تعز معجزة النضال

أحمد الشامي
الثلاثاء ، ٢٢ نوفمبر ٢٠١٦ الساعة ٠٦:٤٧ صباحاً
تعجز الاقلام عن الكتابة كما تعجز الكلمات عن التعبير  اردت ان اكتب عن بطولات الجيش الوطني والمقاومة بمدينة تعز العزة والاباء ، فلم أدرِ من أين أبدأ ؟ وإلى أين أنتهى ؟ 
 
 
هل أكتب عن الحالمة تعز وصمودها الاسطوري ، او عن جبهة الضباب وبطولاتها او عن جبهة الجحملية وشجاعتها او عن التربة ونضالها او عن جبل الجرة وثعبات الحرة ؟ أم اكتب عن شباب تعز وثقافتهم وحملهم للاقلام أو عن بطولاتهم التاريخية التي تسجل عندما حملوا السلاح من اجل الدفاع عن مدينتهم من أولئك الوحوش القادمين من كهوف الجهل والظلام لتلويت ثقافة وجمال المدينة ، ام اكتب عن عجز الميليشيا السلالية عن مواجهة اسود الحالمة بميادين وجبهات القتال واستهدافهم للابرياء  بصواريخ الكاتيوشا ، ام اكتب عن الكابوس والرعب والخوف لميليشيا الحوثي عندما يتذكرون مدينة تعز ومقاومتها الشعبية ، ام اكتب عن دور نساء تعز في دعم ابطال المقاومة وكيف أن تلك النسوة هن اللاتي تربت على ايديهن صنائع الرجال الذين حملوا السلاح في وجه ميليشيا الحوثي ، ام اكتب عن شجاعة الأبطال الذين يقودون المعركة الآن فى الميدان ؟ أم أكتب عن بطولات آخرين لا يعلم عنهم الكثير ولا يتسع المقام لذكر أسماؤهم ، أدركت وأنا أفكر فى عناصر هذه التناولة أننى لست بصدد كتابة شيء عن المقاومة  ، ولكنى بصدد تاريخ يجب أن يُدوّن حتى يتعلم الأبناء والأحفاد كيف كان الأباء والاجداد يحاربون تلك الميليشيا الرجعية السلالية التي حملت مشروع الجهل والتخلف والظلام .
 
 
هذه الحكايات لو رويت نحتاج فيها إلى عدة كتب عن كل شخصية ، ومواقف لو سردت نحتاج إلى مجلدات لكى نروى عظمة أصحابها ، أما هنا فإني كلما هممت على الكتابة عن أحدى تلك الشخصيات شعرت بأن الأخر أولى بالكتابة عنه ، وكلما شرعت فى أن أكتب عن أحد المواقف ظننت أن الأخر أروع منه ، وأمام هذا الكم من الشخصيات الفريدة والمواقف الرائعة تشتت أفكارى وعجز قلمي عن سرد الجميع ، فأعذرونى .. فأنا لا استطيع  الكتابة .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي