الالتزام الدولي : غير معني بحكومة تمرد

د. عبدالحي علي قاسم
الخميس ، ٠١ ديسمبر ٢٠١٦ الساعة ١٠:١٨ مساءً

التصرفات الهوجاء مآلها دائما الفشل، تنطبق تماما على حكومة الانقلاب الأقرب إلى كارثة منها إلى حكومة تحضى بقناعتك أولا!  قبل أن تسوق بضاعتها البخسة إلى المحافل القانونية. وهذه نتيجة طبيعية عندما تختار أن تكون متمردا، وتسلك طريق القراصنة أن لا تضمن سلامة القافلة التي أنت على رأسها، فالضياع مآلا حتمي، والخسارة حقيقة لا مفر منها.

 

   تتزامن هذه التطورات المستجدة بإقدام القوى الانقلابية على كارثة تشكيل حكومة الإحباط،  وإطلاق السعودية حينها للمبادرة الإنقاذية لليمن، كما هي لحفنة قتلة جمعة الكرامة في مارس 2011 . رأت القوى الثورية وقتها تلك المبادرة مقاربة واقعية، لتجنب مواجهة غير محسوبة المآسي مع مجرم بحجم علي صالح. ورغم أنها كانت مفصلة على مقاس صالح، وتدبيره الانقلابي المبكر،  فقد استجابت القوى الثورية لتلك المبادرة على مضض، نزولا عند مكانة وتقدير الأشقاء، ومراعاة لاعتبارات المصالح المتبادلة، واستحقاقات أمن الجوار الخليجي، التي يجب أن تكون اعتباراتها محل تفهمنا، كالتزام عربي قبل أن يكون إقليمي. (رغم أن مآلات تلك المبادرة كوصفة إنقاذية انتهزها صالح لطعن العمق الإستراتيجي الخليجي، وفتح باب النفوذ الإيراني على مصراعيه). 

 

   ثمرة العقل والالتزام بتلك المرجعيات، أكسبت الشرعية السياسية أثر ذلك احترام المجتمع الإقليمي والدولي، ووقوفه إلى صف قضيتها، ونبذ وإنكار أي تصرفات هوجاء تصدر عن الطرف الانقلابي غير الملتزم. وما الموقف الدولي المسئول، والقوي الرافض لبدعة الحكومة الانقلابية خير دليل على نضج وعقلانية المجتمع الدولي، الذي تجاوز منطق الحسابات والاصطفافات، ليقول لعفاش وعصابته بفجاحة، أن هذا منكر سياسي لا يسعها شرعنته، ولا يمكن الإقرار بآفة معطياته، وأن واقع اختطاف بعض المحافظات لا يعني الإ قرار بمنطق القراصنة الانقلابيين.

 

  ربما غر الفئة الانقلابية المتمردة حتى على الشرعية الدولية حكمة التعامل الدولي، وروية ونفس التعامل الطويل، لكن تلك المناورات وحتى الضغوط التي مورست على الشرعية لا تعني البتة أي اعتراف بالانقلابيين.

 

وحتى عندما يبادر المجتمع الدولي ببعض المقاربات، ك"خارطة كيري" المنحازة لرغبة الطرف الانقلابي  لا يعني اعترافه بالواقع الانقلابي، بقدر ماهو اجتهاد يأمل من وراءه ان تعود القوى الانقلابية إلى رشدها، وغير وارد أن أحدا مستعد أن يتورط باعتراف ل"مخلوقكم المشوه" مهما غلبت عليه عاطفة شعاراتكم! ! إنه الالتزام والمعاهدات يكفي غباء.

باعتقادي لا أمل أن يغير التمرد جلده السياسي، ومنطق سلوكه الإجرامي، أو يحسن فعله السياسي بما يبقي له وأنصارها المضللين أو المكابرين ذرة من كرامة الوطنية، وحكمة العقل التي طالما نتغنى بأثرها الموروث عن سيد البشر وإمام الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي