التاريخ الأسود للنظام البائد

كتب
الأحد ، ٢٠ مايو ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٢٠ مساءً
وليد البكس لو سألنا أنفسنا كم يبلغ عدد الذين دفعوا حياتهم ثمناً في عهد «النظام السابق»، أو في ظل سلطة حكوماته المتعاقبة؟بالطبع ليس بمقدور أحد من اليمنيين حصر أرواح الضحايا، أو الاجابة عن هكذا سؤال، حتى الاحصائيات الطازجة من الدماء الخضراء التي لم تجف بعد؛ والتي تقدر بالمئات من شباب الثورة، وغيرهم من الضحايا الابرياء، لن يقدم لنا أي يمني ما هو الرقم الحقيقي ولو شبه المؤكد، ليس لأن الرصد والتوثيق لهذه الجرائم هش أو ركيك، أو لأن الضحايا عندما تتحول إلى أرقام تفقد قيمتها كقصص إنسانية بالغة في الاثر، لكن أقل ما نريده اليوم.حتى يتسنى لليمنيين استيعاب الدرس،ومباشرة بناء الوطن.نريدها كتاريخ يظل حاضراً في أذهان الأجيال الحاضرة والقادمة. ولو قرأنا الخارطة الإجرامية كثيفة السواد فوق رقعة الوطن، ارتكبتها أيدي ضباط الفجر ممن كانوا يتمتعون بروح الجريمة في تنفيذ مهامهم بأوامر عليا،لن تترك أيديهم سوى ذلك اللون القاتم،عالقة تلابيبه في أذهان الناس، ممن قابلوا كل ذلك بالحزن والقهر والصمت المطبق كتعبير عن استخدام حالة الضعف الانساني المجردة،في مواجهة مسلسل التوحش، حيث انتهجه ذلك النظام،كما صبغ مختلف مناطقهم واختطف منها من اختطف وعذب وقتل.لكأنه صار يوماً ما أو سنة ما القاسم المشترك. ولو فتح هذا الملف الشائك وترك الكلام للشهود ومن عايشوا فعلاً ذلك عن قرب،بإمكانهم رواية ما لديهم من القصص والروايات المثيرة للجدل.لن تذهب شهادتهم أو تتبخر، لديهم ما يقولونه وما يتذكرونه منذ بدأ ذلك النظام خطواته الأولى في السلطة، حينما سن السكين، ولقم بطن البندقية وفاه البارود. استطاع أن يعتمد سياسة البقاء في الحكم من خلال ضخ اكبر قدر ممكن من الرعب والإثارة، حيث يصدرها إلى حياة الناس،ليضمن حق البقاء اطول فترة ممكنة الاستمرار، وفق النظرية المكشوفة «الإدارة بالأزمات» عاث في الوطن والإنسان فساداً، قتلاً وإخفاء قسرياً، حتى إن هذه الحالة الأخيرة، تعد أحد الملفات و ربما تكون لوحدها-قضية عظيمة-مثاراً للجدل الدائم ومحاكمة النظام السابق على ذمة العشرات من المختفين قسرياً منذ سنين،وحتى الآن لا يعلم أقاربهم عنهم.يضاف إليهم بعض الشبان ممن أسهموا في تفجير الثورة الشبابية الشعبية مطلع العام الماضي حيث يقبعون في أقبية سرية لا يعلمها أحد،وعلى المعنيين في وزارات حقوق الانسان وغيرها من الجهات والمنظمات الانسانية متابعة هؤلاء وليس من غيبوا منذ زمن،كون جرائم الاخفاء الحالية جديدة،يسهل العمل عليها بشكل أكثر جدية،طبعاً مع الأخذ بحالات المختفين الاوائل.من حقهم ألا يغيبوا مرتين. [email protected]
الحجر الصحفي في زمن الحوثي