دعوها فإنها منتنة

أسماء الشيباني
الاثنين ، ١٦ مايو ٢٠١٦ الساعة ٠٣:٢٢ مساءً

حينما تسعى الأمم لتحقيق النهضة والتميز لشعوبها فهي تعمل جاهدة على توفير المتطلبات الأساسية لتحقيق النهضة الشاملة المستقبلية في جميع الجوانب التنموية والإنسانية..

ومن أجل هذا فهي تسعى إلى استقطاب الكوادر والمهارات اللازمة مهما كانت أعراقها ودياناتها وأفكارها.. ثم تعيد قولبتها في إطارها القومي بالأفكار الخاصة بها تحت مسميات المواطنة والتعايش والاندماج والتكامل.

تبرز جدوى الاستقطاب العلمي والثقافي والتقني في الدول الصناعية المتقدمة حيث تبرز الكوادر المتخصصة والنابغة من شتى بقاع الأرض في معامل ومصانع وشركات كبرى دون أي نظرة عنصرية أو طائفية أو دينية..  فقط هنالك تقييم الإنجاز العلمي أو التقني الذي تقدمه وتمنحه مقابل حصولها على مستوى معيشي ممتاز وأمان وكرامة وضمانات لمستقبل أبناءها..

بينما نجد أنفسنا في هذه الأيام العصيبة من عنق الزجاجة..  في دوامة صرخات الجهل ونعرات الطائفية والمناطقية والمذهبية التي تعيدنا إلى أعماق كهوف ما قبل الميلاد إن لم نقل إلى جاهليةٍ تلعنها الجاهلية الأولى..  دون أي نظرة إلى ما سبؤول إليه المستقبل ومايحتاجه أولئك الذين جئنا بهم إلى العالم في لحظة نشوة وزهو..

دعواتٌ منكرة تفكر بأنانية اللحظة في الانتصار المناطقي ضاربة عرض الحائط بكل الحضارات والأعراق والثقافات والأعراف المشتركة التي جمعت بين أبناء الأرض الواحدة من المهرة حتى ميدي في ظنٍ قاصر منها أنها قادرة على الاكتفاء بما لديها من موارد وأنها ليست بحاجة للآخر.. بينما يتمزق النسيج الاجتماعي والإنساني والذي هو الأساس لنهضة أي مجتمع.

هذه الدعوات والتحركات التي لا يقودها سوى قادة النخاسة الذين يتاجرون بالشعوب في سبيل مصالحهم لن تجر إلا ويلاتٍ أشد دماراً من دمار القدائف حينما تجد من يظن أنه يتصدى لها بينما هو في الحقيقة يذكيها لهيباً وسعيراً وكفى بوصف النبي صلى الله عليه وسلم لها (دعوها فإنها منتنة ).

 

في الأفق القريب..

ما نحتاج إليه فعلياً هو أن نعيد ترتيب أوراقنا وقوانا الداخلية بعيدا عن أجندات الأحزاب والمذاهب والمناطق..

أن نرسم أفقاً نتجه إليه بعقولنا وإدراكنا ونترك الأمور الأخرى بعيدا عن مساراتنا..

أن لا نحكم على الآخر من منطلق دينه أو مذهبه أو منطقته وأفكاره - تلك أشياء تخصه طالما لم يفرضها على من حوله -  بل أن نجعل الحكم فيما قدم لخدمة المجتمع والإنسانية وبناء وطنٍ يضمنا جميعاً دون محاباة..

ما نحتاجه فعلياً هو يمنيٌ يؤمن أن اليمن للجميع.. إليه ننتمي وتشرق شمس حضاراته للكون.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي