إلهي كن مع حضرموت وأهلها !!

د.مروان الغفوري
الثلاثاء ، ٢٨ يونيو ٢٠١٦ الساعة ٠١:١٤ مساءً
الجريمة التي حدثت هذا اليوم قابلة للتكرار وبنفس الآلية. مفخخات قادمة من صحراء مترامية الأطراف تدخل مدينة صغيرة. المكلا، المدينة الصغيرة، تقف لوحدها في مواجهة غير عادلة مع صحراء ممتدة، يأتيها من الصحراء كل الشر. لا بد من خطة راديكالية شاملة تساعد على اقتلاع الشر من جذره. نحن بصدد مخلوقات بشرية محرفة، ومحورة، لم تعد جزءاً من هذا العالم، مخلوقات تنتمي للموت والفناء ولعالم تخيلته واخترعته في ذهنها، فتحكم بها وفرض شروطه عليها.
 
 
ما الذي يمكن أن تفعله المكلا لتوقف عربة الموت النقال؟كيف يمكن أن تقتلع الجماعات الإرهابية من عمق الصحراء أو تمنعها من دخول المدينة؟
هناك دول في العالم بنت جدراناً وسياجات ممتدة وعالية.
 
 
في كل لحظة من الممكن أن تنفجر مفخخة في نقطة عسكرية أو أمنية، أو في وسط المدينة. هذا المساء جاء القتلة بكراتين للإفطار. لا يمكن للمرء أن يقاتل كل الوقت، وأن يعمل حارساً يقظا طيلة أيام السنة، ولا أن يشك بكل الناس في كل الأوقات. هذا الإنهاك الرهيب للقوة الأمنية الجديدة في حضرموت سيؤدي مع الأيام إلى انهيارها. هي مواجهة مع عدو لا توجد لديه مشكلة مع مسألة الموت، ولا يعرفه أحد. عدو بلا أرض، وبلا جهة. لكنه، بطريقة ما، قابل للهزيمة. النصر الذي حدث في الفلوجة أخيراً كان عملا بطولياً، فقد حرم تنظيم إرهابي من أرض استخدمها كمعمل لصناعة الموت وتوزيعه في كل الجهات. كانت هناك كلفة، بالضرورة، وخطايا بالطبع، لكن مصنع الموت تعطل هناك، وتلك نتيجة تستحق. داعش لا تمثل أي دين، هي مادة عبثية قاتلة تعمل ظروف ما على إنضاجها. تحتاج حضرموت لحل عبقري شامل وجذري في معركتها تلك، وإلا خسرتها كما حدث سابقاً. فقد استمرت القاعدة/ داعش في الهجوم على مداخل المدينة ونقاطها الأمنية لسنوات ثم دخلتها.
 
المعركة في يد أهل حضرموت، وليس لديهم من خيار سوى كسبها , وإلا فسترث الأجيال الجديدة هزيمة ثقيلة وسيعيشون كرهائن في تلك الصحراء البعيدة، وسينساهم العالم.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي