الاستخفاف بالعدو !!

أمين مصطفى شهاب
الاربعاء ، ٣٠ نوفمبر ٢٠١٦ الساعة ٠٥:٤٠ مساءً

الاستخفاف بالعدو والاحتفال بالنصر قبل أوانه وعدم الإخبات والذل لله والاعتراف بان النصر إنما هو من عنده وحده سبحانه وتعالى واستعمال نفس أساليب مكر ودناءة العدو السيئة والتخلي عن الاخلاق العسكرية ونسيان موقف العالم منك وتصنيفهم لك وعدم القراءة المتأنية والمستمرة لإستراتيجية العدو الكبرى وعدم إشراك أهل الرأي والحكمة والاستئثار بالرأي وإهمال الجانب الاعلامي وترك الجانب الشعبي هملا دون بناء وترك المراجعة المستمرة لانجازاتك على الأرض .

 

كل ذلك طريق مضمون من طرق الهزائم الكبرى وهذا ما بدئنا نتلمسه يكبر فينا ويتعاظم دون الانتباه إليه .

فقد اتخذ إعلان الانقلابيين أمس تشكيل حكومة إنقاذ مثار للسخرية والتندر ولم يهتم إلا القليل بذلك وكان احد المهتمين القلائل هو عبد العزيز الهداشي الذي قال نحن سائرون على النموذج الكوري .

 

وقد تقاسم طرفي الانقلاب الحقائب الحكومية بكل دهاء ففي حين استلم صالح الحقائب العسكرية التي يعتقد أنها مهمة للحفاظ على نفوذه وإطالة عمره اتجه الحوثي لحقائب القوة الناعمة والبناء المستقبلي وباعتباره صاحب رؤية وهدف فقد اختار التربية والتعليم لتغيير المناهج الدراسية التي ستؤدي خلال عقدين من الزمان حسب تصوره إلى إنشاء جيل جديد يتربى على فكره سيكون هو شعب المستقبل واستعان بالتعليم العالي أيضا للإعداد الكوادر المرضي عنها لتأسيس جيل الرواد لتسريع بناء هذا الجيل كما قلنا .

 

كما أن اخذه وزارة الاوقاف الغنية اصلا بأملاكها ومواردها وانفرادها بإدارة تلك الأملاك المستقلة وإدارة الإرشاد والمساجد يكون قد أكمل بها مع وزارة الثقافة والخدمة المدنية والعدل طوق السيطرة على مستقبل الإنسان في اليمن وما مخرجات الداخلية والدفاع وغيرها إلا من التربية والتعليم فهو قد استكمل وراثة المؤتمر الشعبي العام وأعلن موته بل أستعد لدفنه .

 

وبالعودة إلى تعز التي تتبنى مع إقليم سبأ مشروع بناء اليمن وصمام أمانه فقد رأينا تزايد النشوة بتعز ونسيان اليمن بالرغم من احقيتها أن نفتخر بتعز واهلها وترابها وطهر مقاتليها  إلا أن الهدف ليس تعز وحدها بل اليمن كلها فتعز لاتكون إلا باليمن واليمن لاتكون إلا بتعز ولوا استمرينا بهذه النغمة التعزية سنجد أنفسنا في نفس مطب الانفصالية والعنصرية النتنة فحين نكف الانقلابيون على تعز في حاشد لم تجبهم قبيلة حاشد بذلك ولو أن من استجاب لذلك النكف كان عشرون ألفا وهو مالم يكن فإن حاشد وبكيل ملايين من البشر ونكون قد وقعنا في نفس منطق بحاح حين قابلناه في عدن لدعم تحرير تعز فأجاب بأن تعز حوثية كلها بدليل وجود سبعمائة أسير حوثي من تعز في سجون عدن ناسيا أن تعز هي أربعة ملايين من البشر ولا ننسى أن من يقاتلنا في تعز هم أيضا متحوثوا تعز كما أن الحوثي يستغل مقالات أو تعليقات مثل سيعودون بالاكفان وغيرها لإشعال مزيد من العناد والتحدي وإثارة النعرات في نفوس الناس هناك للمزيد من الحشد والاحرى بنا عمل مجلس اجتماعي من وجهاء تعز مهمته الاتصال بأهل أزال ووجهائها وان نخاطبهم بما يفهمون وتوجيه سير المعركة الإعلامية إلى حيث يرضى الله ورسوله وينتصر اليمن ونريد نحن  وليس إلى مربع العدو وما يريده .

 

كما أن عدم الاستماع الى أهل الرأي والفكر وأصحاب مراكز الدراسات والاستخفاف باراءهم بل وعدم الالتفات اليهم هي إحدى مصائب الدهر هذه المراكز التي توليها الدول العظمى بالغ الأهمية في التوجيه والتخطيط وصناعة واستشراف المستقبل .

 

وبالعودة إلى تشكيل الحكومة ومقارنتها مع ما يحدث على الأرض نجد أن استراتيجة الانقلاب على الأرض في تعز هي تحويل الحرب القائمة من حرب شعبية بين الشرعية والانقلاب إلى حرب جبهات ومتارس حدودية شطرية بمفهوم بسيط واضح حتى للغبي فينا وما يجري الآن من معارك في كهبوب سوى حرب حدودية ترفض فيها المنطقة الرابعة إشراك أبناء تعز فيها وكذلك في الشريجة أفرادها كلهم من الجنوب ومن الضالع ويافع بالتحديد ولوا أرادت المنطقة الرابعة صدقا تحرير تعز لتحركت من الضالع شرقا ومن طور الباحة جنوبا إلى جبهة الصلو والشقب ومن كهبوب إلى الوازعية , وأخيرا على أبطالنا في الجيش الوطني والمقاومة إشراك المجتمع المدني في المعركة والاستماع إليه .

ولولا ثقتنا بالله ثم علمنا تمام العلم ان الرياض تدرك أن انفصال اليمن إنما هو تدمير لها لقلنا أن اليمن قد أعلنت الانفصال أمس بحكومتين وبنكين وحدود شطرية سابقة وأما تعز والبيضاء  فينتظرها مصير حلب وحمص التي ظنت أنها انتصرت في العام 2012 وهاهي تباد في نهاية العام2016

فيا أيها الإبطال امسحوا خطوط الحدود الشطرية وانقلوا معارككم إلى الصلو والشقب شرقا لمنع الحصار عن تعز وتحرير الشريجة وشرق الحجرية والعيار وجبهة حمير باتجاه الغرب لتحرير المخا فهناك موت الانقلاب ونهايته بإذن الله

 واستعينوا بالله واصبر وصابروا واتقوا الله لعلكم تفلحون.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي