الابن المدلل !!

أحمد محمد مرشد
الاربعاء ، ٠٨ يونيو ٢٠١٦ الساعة ٠٩:٢١ مساءً

تتوارد أنباءٌ من هنا وهناك عن إتفاق وشيك بين الحكومة والإنقلابيين دون أن يكون لها ما يدعمها من صحة القول، لكن المتابع لما يدور في الكويت والتصريحات التي تُطلق من هنا وهناك لأكثر من طرف يصل إلى قناعةٍ تامةٍ أن للإنقلابيين وكلاء إقليميين ودوليين أقوياء،  هم من يفاوضون عنهم، وهم من يقفون خلفه مادياً واعلامياً، وهم من يبذلون غاية جُهدهم لشرعنة ماقاموا به.

 

فمن ضمن ما يتم تسربيه أن مشروعاً بريطانياً أمريكياً مباركاً من إيران تم إعداده بعناية يمَكِّن الحوثيون من مفاصل الدولة بالكامل.

 

 فالمشروع ينص على إغلاق محافظة صعدة وعمران وحجة للحوثيين، وجعلها محميةً خاصةً بهم  على غرار الضاحية الجنوبية في بيروت مع اختلاف في حجم مساحة المكانيين حيث تبلغ مساحة المحافظات الثلاث 12450كيلومتر مربع وهي مساحة تزيد على مساحة لبنان نفسه ، مما سيوفر للحوثيين ملاذاً آمناً ومساحةً واسعةً لتخزين الأسلحة وإعداد المليشات التابعة لها، خاصة وأن بيئة الجهل الواسعة الانتشار في هذه المحافظات تُسهل كثيراً من مهمتها،  كذلك إقامة بنية تحتية تخصها  وإقامة قاعدة إيرانية ما كان لإيران أن تحلم بإقامتها ..

 

ومما يحتويه هذا المشروع إنسحاب الحوثيين من المدن وتسليم نصف أسلحتهم فقط للدولة والباقي عند تثبيت أركان الدولة،  وهذه الفقرة محاولة خبيثة للالتفاف على القرار 2216 وتفريغه من محتواه، فالإنسحاب من المدن يحتاج أن تغير مليشيا الحوثي ملابس أفرادها فقط لتقول أنها انسحبت.. والسلاح سيتم تسليم التالف منه للحكومة التي سيرأسها مقربٌ منهم والباقي سيتم الاحتفاظ به ليكون سيفاً مسلطاً على الدولة وعلى كل من يخالفهم ، مع العلم أنه لا توجد إحصائية رسمية لما نهبته هذه الجماعة الإرهابية من سلاح الدولة فضلا عما حصلت عليه من أسلحة إيرانية ..

مما يحتويه الإتفاق أيضاً...  تعيين رجل أمريكا وعضو وفد الحوثيين إلى جنيف محمد علي أبو لحوم رئيساً للوزراء في حكومة محاصصةٍ تعطي المشروعية الكاملة لوجود الحوثيين وما قاموا به ، كذلك عودة الرئيس هادي إلى صنعاء ولكن بدون أي صلاحيات لحين يتم الترتيب لشخصية تخلفه في منصبه عبر انتخابات شكلية.  هذا مجمل ما يقال أنه مشروع أمريكي بريطاني ، وهو مشروع فتنة وخراب دائم ليس لليمن والمملكة فقط بل  وبقية دول الجزيرة على حدٍ سواء ، كيمنيين ليس لدينا القدرة على منع تنفيذه بحكم ما أصابنا من ضعف كانت شرعية هادي أحد أسبابه ، والوحيدة القادرة على وقف هذا المشروع  وإنقاذ الأمة هي مملكة الحزم بما تملكه من ثقل عسكري وسياسي واقتصادي إلى جانب إدراك ساستها لمخاطر المشروع الفارسي وأهدافه في المنطقة، بالمقابل على الرئيس هادي أن يخرج من منطقة التجمد التي وضع نفسه و وضعنا معه  فيها.. وعليه التحرك على الأرض وتجنب الأخطاء السابقة في اختيار من يتولون المسؤولية. الجانب الدبلوماسي للشرعية كأنه في حالة موت سريري بينما الإنقلابيون يصولون ويجولون العالم من أجل شرح موقفهم ، يجب على الرئيس أن يتحرك بنفسه ويلزم طاقمه الدبلوماسي بالتحرك ، حيث أن  رمي كل الأعباء على المملكة والتحالف شيئ معيب ، نحن أمام تحالف يحاول أن يكون مخفياً يعمل  على استبعادنا من تولي أمور بلدنا واستعبادنا لجماعة متخلفة .. 

 

من ناحية أخرى.. فإن توقيت عودة الحكومة إلى عدن كان رائعاً، رغم محاولة منع عودتها بإفتعال مشكلة أمنية بمطار عدن. عودة الحكومة يعني فرملةً لمشروع التسوية الجديد وإرسال رسالة للخارج أن الشرعية ليست حكومة فنادق كما يروج لذلك إعلام الإنقلابيون ..

علينا أن ندرك وقبلنا قيادتنا السياسية أن الحوثيون لم يعودوا جماعةً إرهابيةً متخلفة جاءت من خارج التأريخ كما نرها نحن، بل بدأ يظهر يوماً بعد آخر أنها المشروع الأمريكي الجديد في المنطقة و"الإبن المدلل " لهم،  ولم يعد الأمريكيون يخفون ذلك بل إنهم يجاهرون بذلك من خلال إعلانهم أن الحوثيون جماعةٌ سياسيةٌ غير إرهابية وانتقادهم للرئيس وغمز شرعيته من طرف خفي.  يعاضد الأمريكيين في هذا الإتحاد الأوروبي الذي عبرت سفيرته بقولها" إن الحوثيون جماعةٌ مدنيةٌ مسالمةٌ".. وتصريح وزير الخاجية البريطاني الذي قلل من شأن هادي وحكومته...

الحجر الصحفي في زمن الحوثي