تهامة الوجع المتجدد

ماجد الطياشي
الاثنين ، ٢٤ اكتوبر ٢٠١٦ الساعة ٠٥:١٧ مساءً

 

-           في صيف  2008 كتب الزميل محمد معوضة مادة صحيفة مطولة لصالح صحيفة الديار المعارضة آنذاك  بعنوان " تهامة الخضوع والخنوع والانكسار المهين .. أمخيل وبس وما لنا إلا إلي " .. تلك المواضيع التي حملتها المقالة ما تزال تجول في خاطري ..تاركة خلفها عشرات الأسئلة ... لماذا يوالي معظم أبناء تهامة النظام في صنعاء ويرفدونه بالمال  رغم كل يلاقونه من ظلم وانكسار وبطش واستغلال .

-           من يشاهد الصور القادمة من ريف تهامة قد لا يصدق إننا نعيش في القرن الحادي والعشرون لن يتصور أحدكم أنة في عصر التكنولوجيا و 3d-   4kهناك من يموت من الجوع .. أي وربي هناك من يموت من الجوع  بعد أن تقطعت بهم السبل وتوقفت مصادر دخلهم التي يقتاتون منها ما يكفيهم للبقاء على قيد الحياة لا أكثر .

-           تحدثني زميلة دراسة الكترونياً  عن أختها المتزوجة أنه  ذات ليلة كاد أطفالها ان يموتون من العطش .. وهم لا يملكون في بيتهم عشرون ريال قيمة دبة ماء .. وانتظرت حتى أذان الفجر الأول لتذهب إلى المسجد كي تأتي بعبوة ماء تسقي أطفالها _ يا ألهي أي لعنة حلت علينا حتى أصبحت البيت لا يملك أهله  قيمة شربة ماء 0

-           هل تستحق مدينة مثل الحديدة أو لنقل محافظة مثل تهامة ان تعان كل هذه الويلات .. وهل قدر لها ان تعيش كل هذا الألم ،، بينما يفاخر مشائخها المنبطحون بأنهم ثاني اكبر محافظة جمعت  اموالاً للمجهود الحربي الذي دعاء إلية سيدهم المختبئ بالكهف  منذ زمن .

-           الحديدة المدينة التي قدمت إليها في العام 1999م  طفلاً من الريف منبهراً بالمدينة كانت الأضواء الكاشفة بالنسبة لي حدثاً أن تظل الأنوار في شوارعها حتى الصباح وحين رأيت البحر لأول مرة كان لونه ازرق غير ذلك اللون الذي كنت أشاهدة في التلفاز باللون الأبيض,,  سحرتني هذه المدينة التي أعيش معها قصة حب بلغت 17 عاماً ما زلت أتذكر تفاصيل اليوم الأول  المكان الذي نمت فيه والمطعم الذي أكلت منة الأماكن التي زرتها وهكذا وقعت في غرام مدينة تحب كل من يقدم إليها زائراً أو عامل

-           كانت بالنسبة لي بداية التكوين المعرفي والعلمي و أتاحت لي أن أكون احد أبنائها وأنا ذلك الفتي الريفي النحيل الأسمر الطالب في المستوى الأول وكنت من مرتادي منديات الدهني ومؤسسة  خليل الصريمي واتحاد الكتاب والأدباء  ونقابة الأطباء والصيادلة ومنتدى العمرى و مكتبة زبيد ومسجد السلام الذي يؤمه محمد باموسى احد أهم خطباء اليمن   وجلسات شباب الإصلاح ومساكن الطلاب الجماعية الخيرية  وصحيفة تهامة التي كانت ناطقة بلسان حال المؤتمر الشعبي العام وكنت احد كتابها لفترة طويلة  دون أن يسألني احد إلى أي حزب أو جماعة  تنتمي .

-           -   تهامة مدينة التعايش والحب والسلام هي معهد النور وكلية الفنون ومساجد السنة  وجمعيات الإصلاح ومؤسسات الثقافة والفنون والإبداع ومهرجان الحسينية  وليالي العيد على دوار الكورنيش وليالي البهجة والرجبية والشعبانية .. هي باب مشرف وحارة السور و مسجد الجعيشية: و مدرسة الإسكندرية .و ضريح الغريب.و ضريح النهاري وقلعة بيت الفقيه ومسجد الاشاعر  ومقهاية محمد عبده ومقهاية فيصل ومطعم العم صالح ... هي العلفي والشحاري وشريم ويحيى منصر والخادم الوجيه و جابر الشراخ ومحمد العديني وعبدا لله أبو الغيث وعلوان الجيلاني محمد عبيد والوشلي ومحمد عجلان وصوت احمد فتحي ومحمد بيور ومحمد شجون وحسن علوان و الاهدل والمكرم وعلي فضل علي واندية شباب والجيل والهلال والأهلي ... . هي تلك المراءاة العظيمة ( أم بسام )  التي لا اعرفها وكانت تتكفل  بإفطاري وعشائي كل رمضان  لمدة أربعه سنوات  ثم إخوتي من بعدي ولمدة تجاوزت العشر سنين وما يزال خيرها حتى اليوم .

-           تهامة لا تستحق كل هذا الموت والألم والقهر والمرض  كن رحيماً بها يا الله .

-           سلام : على تهامة في الأولين والآخرين وفي الملاء الأعلى إلى يوم الدين

-           الرحمة:  على شهداء الجوع في زمن التضخم المالي

-           الخلود:  للشهداء من أبناء إقليم تهامة في ربوع الوطن

-           الخزي والعار : لكل من أراد لها أن تكون هكذا

-           الدعاء : بالشفاء لكل الجرحى والمصابين في مختلف الجبهات ومن هاجمهم المرض الي منازلهم وهم لا يملكون قيمة الدواء

-           البقاء: لتهامة الأرض والإنسان 0

-           الأمل بالنصر القادم ..والقضاء على الأماميون الجدد0

-           الوعد : أن نظل أوفياء للمدينة التي استقبلتنا وعلمتنا .

-           الشكر : لكل من مد يد العون والمساعدة والمساندة لفقراء هذه المدينة خاصة وفقراء اليمن عامه من شباب وناشطين ورجال مال وأعمال ومنظمات إغاثة ومؤسسات إعلامية .

-           #لبيك_تهامه

الحجر الصحفي في زمن الحوثي