امرأة عقيم كشفت عن مبادرة لحل الأزمة

علي هيثم الميسري
الخميس ، ١٧ نوفمبر ٢٠١٦ الساعة ٠٧:٢٢ صباحاً

ما عجز عنه الأمريكان طوال الفترة السابقة في إيجاد مقاربة للحل أو الضغط على الطرف الإنقلابي للإلتزام بالإتفاقيات السابقة لهو تكابر عاجز في اللحظة الأخيرة للتبشير بإتفاق تجاوزوا فيه الشرعية كطرف معني أصيل بأي إتفاق .

 

  وعوضاً عن ممارسة دبلوماسية كيري بدوراً حقيقياً لثني الطرف الإنقلابي بالإنسحاب من المدن وتسليم السلاح كبادرة ومؤشر لتقارب حقيقي يقفز على واقع الصراع ومعطياته وأطرافه وتحديداً الشرعية القائمة برؤية إتفاق واقعي في معادلة الصراع، بقدر ما شجع الطرف الإنقلابي للإستمرار في وهمه السياسي وممارسة همجيته المعهودة وبالتالي فتح باب الفوضى والإقتتال .

 

   إن الموقف الأمريكي غير المتزن والحريص على بقاء المعادلة الإنقلابية بكل مخاطرها لا تساعد في وضع حد للصراع وعودة الأمن والإستقرار لإنها ببساطة تتجاوز منطق المشكلة وتغض الطرف عن خطر الممارسات الإنقلابية، ناهيك عن تجاهلها لمخاوف الأمن الخليجي وتبعاته .

 

  هذا التحرك الباهت لكيري في اللحظة الأخيرة مشكوك في مصداقيته ليس لإنه طرف منحاز ومرفوض من الشرعية وقيادة التحالف، بل لإن الحكومة الأمريكية تغض الطرف أيضاً عن حركة تدفق السلاح من إيران لدعم الطرف الإنقلابي .

 

  إن كان هناك من توافق حقيقي فيجب أولاً أن يكون بالتوافق مع طرف الشرعية اليمنية، ثانياً أن يأتي هذا الإتفاق وفق منظومة متكاملة للحل وأن يكون متوافق المرجعيات السابقة، مع التأكيد على ضرورة أن يكون هناك ضمانات حقيقية من قِبَل الأطراف الدولية لأي إتفاق قادم .

 

   لنفترض جدلاً بأن إعلان كيري سيأخذ مسار التطبيق إبتداءً من اليوم في وقف إطلاق النار مروراً بتشكيل حكومة وحدة وطنية قبل نهاية العام 2016م بين الحكومة الشرعية والإنقلابيين.. يعني ذلك بأن المليشيا الإنقلابية قد كسبت المعركة برفع الحكومة الشرعية الراية البيضاء بموافقتها على مبادرة كيري وأعلنت هزيمتها ومن خلفها دول التحالف لاسيما تلك الأخيرة التي خسرت مليارات الدولارات لكبح جماح التمدد الإيراني، وستظل مهددة حتى تخسر حدودها بل وعروش حكامها ومن ثم سنرى الهلال الفارسي قد إكتمل نموه في الكرة الأرضية .

 

  تحركات كيري الأخيرة ونشاطه المكوكي في الوقت الضائع يشبه تحركات المرأة العقيم التي وصلت لسن اليأس وبدأت تزور الطبيب .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي