عن قلعة الجمهورية "الشدادي" !

طارق البنا
الجمعة ، ٠٧ اكتوبر ٢٠١٦ الساعة ١١:٤٤ مساءً

أهم رجل يمني أعاد للبزة العسكرية شرفها - برفقة الشهيد القشيبي - يغادر البلد اليوم ، إلى السماء !

 

لم يغادر نحو أكاديمية عسكرية ، ولا دولة أخرى ، ولا فندق ، ولا شاطئ ومتنفس ، ولم يذهب أيضا ضمن وفد عسكري ، أو برفقة شخصيات سياسية ، بل ذهب إلى الله ، إلى حيث يذهب الرجال الحقيقيون !

 

عبدالرب الشدادي ، البطل الذي يتتبع الرجال آثار خطو قدميه وهو يقاتل ، شهيدا .

 

البطل الذي كانت صنعاء ترتقب صوت وقع بيادته التي تزن الف وجه من وجوه قادة كانوا أرفع منه رتبا ، لكنهم خانوا حين العسرة،  وصاروا بيادات رثة ، ليحتفظ هو برجولته التي فاضت على جميع من حوله ، ليتقدمهم هو في موكب التحرير ، واستعادة الدولة المغتصبة !

 

الشدادي شهيدا ، ونعيه لا يأتي ببيان ، ورثاؤه لا يكون بمقال أو قصيدة ..

رثاؤه يكون بتحرير البلد من أقصاه إلى أقصاه ، وبلد آخر أيضا حتى في أدنى الأرض ! 

 

رثاؤه يكون بتطهير الجيش اليمني الوليد من الفاسدين، ضعاف النفوس، مرضى الضمائر ، وكذا أكلة حقوق الجنود وبائعي الفول والكدم ..!

 

شخص كالشدادي ، روى الصحراء اليمنية من عرق جبينه ، ودماء أهله وأقرب أقاربه ، ودم إصاباته المتعددة، وأخيرا بنزفه الطاهر الأخير في معارك تطهير صرواح، يستحق جيشا مليئا بالرجال ، يبدأ من حيث آخر خطوة للشدادي ، ولا يتوقف إلا ورقبة علي عبدالله صالح معلقة على باب اليمن !

 

سيفرح الانقلابيون ، ولن نبكي لن نقول أن ملائكة يرتدون ثيابا بيضاء كانوا يقاتلون مع الشدادي ، 

كان الشدادي يقاتل في وضع مليء بالأعين الحمراء ، والوجوه الصفراء القبيحة ..

كان بالنسبة للشعب الذي أذاقته المليشيا المر ، كل الشرف، كل الرجولة ، كل الكبرياء اليمني العصي على الإذلال  !

 

أما بالنسبة للمليشيا ، فكان خصما صلبا ، ورجلا من فولاذ !

ذات حين ليس ببعيد، استمات عبيد علي صالح وعبدالملك الحوثي في الدفاع عن "تبة المصارية" ومن ثم "جبل هيلان"  في مأرب ..

فرحنا بسقوطهما ، واليوم يفرحون برحيل قلعة مأرب الشامخة ، الشدادي ، لكن ليس إلى حين !

 

آثار خطو الشدادي على الصحراء ستستفز العابرين ، وتستنفر كل الجمهوريين ..

وإن رحل بطل ، أنجبت الصعاب بطلا آخر ، يكمل المسير ، ويفسد على أعداء الجمهورية فرحتهم ، وفي حين يذهب "الملصي" وكل القيادات الانقلابية الهالكة إلى الجحيم ، يذهب الشدادي للتربع على قلوب اليمنيين ، مزاحما الثلايا وعلي عبدالمغني والزبيري ولبوزة والقشيبي ، وكل من لا تنساهم ذاكرة الجمهورية اليمنية إلى الأبد !

الحجر الصحفي في زمن الحوثي