يا عبد الملك الحوثي

د.مروان الغفوري
الثلاثاء ، ٠٩ أغسطس ٢٠١٦ الساعة ١١:٠٦ مساءً
يا عبد الملك الحوثي
لن يكون بمستطاعك أن تقاتل كل الناس في كل الأيام.
انهار أملك في أن تكون ملكاً على كل اليمن، 
ثم انهار أملك في أن تصير ملكاً على الشمال،
ثم انهار أملك في تصبح ملكاً على نصف الشمال، بعد أن اقتسمه معك ذلك اللص الذي اقتلعت جيوشه عيني شقيقك، أعني ملك الثعابين الذي لو سنحت له الفرصة مرة أخرى لاقتلع كبدك.
 
 
صرتَ كلمة ملعونة، تشبه تلك الكلمات القذرة مثل المافيا والهاكر والبورنو. وصار يكفي أن يقول المرء "عبد الملك الحوثي" في أي مكان، من سقطرى إلى أرحب حتى تُلحق بك كل اللعنات.
لو انهزمتَ مائة متر في اليوم لصارت هزيمتك قد بلغ قطرها مائة ألف متر في ثلاثة أعوام. في الأخير ستكون الخسارة من نصيبك، فلست أقوى من كل الظروف التي حولك.
سنعود إلى مدننا وقرانا، لا بد وأن نعود إلى أمهاتنا وودياننا. لن نمكث في الغربة حتى ترسل لنا سفاراتنا النعوش البلاستيكية. طريق العودة جعلته صعباً، واختياراتنا محدودة: أن نجعل ذلك الطريق سهلاً، وسنفعل. لو استطعنا أن نحشد عليك الدود والدلافين سنفعل. فنحن نريد أن نرجع إلى مدننا يا عبد الملك، ولسنا عبيداً ولن نورّث.
انظر إلى نفسك جيداً. ماذا جنيت من جريمتك وانقلابك على كل التفاهمات، على التواطؤات الاجتماعية والتوافقات السياسية؟ انظر ما الذي ألحقته بعشيرتك. حول كل مؤمن يقاتل إلى جوارك يوجد عشرة مقاتلون مأجورون. ما إن تخسر المؤمن حتى تخسر العشرة. 
 
حنا بعل اعتقد مثلك أنه سيحاصر روما بجيش من المرتزقة. وما إن قرر الرومان فك الحصار عن مدينتهم حتى فر الجيش المأجور، حتى الفيلة.
أنت لم تتحرش باليمنيين وحسب، بل بالعرب قاطبة. واخترت، أول ما اخترت، أن تمنح عدوانك للأكثر قوة منهم، وكان ذلك من حسن طالع بلدتنا، أو الطالع الحسن الوحيد في السنين الأخيرة.
 
 
انظر إلى نفسك يا عبد الملك، لا يشبه عنجهيتك الفارغة سوى سلفك القديم وهو يصيح: بخّ بخّ يا قريش، قاتلت من في السماء ومن في الأرض. كان جدك القرشي ذاك يفاخر بقريته التي انسحقت بين السماء والأرض. كما تفعل أنت، تماماً.
تخسر اليوم قرية، وغداً قريتين. ومطلع الأسبوع القادم ستكون قد خسرت عشرين قرية. هل أقول لك كم قرية ستخسر بعد مائة يوم؟ سيأتي اليوم الذي تُدخل فيه العملية الحسابية قرية "مران" ضمن أرقامها.
انظر إلى نفسك، أنت تعلم لماذا أقدمت على جريمتك: لتكون ملكاً على كل اليمن. لم تعد حتى ملكاً على ١٠٪. ولكنك تصر على الخسران المبين. تريد الخسارة كلها كما كنت تريد الغنيمة كلها. الصورة الدينية التي حشاها والدك في عقلك حولتك إلى بقرة ملغومة، وصارت الخيارات معها محدودة: أن يلقى بها في منحدر. وقبل ذلك لنتأكد أن لا أحداً بالقرب من جثتك.
 
كل الحوارات معك انتهى مصيرها بالفشل. وبعد كل فشل يسأل اليمني نفسه: ولكن لا بد من العودة. سؤال العودة يصبح، للأسف، سؤالاً للسلاح أو للمعركة. عليك أن تواجه كل الناس ،إذن، في كل المنحدرات وفي كل مكان. اخترت طريقاً لا يمكنك المضي فيه لعشرات السنين، فحتى هوميروس أدركه النعاس، وحتى جنكيز خان سقط من على حصانه.
 
أتدري ما المفزع؟
 
ذلك عندما يضربك الانهيار التام من كل الجهات ويبدأ مقاتلوك بالركض، بما تيسر من المحمولات على الكتف. عند ذلك سيجدون الأرض كلها وقد صارت أعداء من صعدة إلى خولان، ومن كتاف إلى أرحب. ستحدث أشياء رهيبة عند ذلك، من ذلك النوع من الجريمة الذي يصنعه المقموعون بالقامع عندما تحين الفرصة. 
وستكون نهاية مملكتك المؤقتة مثالاً يُضرب للأجيال.
ملحوظة:
 
هل تعرف ماذا يقصد ب: قفزة القطة الميتة؟
تذكرت هذا التعبير الأجنبي وأنا أرى مقاتليك يقتحمون حيفان في تعز ويفجرون المنازل، عارضين عن أنفسهم صورة الغزاة الجبابرة، وهم مرتزقة هاجموا قرى لا يوجد فيها سوى كبار السن وبعض الشبان والمرضى.
إنها قفزة القطة الميتة، تلك التي يلقى بها من سطح المنزل وعندما ترتطم بالأرض تقفز مرة أخرى إلى الهواء. من يبصرها من بعيد يعتقد أنها قطة قوية، وأنها متوحشة وتقفز.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي