعجة, وكابوسهم الذي أرق منامات أسيادك وأقض مضاجعهم ,وأحال حياتهم إلى جحيم لا يطاق.!   تقدم أيها الرجل المحظوظ ,فأنت تسير في الدرب الذي سيوصلك إلى المعالي ,من هنا ستبلغ شهرتك مداها ,وسيجري ترقيتك إلى رتبة " لواء " وستدخل العالم الخاص لعلي عبد الله صالح, حيث لا مكان بعد ذلك للقلق والخوف ..إن دماء حفنة من الغوغاء سوف تدخلك التاريخ كرجل غير من مجراه !   ليس مهما إن كان هذا التاريخ مشرفا أم غير مشرفا , أبيضا ام أسودا , سعيدا أم حزينا ,فأنت في النهاية سوف " تدخل التاريخ " وهذا بحد ذاته يمثل انجازا لم يسبقك يمنيا إليه من قبل ,فدع عنك مخاوفك وتقدم ..!   في تمام الواحدة بعد منتصف الليل كان قيران يوجه جحافله باقتحام الساحة والإتيان على ما فيها دون التفريط بشيء ! تقدمت المدرعات والمصفحات والرشاشات الثقيلة وسط استمرار الكثافة ذاتها من النيران ,وتساقطت أمطار المواد الحارقة مبللة الخيام قبل أن يجري إشعالها على من بداخلها ,كانت أجساد الثوار تتحول إلى كتل ملتهبة ,فيما الأوفـر حظا منهم يسحلون تحت الجرافات التي أتت على ما أمامها من شجر وحجر وبشر ,كان المشهد مرعبا وكان الثوار يتساقطون صرعى كأسـراب الجراد ,فيما المرشات تواصل صب المواد الحارقة على الخيام لتلتهما النيران مع من بداخلها بشره مفزع ,ولم تكد تمضي ساعة واحدة حتى كانت ساحة الحرية قد أضحت قاعا صفصفا ,تعج بالجثث المتفحمة ,وبرك الدم المسفوح هنا وهناك في مشهد سريالي خرافي لم يسبق لنا مشاهدته في أكثر أفلام الخيال ,وحشية ودموية ورعبـا ..!   دخل جحافل قيران الساحة بعدما أحالوها إلى رماد ,وشرعوا بعملية نهب واسعة طالت كل شيء ,المستشفى الميداني ,وفندق المجيدي, وحتى مستشفى الصفوة جرى اقتحامه ونهب كل محتوياته ,بما في ذلك رفاة الشهداء الذين كانوا بداخله حيث أخذوهم على متن سياراتهم ,واتجهوا بهم نحو أماكن مجهولة ,ولا أحد يعرف شيئا عنهم حتى الآن ...!   فعل عبد الله قيران فعلته الشنعاء بحق الإنسانية, ودخل التاريخ مسخا دمويا رابعا إلى جوار هتلر والنمرود ونيرون ,لكن شيئا من رهاناته وأحلامه لم يتحقق ,فهو برغم الهولوكست الرهيب لم يتمكن من كبح جماح الثورة التي واصلت مسيرتها ,وأتت على ما تبقى من أركان نظام الحكم المتهاوي, ليغادر صالح دار النهدين ملسوعا بالحروق بعد أن شوته الأقدار في ظروف غامضة, ويلتحق به قيران جرذا مذعورا محملا بلعنات الله والملائكة والناس أجمعين ..!
الحجر الصحفي في زمن الحوثي