قراءة في فوز ترامب

أمين مصطفى شهاب
الثلاثاء ، ١٥ نوفمبر ٢٠١٦ الساعة ٠٥:٤٩ مساءً

اعلن ترامب رسميا بعد فوزه عن التزامه بطرد ثلاثة ملايين مهاجر من أمريكا عند تسلمه لسلطة هذه الدولة التي كان من اهم اسباب قيامها هي الهجرة الأوروبية من اضطهاد الكنيسة الكاثوليكية لأصحاب المذاهب المخالفة لها

 

وقد مر المجتمع الامريكي العنصري الأبيض المهاجرخلال مائتي عام بتحولات عميقة تميزت بتاريخ اسود اعتمد على البندقية والقتل والعبودية والاستئصال والعنصرية من الرجل الابيض في أقبح صورها للحفاظ على سطوته ونقائه وامتيازاته قبل أن يترأسها أوباما الاسود ابن المهاجر الكيني والذي لايوجد له في امريكا قبر لأبيه أو أحد اجدادة والغريب أن ملينيا زوجة ترامب هي ايضا مهاجرة سلوفينية جاءت إلى امريكا قبل سته واربعين عاما فقط لتصبح زوجة الرئيس ترامب

 

كما تعهد ترامب بمنع المصانع والمال الامريكي من الهجرة وهو يعلم ان البنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكي ليس امريكيا ولا تملكه الحكومة الامريكيةوانما تمتلكه مجموعة روتشيلد وبي بي مورجان وروكفلر وغيرها من الاسر الاوروبية المهاجرة

والتي كانت قد استولت على بنك إنجلترا المركزي فاصبحت تملك البنكين المركزيين معا بما فيهما من أرض وشجر وحجر في عبودية واقطاع مستتر يعتقده الظمان ماء

 

ومن هؤلاء المهاجرين برز العرق الايرلندي الابيض وعصابات المافيا الايطالية التي اعتبرت أن أمريكا حق لها وحدها وتريدها أرض الفرص والغنائم لها وحدها

 

  لم يعجب الرجل الابيض ان يجدتلك الامراطورية التي أقامها على اشلاء ثمانين مليون هندي أحمر ليحافظ على نقائها العرقي وقد أصبح فيها سبعين مليون إمريكي من اصل افريقي وثلاثين مليون أمريكي لاتيني يتحدثون الاسبانية وإحدى عشر مليون أمريكي عربي ومثلهم أو أكثر من المسلمين الآسيويين عدا عن بقية الجنسيات المهاجرة الاخرى

ومن هنا نستطيع أن ندرك مدى عمق الأزمة الاجتماعية والديمغرافية للعرق الابيض في امريكا وهي بانتخابها ترامب تستدعي راعي البقر الاول بحصانه ومسدسه لتصحيح ذلك او إنقاذ مايمكن انقاذه قبل أن يفقد الرجل الأبيض امريكا أن لم يكن قد فقدها بالفعل فنسبة المواليد للرجل الأبيض هي1.6%وهي نسبة تهدد بإنقراض ذلك الجنس والذي يحتاج إلى نسبة 2.1 % كاقل نسبة ليستمر في الوجود وهذه النسب هي أيضا في جميع أوروبا بينما في المجتمعات المسلمة تصل إلى أكثر من2.8% مما يهدد بن تصبح تلك المجتمعات مسلمة بحلول 2050

وهذه إحدى حقائق الحرب على المسلمين وصناعة أسباب التطرف لخلق ذرائع تصفية المسلمين

فاذا كان اول قرار أكد عليه ترامب هو حتى ضد منطق حصوله على زوجته يفسر في الحقيقة عمق التناقض الحضاري التي تعيشه امريكا بحثا عن هويتها المفقودة وإعادة تعريف نفسها داخليا وخارجيا

كما يفسر حقيقة اعداد ترامب منذ عدة سنوات لهذا المنصب حيث تداولت وسائل الاعلام فلم كرتوني يتنبأ بوصول ترامب إلى الرئاسة قبل عقد ونصف من الزمان وكيف أنه كان يلمع مسبقا وكيف تم الاحتيال على حملة كلنتون بجعلها تنام في العسل وذلك بعدم التركيز على حملة ترامب

هذا الرجل الذي يهدد بالتخلي عن أوروبا وإطلاق يد الروس في الشرق الأوسط واغلاق حدوده مع المكسيك ونقل عاصمة اسرائيل الى القدس وإلغاء الاتفاق النووي مع ايران بحجة إعادة بناء امريكا والتي تحتاج فعلا إلى إعادة بناء جاء في الوقت الضائع إذ تجاوز الدين العام الامريكي حاجز خمسة عشر تريليون دولار بينما دخلها القومي اثنا عشر تريليون دولار بعجز ثلاثة تريليونات دولار كانت من إحدى نتائج مغامرات بوش الابن في غزوه لأفغانستان والعراق

هذا ما جعل أوباما يعترف بالامس عن عدم قدرته التدخل عسكريا في سوريا وانكفائه على مشاكله الداخلية بسبب تكلفة الحرب العالية حيث تصل تكلفة الاتفاق على الجندي الأمريكي الواحد مليون دولار سنويا وتبلغ تكلفة الطلعة الجوية الواحدة خمسون ألف دولار أن كانت طلعة تدريبية يضاف إليها قيمة ما تطلقه من صواريخ في حالة القتال وقد يصل قيمة بعض الصواريخ إلى أكثر من مليون دولار

لكن العالم لن ينتظر لأمريكا حتى تعيد بناء نفسها داخليا لتعيد السيطرة خارجيا فهناك قوى أخرى كثيرة تتطلع لاستلام دفة قيادة العالم

فهل سيسير دونالد ترامب في تفتيت امريكا على خطى غورباتشوف في تفتيتته للاتحاد السوفيتي

ام ان الله الحي الدائم الذي لايموت قضى أن يهلك الامم بما به مكرت غيرها

الحجر الصحفي في زمن الحوثي