عذراً حلب

عبير عتيق
الثلاثاء ، ١٣ ديسمبر ٢٠١٦ الساعة ٠٨:٤٢ مساءً
 
 
لو كان مخلوقاً غربياً لقامت الدنيا وما قعدت ، ولنددت من تدعي نفسها بمنظمات حقوق الإنسان والمنظمات الدولية وغيرها بهذا الإجرام والمنظر المؤلم ، ولقامت بتهديد الإرهابيين والمجرمين مرتكبي هذه الجريمة
 
ولكن للأسف ليسوا بمخلوقٍ غربيٍ ليتحرك العالم وينتفض
إنهم:
 100ألف دم عربي مسلم برئي لا ينتمي لجهات الصراع 
100 ألف دم حار يجري في عروق الأطفال، النساء، الشيوخ،والشباب جميعهم عُزل
100 ألف دم حي في رقعة 2 كيلو لم تكن كافية لتهز ضمائرهم لن أقول الميتة فهذا المشهد يُحيي من مات ضميره ويوقظ من كان في سباته ،ولكن أقول ضمائرهم المتصلبة التي أبت أن تلين أمام هذا الجُرم
100ألف روح تتنفس غبار الحطام والبارود ولم يضق صدرها ببعضها البعض،بل يحتوون بعضهم بكل محبة خوفاً من الوداع
100 ألف أُذن تُنصت لضجيج المدمرات والطائرات مترقبة لحظة النهاية
100 ألف قلب نابض بالحرية والنخوة والكرامة أرعب مُدعي محققي السلام العالمي
100ألف حياة كانت كفيلة ببناء الأوطان تُباد على مرأى ومسمع من يدعي أنه العالم الحُر 
عذراً سوريا
عذراً حلب 
100 ألف روح لم تكن كافية لينهض الرؤساء العرب
 
عذراً حلب 
لم تحركهم 100 ألف روح ولن تحركهم 100 مليون أيضاً 
فقد فارقهم الضمير عند أول قطرة دم
فارقتهم الإنسانية
وفارقتهم الكرامة
هم في سُبات عميق لن يفيقوا بعد جفاف الدم فيهم 
 
 
#عذراً_حلب
 لكن الله معكِ وسينصركِ
الحجر الصحفي في زمن الحوثي