عن الأقلية والتطهير العرقي بتعز !!

أحمد عثمان
السبت ، ٣٠ يوليو ٢٠١٦ الساعة ٠٨:٢٨ صباحاً
عندما هجمت جماعة الحوثي و صالح على جبل صبر بمحافظة تعز فجرت أكثر من خمس بيوت وقتلت في مشرعة وحدنان وحدها تقريبا سبعين من أبناء القرية التي لقنتهم درسا في المقاومة وخرجت الجماعة تجر أذيال الخيبة تاركة وراءها أكثر من مائة قتيل قدمو من خارج تعز.
 
 
في المعركة ذاتها قتل من بيت( الرميمة ) و هم من أهالي العزلة تقريبا خمسة إلى ستة أشخاص انخرطوا في الحرب مع جماعة الحوثي و قتلوا في الحرب كغيرهم من المحاربين وليس لأنهم من بيت الرميمة....
 
و لأن هناك رغبة واستراتيجية لتكريس العرقية فقد رأينا حملة تبكي و تندب تطهير عرقي تعرضت له بيت الرميمة كعرق و أسرة تنتمي للسلالة الهاشمية ..
 
 
و هذا كذب و ظلم وتجني على تعز و بيت الرميمة ومستقبل الأجيال فالجميع و منهم صاحبي اللطيف عبد العزيز الرميمة الذي ذهب ضحية لهذه الموجة الهوجاء والتغرير القادم من صعدة و فقد اثنين من أولاده وهم يحاربون في صف الحوثي ....
 
يدرك كما ندرك كذبة التطهير العرقي و حكاية الأقلية في تعز و في مشرعة وحدنان فأسرة( الرميمة) مثلها مثل باقي الأسر تعيش في نسيج متجانس أهل و أنساب فلايوجد أكثرية وأقلية في تعز و لا يوجد لهذا القضية رجل و لا رأس في المحافظة المدنية الطابع ...
 
 
يكفي أن نعرف أن أسرة الرميمة التي قالوا بأنها تعرضت لتطهير عرقي من قبل مقاومة تعز هي أصلا أسرة( مقاومة) وجزء أصيل من مقاومة (مشرعة وحدنان) و من هم في صف المقاومة أكثر ممن هم في صف الحوثي فاغلب الاسرة قاومت مع القرية و منها قيادات في المقاومة ومن يريد الحقيقة فكل شي موجود في عزلة مشرعة و حدنان ينطق بالحق ..
 
 
فعن أي أسرة تتحدثون وعن أي أقلية و أي تطهير عرقي تسوقون بإمكانكم أن تتحدثوا عن أي شي عدا حكاية الأقلية والتطهير العرقي بتعز بل و اليمن فلاتوجد أقلية في اليمن 
والموجود صراع سياسي على الحكم نتج عن فشل اليمنيين بالخروج بصيغة مرضية للحكم وخرافات قادمة من عصور الظلام تزيد من تعقيد الأمر ونأمل أن يفضي هذا إلى حل و استقرار بعيدا عن عقد الأقليات والأكثرية العرقية التي يحاول البعض ترسيخها إمعانا في تدمير الوطن و نسف المستقبل ..
 
 
هم يسوقون ذلك بقصد إلى المجتمع الدولي لأهداف معروفة واستدرار الدعم الذي يهتم بالأقليات وكورقة احتياطية إذا فشل في الاحتفاظ بالحكم بالقوة الباطشة ....
 
هذا العالم يفهم التطهير العرقي لأقلية ما بأنه قتل وذبح بالبطاقة ....يعني أنت رميمة رجل امرأة ؛ صغير ،كبير ،شيخ طفل رضيع يذبح و يتابع في الأزقة وغرف النوم و ينزع من حضن أمه على أساس عرقي ...يالطيف ؟ لماذا تقسون هكذا على تعز و اليمن وتقدمونها للعالم على هذا الشكل ؟
 
إن هذا الترويج للأقليات والتطهير العرقي أخطر من القتل و الدمار الجاري وأقسى .
 
 
هذا الجرم تم و يتم بصورة أكثر خبثا وبصورة ممنهجة مع ما جرى في قرية الصراري بصبر فالحديث عن تطهير عرقي لأقلية في تعز هي بيت( الجنيد) غطى الفضاء الإعلامي واشترك فيه إعلام وقنوات وتواصل اجتماعي في الداخل والخارج و تفرغت أجهزة إعلام الجماعة و إعلام حلفائها في إيران و العراق و لبنان لتقدم للعالم التطهير العرقي لأقلية تتبع الحوثي فى تعز و قدمت صور مقززة تجاوزت تفجير المنازل إلى الحديث عن إعدام يجري في القرية لأكثر من 50 أسير و نقل البعض صور مذبوحة من أماكن أخرى قيل أنها لبعض الأسرى و أخذو يشقون الصدور و يطالبون العالم بضرورة التدخل لحماية الأقلية من و حشية أبناء تعز والتطهير العرقي
 
الله لا وفقكم ولا لحقكم خير.... تطهير عرقي بتعز ؟؟!!
 
لقد سيطرت المقاومة لضرورة أمنية رأتها على القرية خاصة و هي مكدسة بالسلاح الثقيل والمتوسط تماما كما سيطرت على أي موقع في الجحملية أو بير باشا و كما سيطرت جماعة الحوثي على الحوبان والوازعية في هذه الحرب لكن الفرق هنا وجود العامل العرقي الذي يثار ويرسخ كاستراتيجية عند الحوثي بلغت هذه الرغبة مداها عندما رأينا عبدالملك الحوثي يخطب للشعب اليمني في القرن الواحد والعشرين
 
مؤكدا أن هذه الحرب هي حرب مع (بني أمية)؟؟!!!
 
و مع كل هذا الشحن العرقي والطائفي و الحديث المفزع عن تطهير عرقي و إبادة تعرضت لها قرية( الصراري) لك أن تتصور كم عدد القتلى من القرية نتيجة لدخول المقاومة والذي جعلهم يصرخون للعالم عن تطهير عرقي ...
قد لا تصدق..بأنه لا يوجد و لا قتيل واحد ..
 
نعم لم يقتل أحد في عملية السيطرة على القرية ربما قتل ثلاثة أو أربعة من الطرفين في المناوشات التي سبقت السيطرة على القرية وهناك جرحى قامت المقاومة بإسعافهم إلى المستشفى ..ولم تفجر بيت رغم أن الحوثيين قد فجروا بيوتا كثيرة بصبر ...
 
يزعقون بكل هذا ويصرخون ... ويذهبون بنفس اليوم لتفجير بيتين تقع تحت سيطرتهم في الجحملية المنزلان لمواطنين من صبر ويستمروا بحرق المدينة بالصواريخ والحصار الخانق ويدمرون قرى الوازعية و القبيطة و حيفان ويحرقون أسيرين بعد مقتلهما في حمير و يتسببون في نزوح الأسر و مآسي عمرها سنة ونصف و يدعون العالم للتدخل ضد عملية تطهير عرقي لأقلية في تعز كذبا وزورا ....
 
أنا هنا لا أبرر للحرب فالحرب قذرة ومدمرة وكل الدماء يمنية لكنني أتحدث عن التسويق لفكرة الأقلية والتطهير العرقي في تعز 
و هي جناية بحق الجميع و في المقدمة بيت (الجنيد ) الذين لم يحاربهم أحد كونهم بيت (الجنيد) وليسوا كل بيت (الجنيد) مع الحوثي و بعضهم منخرطين في المقاومة و قيادتها بتعز ...
 
 
و يكفي أن الأب الروحي و المهندس الثقافي لمقاومة تعز هو الدكتور عبد القادر الجنيد الذي خطفوه ستة أشهر دون اعتبار لسنه ومكانته في المجتمع و لأنه فقط رفع راية المقاومة بتعز محذرا بالكلمة من كارثة القادم من كهوف الماضي على الحياة والحرية والمستقبل ....
 
الحقيقة أن حكاية الأقلية العرقية والتطهير العرقي ليس أمرا عابرا بل خطة احتياطية لجماعة الحوثي يكشفها تصريح الناطق الرسمي للجماعة و الذي قال قبل أيام رافضا انسحاب مليشياته من المدن قائلا بأن الانسحاب من المدن بمثابة تطهير عرقي ...
 
 
هكذا يفهمون انسحاب المليشيات من المدن .يعني يا حكمك بالقوة و أكون أنا الشعب والأمة والدين والقران الناطق و إلا انا حاجة و أنتم حاجة أناعرق و أنتم عرق.... ياشعبي العزيز .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي