الشاعر والقائد أبو ماهر

محمد سعيد الشرعبي
الثلاثاء ، ٢٧ سبتمبر ٢٠١٦ الساعة ٠٤:٣٩ مساءً
تبدأ الثورة بكلمة في وجه الحاكم الطاغية، وكان بين أبطالنا في ثورة 26 سبتمبر شعراء وأدباء فجروا الثورة الكبرى على الإمامة، ودافعوا عن الجمهورية. 
 
شارك في إشعال أيلول الثورة، والدفاع المستميت على الجمهورية نخبة من الأدباء والشعراء، بينهم، الشاعر المنسي والقائد المغيب عن الذكر عثمان أبو ماهر. 
 
للأسف، تمر أعياد ثورة 26 سبتمبر دون ذكر بطولات الشاعر الجمهوري الممزوج بتراب الأرض عثمان سيف المخلافي، المعروف بـ"عثمان ابو ماهر".
 
بقدر أهمية تراثه الشعري المعبر عن روح الثورية الفريدة، شارك البطل أبو ماهر في التصدي لفلول الملكية إلى آخر لحظات انتصار الجمهورية.
 
كلف عثمان أبو ماهر بمهمَّة مطاردة فلول الملكية، أولهم، الإمام البدر من مديرية وشحة في حجة إلى الخَوْبَة داخل الحدود اليمنية السعودية. 
 
وكان للقائد أبو ماهر مع الأبطال الذين تحركوا نحو أوكار الإمامة شمال البلد دوراً حاسماً في إنهاء حصار السبعين على صنعاء، وحسم النصر للجمهورية على مخلفات الملكية. 
 
في ذات الوقت نحت أبو ماهر روائع  شعرية غنائية وطنية، صدح ببعضها الفنان أيوب طارش، وفنانين آخرين، وتردد إلى يومنا هذا بحماس قل نظيره. 
 
وتزامناً مع احتفالاتنا بالذكرى الـ 54 لثورة 26 سبتمبر، أحببت نشر أربعه نصوص من قصائده المغناة. 
 
* أستهل رائعته "النغم الثائر" بتكثيف صورة لحظات فجر 26 سبتمبر، والفنان أيوب طارش خلدها بلحنه وصوته: 
 
يا نسيمًا عابقًا كالزهَر
طيب الأنفاس عند السحر
يا جلال الحق صوت القدر
يا وثوب الشعب في سبتمبر
اسقني عدلاً أغذِّي عُمُري
في سلام الثائر المنتصرِ
مولدي أنتَ ونور البصرِ
ووميضٌ في دمي المُستعرٍ
ذكرياتي عِبرًا سطرتها
فوق هامات جبال العِبرِ
أنت يا أيلول فجري
بدمي سجَّلت تاريخي وفخري
فاخصبي يا أمُّ يا خضراء
ها أنا فجَّرت نهري
 
 
* خاتمة قصيدته "زغاريد الغيول"  يقول :
 
شلال وادي بنا شل العقول 
وشلَ [لبين ] زغاريد الغيول 
وحدة بلادي فغني ياحقول 
غني لها عانقيها ياسبول 
 
غنيت انا رأس عيبان الصمود 
للأرض للشعب وللوحدة الخلود 
وابصرت ردفان يحلف مايعود 
لا الشعب شعبين ولانقبل حدود
 
 
 
* نهاية "نشيد المجد"، التي غناها أحمد المعطري، يؤكد بلغة القائد : 
 
سنحمل أيلول فوق الرؤوس
ونعطيه أكبادنا والنفوس
يمانون أرواحنا ظله
بيوم الهجير وحر الشموس
أصرواح يا قصة الوالدين 
ويا صنو ردفان عبر السنين
عصارة أيامنا لم تزل
منارًا لوحدتنا أجملا
 
* وفي ملحمة "القسم" أقسم على مواصلة درب الثورة بلا انحناء : 
 
يمينًا بمجدك يا موطني
ويا مهد كل فتىً مؤمن
سأمضي على الدرب لا أنحني
ولن أتوانى ولن أنثني
شعاري الفداء والوفاء والتقى
مدى الدهر أخدمهُ موطني
يمينًا يمينًا يمينًا بمجدك يا موطني
أنا الثائر الحر رمز النضال
وجندي بلادي ليوم القتالْ
شربت المنايا كشرب الزلال
وتوَّجت بالنصر هام الجبالْ
وحدَّثني الصخر عند الصمودْ
لك الله فاصمدْ صمود الرجالْ
يمينًا يمينًا يمينًا بمجدك يا موطني
الحجر الصحفي في زمن الحوثي