تركيا والانقلاب .. وتغطيات اعلامنا العربي !!

موسى المقطري
السبت ، ١٦ يوليو ٢٠١٦ الساعة ١١:٣٤ صباحاً
ساعات عصيبة مرت على الأتراك استطاعوا خلال فيها ساعات إسقاط مخطط انقلابي ربما تم الاعداد له خلال أشهر أو سنوات بمشاركة دول واجهزة استخبارات وجماعات معارضة ، والملفت في الحدث الالتفاف الشعبي حول الرئيس والحكومة إذ تمكن الرئيس من من حشد الشعب والجيش والأمن ضد الانقلابيين من خلال مكالة سكايب واحدة .
 
يجدر هنا التوقف عند عن تغطية الاعلام العربي للحدث منذ ساعاته الأولى وحتى لحظة اسقاطه .
 
قناتي العربية والحدث واسكاي نيوز منذ الدقائق الأولى للحدث بشرت المتابعين بانقلاب أطاح باردغان ونظامه ، وتحدثت القنوات الثلاث بثقة عن نجاحه ، وتحولت القنوات الثلاث للحديت عن مرحلة ما بعد اردغان ، فيما كانت الانباء شحيحة ولم تترشح اخبار مؤكدة عن نجاح الانقلاب من عدمه .
 
أظهرت تغطيات القنوات الثلاث أمنيات الأطراف التي تديرها ، وتجردت عن المصداقية في نقل الخبر ، وارسلت إشارات سيئة عن إمكانية وقوف الأجهزة او الأنظمة التي تدير القنوات وراء الانقلاب والقائمين عليه .
 
قناة اسكاي نيوز الاماراتية كانت المبشر الأبرز بنجاح الانقلاب منذ الدقائق الأولى لخروج الخبر ، ففي حين أن قنوات عالمية عانت من شحة الأخبار فإن اسكاي نيوز ذهبت بثقة ماكرة الى فرضية النجاح ، وتحدثت بثقة عن تأييد الأتراك له ، ووصلت الى حد نشر خبر عن طلب اردغان اللجؤ السياسي للخارج ، في حين كان الرجل يوجه رسالته الاولى للشعب والجيش والامن للخروج واسقاط الانقلاب وهو ما حدث تالياً .
 
هذا يذكرنا باخبار سابقة تحدثت قبل فترة عن تمويل الامارات لانقلاب سابق فشل قبل انطلاقه ، ويضعها في قفص الاتهام مرة أخرى .
 
تمتلك المعارضة التركية اكثر من 150 قناة روجت للانقلاب وبثت رسالة من الانقلابيين بمثابة إعلان دستوري ونقلته أغلب القنوات دون تحفظ باستثناء الجزيرة   في حين ان البيان وصل من بريد الكتروني مجهول ولا يملك اي مصداقية .
 
قناة bbc العربية ظلت متذذبة في تغطيتها لكنها مالت الى فرضية نجاحه ، ولم تسلم من الوقوع في المطب الاعلامي إلا قناة "الجزيرة" اذا اتسمت تغطيتها بالمصداقية ولم تفترض نجاح الانقلاب من عدمه ونقلت الأحداث بحسب تسلسلها الزمني وابتعدت عن الافتراضات ، وكانت الملجأ الوحيد الآمن للمتابع العربي منذ اللحظات الأولى وحتى الاعلان عن فشل الانقلاب .
 
فشل الانقلاب فقط بسبب الوعي الشعبي ، وصدق المثل الشعبي اليمني "ما رجَال إلا برجِال" فاشارة من اردغان حركت الشارع وقطاعات كبيرة من الجيش ، وكل اجهزة  الأمن ، إضافة لديناميكية الحركة من قبل كافة المسؤلين والرموز السياسية السابقة والحالية ، اذ سارعوا للظهور  بالوسائل المتاحة لإثبات بقائهم في المشهد وتحريك الشعب لمواجه الانقلاب  ، واقصد بحديثي رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب ووزير الدفاع وبعض مسؤلي الجيش ووزراء واخرون ، بالإضافة للرئيس الاسبق جول ، ورئيس الحكومة اوغلو .
 
اللافت في الحدث كذلك إن دولاً كبرى ومنظمات دولية التزمت الصمت حتى تبين فشل الانقلاب ليسارع الجميع للاعلان عن الوقوف مع الشرعية التركية! وادانة الانقلاب! وتأييد اردغان وحكومته الشرعيان .
 
المشهد التركي اليوم احسن من اي وقت مضى والعدالة والتنمية يستعد لمرحلة جديدة وطويلة من تثبيت دعائم الديمقراطية والضرب بيد من حديد ضد القوى التي تحاول الوقوف ضد قناعات الشعب والنيل من خياراته .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي