الانقلابيون ... أعداء شرعية الانجاز

وحيد علي رشيد
الأحد ، ٠٦ نوفمبر ٢٠١٦ الساعة ٠٥:٣٥ مساءً

تميزت فترة حكم الرئيس عبدربه منصور هادي بالرغم من كل التحديات التي واجهتها والعراقيل التي نصبت في طريقها بأنها فترة إنجازات حقيقية في كثير من الملفات الوطنية ، ولعل الراصد والمتابع للأجواء المأزومة التي استلم فيها الاخ الرئيس أمور هذا البلد يقف بتقدير واحترام امام كل الملفات التي استطاع الاخ الرئيس خلال هذه السنوات الصعبة من تحقيق تقدم ملموس فيها .

 

كانت اجواء العام 2011 اجواء صراع حقيقي وصل  الى العنف والى نزيف دماء غزير وسقوط الضحايا واستخدام القوات المسلحة وتشظي  العاصمة صنعاء وتعطل الحياة في المرافق العامة على مستوى المحافظات ورأى العالم عبر  الشاشات كل تلك اللحظات العصيبة .

 

في هذهالاجواء وقعت الأطراف السياسية على المبادرة الخليجية وشكلت حكومة الوفاق الوطني وانتخب الرئيس عبد ربه منصور هادي وكان التحدي امام الاخ الرئيس اكبر مايكون ، وكان الجميع مشفقين عليه ، بل كان الكثيرون يجزمون بعدم تمكنه من عمل شيء ، ولكن كم كان ذلك مدهشا للجميع ان يلتف اليمنيون حول مرشحهم عبد ربه منصور هادي ويسجلوا بأحرف من نور اول إنجازات الرئيس عبد ربه هادي في قيادة تلك الانتخابات الى نجاح باهر بتظافر جميع القوى الوطنية  .

 

شهد البعيد قبل القريب ان الشرعية الجديدة ممثلة بالأخ الرئيس بدأت تحظى بالإعجاب مع تلك الانتخابات لان الاخ الرئيس لم يسمح بان تتحول تلك الخطوة العظيمة في حياة الشعب اليمني الى لحظة عراك وصدام جديد ، بل ان الرسالة الكبرى التي استطاع ان يوجهها الاخ الرئيس لشعبه  انه اذا كانت الملايين التي خرجت ضد الاستبداد والتعسف وألظلم سببا لتحرك الإقليم والعالم لمساعدة اليمنيين ، فان الانتخابات أدت الى تهدئة سياسية بنسبة مقبولة للانتقال الى الملفات الساخنة الاخرى .

 

وكان لا بد من مواصلة التهدئة العسكرية واستمرار فض الاشتباكات والتداخلات وبالذات في أمانة العاصمة وسحب القوات المسلحة من الشوارع وعودة الحياة في العاصمة والمحافظات الى وضعها الطبيعي وكان ذلك إنجاز اخر للأخ الرئيس وشرعيته .

 

وكم كنّا نتابع وألسرور والبهجة تملكان ونحن نرى الدبابات تعود الى معسكراتها والمتاريس تزال والشوارع تفتح والنَّاس يتنفسون اجواء صبرهم ونضالهم .

 

اما في الجانب السياسي فقد تواصلت جهود الرئيس وهو يقود حكومة الوفاق ويبرع في فُض الاشتباكات السياسية هنا وهناك ويهدأ الجميع بان هذا الوطن يتسع للجميع ، ولقد أنتج ذلك كله تفاعل القوى السياسية لتعود لتتصدر المشهد بدلا عن المدافع والدبابات وأصوات الانفجارات .

 

أنتجت التهدئة السياسية تواصلا اكبر بين الفرقاء السياسيين الذين كادوا يقتتلون قبل أسابيع واستمر التفاعل الإقليمي والدولي كنتيجة لا كسبب في التفاعل مع التفاف الشعب حول الرئيس والنجاحات التي احرزها الاخ الرئيس خلال فترة وجيزة وأدت الى بدء تبلور المشهد السياسي من خلال اللجان السياسية الخاصة بالتهيئة لمؤتمر الحوار الوطني .

 

استمر الاخ الرئيس في ملف التهدئة السياسية عبر جملة تغييرات في هيكل السلطة القائم على مستوى العاصمة والمحافظات ودفع بابناء المحافظات ليتولوا زمام المرحلة والتهدئة في مناطقهم وكان الانجاز السياسي في قمة القه عندما رآينا الفرقاء السياسيين والشخصيات الوطنية دون استثناء يتصدرون المشهد مع افتتاح مؤتمر الحوار الوطني .

 

كانت تلك اللحظات مشحونة بكل عواطف اليمنيين الصادقة ، بكى فيها الكثيرون فرحا وهم لا يكادوا يصدقون هذا المشهد المهيب ، هذا الانجاز الكبير ، بل ان الجميع في تلك اللحظة كانوا يخشون ان يكون مايرونه حلما خاطفا سيزول بعد لحظات قليلة .

 

وكان المرجفون  والمشككون واعداء هذه الإنجازات ماضون في تشكيكهم في نجاح هذه الخطوة العظيمة الا ان شعبنا وكل قواه الوطنية بقيادة الاخ الرئيس تمكنوا من ان يحتفظوا لليمنيين بحلمهم ، بل تمكنوا ان يتجاوزوا كل التحديات في مؤتمر الحوار عبر إنجازات كثيرة كان أهمها استيعاب كل الملفات الوطنية ، اشراك الجميع عبر إلية الفرق لتوصيل واستيعاب وجهات نظرهم ، وصياغة مقترحاتهم ، بل والنزول الى المحافظات لاستيعاب وجهات نظر المواطنين .

 

ومع اقتراب مؤتمر الحوار من نهايته كانت التحديات تتعاظم في ميادين شتى وكان هدف هذه التحديات اعاقة الحوار ان يخرج بنتائج حقيقية ملموسة تعزز لأمن واستقرار وتنمية الوطن وتابعنا جميعا الأحداث المختلفة وبالذات في الجانب الامني والخدماتي لتعطيل حياة الناس والتكدير عليهم وإيهامهم ان لا مخرجات لهذا الحوار ، وان نسينا فلن ننسى اللحظات التي دخل فيها الرئيس عبد ربه منصور هادي قاعة الحوار ليعلن للعالم ان اليمنين بغالبيتهم في مؤتمر الحوار قد وصلوا الى وثيقتهم التاريخية وثيقة مخرجات الحوار الوطني وكان ذلك انجازا عظيما سيظل اليمنيون جيلا بعد جيل يلقنونه لابنائهم .

 

ويستمر مشوار الإنجازات ليصل لثمرته المرجوة ونهايته الطبيعية الا وهي صياغة دستور جديد للدولة تقوم على تلك الرؤى التوافقية التي أبدعها اليمنيون في مؤتمر الحوار الوطني وحينها ادركت القوى الغادرة ان مخططاتهم كلها قد فشلت وان الاخ الرئيس مصمم للوصول بأحلام الناس وأمانيهم وحقوقهم الى وضعها الدستوري ، حينها كشروا عن أنيابهم وشرعوا يشوهون وجه هذا الوطن بالدماء وينشرون العنف والرعب في كل مكان  ،ويهددون ويرعبون ويزبدون ظنا منهم ان ذلك سيثني الاخ الرئيس عن القيام بواجبه واستكمال صياغة دستور اليمن الاتحادي ونسوا ان الرئيس عبد ربه منصور هادي قد قالهالهم في البداية انه قبل هذه المهمة وهو يحمل كفنه بيده .

 

لقد كانت شرعية الاخ الرئيس عبد ربه منصور هادي هي شرعية الانجاز وتحويل احلام الناس البسطاء الى حقائق ولهذا يعادي الانقلابيون هذه الشرعية وهذا الرجل من اول يوم ، انهم أعداء شرعية الانجاز

الحجر الصحفي في زمن الحوثي