عبدالرحمن الحمراني | الدخلاء !!!

كتب
الاثنين ، ١٧ اكتوبر ٢٠١٦ الساعة ١٠:٤٩ مساءً
 
 
في ظل الطفرة التكنلوجية الواسعة ،، وفي ظل الإنتشار الكبير للصحافة الالكترونية و مواقع التواصل الاجتماعي وفي ظل ما تشهده المجتمعات من أحداث ونوازل أصبح الجميع مراسلاً " ليس بالمعنى الصحفي البحت  "  ويبحث عن وسيلة اعلامية توصل هموم الناس ومشاكلهم ..وهو ما فتح شهية رؤساء التحرير للتعامل مع هولاء المتطوعين  للحصول على مادة اعلامية جديدة .
 
كثيراً ما وجد بعض هولاء أنهم بامكانهم أن يكونوا صحفيين وأن تكون الصحافة عملاً اضافياً لهم واحيانا قد يكون عملاً اساسيا ،، فانطلقوا في بناء ذاتهم بدافع الشغف والحب والمعرفة مع وجود آخرين كان همهم الحصول على المال وابتزاز الآخرين .. وأصبح بعض هولاء نجوماً في الاعلام وصحفيين مرموقين ،، ولا نستطيع أن نحصر عدداً من المذيعين والصحفيين الذين امتهنوا الصحافة كممارسة وهواية بينما تخصصاتهم في سياق آخر قد يكون قريباً وقد يكون بعيدا . 
 
يشعر الواقفون على أرصفة الصحافة ممن قضى سنوات عدة وهو يدرس أكاديماً في جامعة حين يرى الآخر ممن مارسها وأتقنها أنه خطف عنه المهنة في ظل هذا الفضاء الاعلامي الواسع الأفق الذي يتسع للجميع .. فتبدأ نبرة الحسد والغيض والحقد تصب وابلاً  من الجمل المقولبة بقوالب جاهزة من أشهرها أنت  " دخيل على الصحافة " .
 
ثمة صحفيون رائعون جداً بذلوا جهداً كبيرا في دراسة الصحافة والاعلام واتقنوها ،  وبرعوا فيها حتى صاروا فرسانا لا يبارون في المنازلة ،   لكن  على رؤسسهم الطير في التواضع والأخلاق  وعدم التواني لحضة في إبداء النصيحة للآخرين  ،، لا يعيبون شخصاً يحب هذه المهنة ؛  بل يدفعونه نحو الإستمرار ومواصلة المشوار .. وحين يرون شخصاً برع في الصحافة وهو لم يدرسها نظامياً ينصحونه بالمواصلة وعدم التوقف وأن لا يدرسها مرة أخرى هرباً من كلمة " أنت دخيل على الصحافة " إيمانا منهم بأن الصحافة ليست دراسة بقدر ما هي ممارسة وذوق وخلق رفيع .  
 
 
"" وقفات """
 
*** الصحافة مهنة شريفة وعمل إنساني بامتياز   .. والشخص الذي يعمل  وفق هذا المُعطى هو ما يُمكن أن نطلق عليه صحفي ،، ومتى ما تجرد المرء من هذه المبادئ يصبح كوزاً  مجخياً وطبلاً أجوفا .
 
** الصحفي الدخيل هو من لا يفرق بين الفاعل والمفعول ،  ولا بين المبني للمعلوم والمجهول ؛  والكارثة أنه لا يعرف حروف الجر والا الإسم المجرور ،   والمصيبة حين يكتب " إن الحوثيون " وحين تصحح له " إن الحوثيين ".. يرد عليك بانه أخطأ ف " إن " هنا أداة جزم !! .. حينها تكتشف أنك أمام قالب جاهز  من الغرور والأناءة لا يمكن أن يفهم .. وما عليك إلا أن تمد رجليك ولا تبالي . 
 
** السرقة لم تعد بالتعبير السابق للفقهاء "أخذ المال على وجه الخفية والاستتار" ؛  بل تجاوزتها مع تطور العلم الحديث واتساع رقعة التكنولوجيا وامتلاك الناس لحقوق معنوية وفكرية ومعرفية فاصبح أخذ الفكرة من الغير  دون الاشارة لها سرقة يجرم عليها القانون .. وفي ظل غياب قانون يراقب أداء الصحافة أصبح النسخ واللصق دون الإشارة ديدن كثير من الصحفيين " أبناء المهنة " كما يحبون هذه التسمية .. وحين يأتي الإنتقاد من شخص لم يدرس الاعلام " أكاديمياً " لكنه  فهمه نظرياً وعملياً يأتيه الرد المباشر "" أنت دخيل على الإعلام "" .  
 
**  الصحافة ليس أن تكتب خبراً صحفياً وتقريراً نارياً  حتى وإن كنت بارعاً في اللغة والإنشاء ومُلهَما باختيار الحدث والمتحدثين .. ؛ بل هي رسالة سامية،  وقيمة نبيلة ، يشوبها كل غبش ،  ويخدشها كل فساد ورشوة وابتزاز .. 
 
** الصحافة لم تأتي للتطبيل  وأخفاء الحقيقة والسكوت عن الظلم ؛  الصحافة مع الإنسان ومع قضاياة ومع آلامة وهمومة .. وبينهما يكون الصحفي إما مترزق  أو صحفي مهذب .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي