أمنوا عدن واضربوا رأس الأفعى في تعز وسيأتيكم الانقلابيون صاغرين

محمد مقبل الحميري
الاثنين ، ٢٦ ديسمبر ٢٠١٦ الساعة ٠٤:٤٦ صباحاً

‏المجرمون وحدهم للاسف يدركون حجم مدننا وقيمتها ويستغلون هذه المعرفة في الدمار والتركيز الخاص عليها اعتقادا منهم ان هذه المدن تشكل خطورة على مشاريعهم العفنة وعلى طموحاتهم اللا وطنية ، فمارسوا الفجور في الخصومة مع هذه المدن وفي طليعتها مدينة عدن ، هذه المدينة التي تعايش فيها كل الأجناس بل في فترة من فترات التاريخ تعايش فيها كل الأديان ، وكان من يدخل عدن يصبح آمن ، ويشعر بالألفة والتئآلف مع اهلها نظرا لبساطتهم وطيبة نفوسهم والعمق الحضاري في أعماقهم ، لا يتعاملون مع الانسان بحسب اللون او الاصل او الحسب او النسب ولكنهم يتعاملون معه بحسب قيمه وأخلاقه ، فانصهر الجميع وذابت كل الفوارق بينهم وشكلوا المجتمع العدني الفريد ، ولهذا افرد لها الانقلابيون حقدا خاصا ففي ظرف ايام احرقوا الكثير من الحارات واستهدفوا الانسان والبنيان لا فرق بين صغير وكبير ولا بين رجل وامرأة ، حتى انهم تتبعوهم الى عرض البحر فقتلوا النساء الاطفال في القوارب الذي ركبوها على امل ان ينجوا من الموت المحقق الذي قدم به السلاليون الى عدن.

 

  وبعد ان تحررت عدن وأخرج الانقلابيون صاغرين كان الجميع يعتقد ان عدن تنفست الصعداء وان الامن والاستقرار والبناء سيكون حليفها ، ولكن سرعان ما تبخر هذا الحلم وبقت الأيدي الخفية تعبت بالأمن وتولغ من دماء الابرياء ، وتقتل الانسان من اجل القتل وإثارة الرعب في المدينة ، وبعد كل جريمة يقال لنا القاعدة ورى هذا القتل ، ولا شك ان هناك اكثر من طرف ربما خلف هذه الجرائم ولكنهم جميعا يتفقون على هدف واحد وهو العمل على عدم استقرار عدن ، والقاعدة رغم جرائمها المنكرة الا انها اصبحت مثل جحى الذي تنسب له الطرائف والنكت الغبية ، والقاعدة ينسب لها هذه الجرائم مباشرة فتخفف عن الجهات البحث والتحري.

 

السوءال الذي يضع نفسه هنا : لماذا لا نشهد تفجيرات للقاعدة في المناطق التي يسيطر عليها الحوثي وعفاش ؟ رغم انها مناطق هشة وبالإمكان اختراقها من قبل اي عصابة إذا أرادت ذلك ، ولماذا عندما كان الانقلابيون في عدن لم نشهد اي انفجار انتحاري ضدهم من قبل القاعدة ؟ لماذا لم تتواجه القاعدة مع الانقلابيين والعقل والمنطق يقولان ان المواجهة بينهم يفترض تكون حتمية بسبب الاختلاف الأيدلوجي العقدي ؟ فما السر في هذه الألفة والتنسيق الغير معلن بين الطرفين ؟ وهل هذه القاعدة هي القاعدة الأصلية ؟ ام انها قاعدة مزورة تنفذ أجندة الانقلابيين ، ومن خلفهم المشروع الفارسي ؟

  

 هذه التساؤلات مهما كانت وجيهة الا انها لا تعفي القائمين على الامن في عدن من مسئوليتهم ، ولا تعفي الشرعية من ان تضع الرجل المناسب في المكان المناسب ، وتحاسب المقصرين وتقدم الكفاءات على  الولاءات الضيقة.

 

 ان جريمة معسكر الصولبان التي راح ضحيتها العشرات شهداء يشكون الى الله مظلمتهم وقبلها بأيام وفي نفس المكان راح العشرات ايضاً شهداء يشكون الى بارئهم ظلم المجرمين وتقصير الأمنيين ، بإجمالي أكثر من ثمانين شهيداً خلال ايام واضعاف العدد من الجرحى ، هذا الامر يتطلب وقفات جادة ومحاسبة صارمة واستشعار ان عدن لن يتركها المجرمون ببساطة وان المراحل طوال ، فيحب ان تعد العدة بحجم التحدي وبحجم المخاطر التي تتهددها ، واذا اكتفينا بالشجب والإدانة والتصريحات الرنانة فإن الجريمة ستتكرر..

 

  ومثل عدن اختها تعز التي عرف العدو أهميتها فحشد لها كل إمكاناته واعد لها كل عدته بل انه عدما عجز عن تحشيد القوات لها نظرا للخسائر الكبيرة التي مني بها في تعز على أيدي أبطالها امر أذنابه بعض مشايخ القبائل عبيد السيد ان يعلنوا النكف للتوجه الى تعز لمحاربة تعز وإخضاع اهلها ، وما علم ان تعز شبت عن الطوق ولكنها تدفع كلفة عالية نظرا لعدم تكافؤ السلاح فتعوض الفارق بالإيمان العميق بقضيتها وأنها تدافع ليس عن تعز فحسب ولكنها تدافع عن مشروع وطن ، وعن عروبة وعقيدة ، فيا ايها الكرام من قادتنا الأجلاء في الشرعية اضربوا رأس الأفعى في تعز وسكتكفيكم مؤونة الكثير مما تعانوه أمنيا وسياسيا ، وسينعكس إيجابيا على عدن وأمنها وعلى أمن كل المناطق المحررة بل وسيكون له ما بعده على المناطق التي لا زالت بأيدي الانقلابيين ، وستقوي موقفكم في اي حوارات بإشراف أممي ، وهذا سر تركيزهم على تعز.

 

ندرك حجم الهموم التي يحملها الاخ الرئيس وحجم المسئولية الملقاة على عاتقه ، وان معظم هذه الجرائم تستهدفه شخصيا وتستهدف شرعيته التي تتحطم أمامها أحلامهم الخبيثة ، كما ان تواجده وتواجد الحكومة في عدن افقد الانقلابيين صوابهم ، وزادهم جنونا وهستيريا وأصابهم في مقتل أن الشرعية تصرف المرتبات للجيش بعد انقطاعها من قبل الانقلابيين ، فواجب الجميع حمل هذا الهم وهذه المسئولية مع الأخ الرئيس ، ومن لا يجد في نفسه الكفاءة اما ان يعرف قدر إمكاناته ويعتزل ، وأما ان يُعزل ويعين الأكفأ ، فالمرحلة لا تحتمل المجاملات إن أردنا العبور الى بر الأمان.

 

النصر قادم لا محالة فليكن لنا شرف المساهمة في هذا النصر الذي سيكون فخرا وعزة لكل الاحرار وللأجيال القادمة.

 

*رئيس كتلة الاحرار بمجلس النواب.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي