عفاش يعاير هادي بالفرار لانه جاهل بالتاريخ والسنن

محمد مقبل الحميري
السبت ، ٠٧ مايو ٢٠١٦ الساعة ٠٣:٥٦ مساءً
 
اذا فكرنا بأسلوب مادي بحت فإن ذلك قد يوصلنا الى الإحباط والقنوط ، ولكن ثقتنا بالله اكبر وإيماننا بعدالة قضيتنا أعمق ، ويقيننا بنصر الله أوثق.
 
فلوط عندما خاطب قومه قائلا (لو ان لي بكم قوة او آوي الى ركن شديد) كان حينها في اضعف مراحل حياته فجاءه النصر بعدها وخاطبه الحق سبحانه بقوله (لن يصلوا اليك) فأنجاه الله ودمر قومه الطغاة.
 
     وموسى عليه السلام عندما خرج ببني اسرائيل واتبعهم فرعون بجيشه وقوته كان موسى وقومه في اضعف مراحلهم وكان ضعاف الإيمان ومن يفكرون بالميزان المادي موقنين بالهلاك على يد فرعون فقال له قومه عندما التفتوا الى الخلف ورأوا جيش فرعون العظيم وهم عزل :(إنا لمدركون) وكانوا منطقيين في هذا بقولهم هذا ، ولكن موسى عليه السلام رد عليهم بإيمان الواثق وثقة المؤمن بقوله: (كلى ان معي ربي سيهدين) ، فكان بعدها نجاة بنو اسرائيل وهلاك فرعون وجنده بالغرق ولم تغني عنهم قوتهم شيئا.
 
    أبونا ابراهيم عليه السلام عندما أوقد له القوم نار عظيمه لاحتراقه وجعله عبرة للآخرين كان المنطق المادي يفترض ان يحترق ويلفظ أنفاسه في اللحظات الاولى من إلقائه في النار ولكن قدرة الله فوق كل قدرة فأمر النار ان تكون بردا وسلاما على ابراهيم.
 
     وعندما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة المدينة كان آذى الكفار بالمسلمين قد بلغ مداه وهم لا يستطيعون دفع شيء من ذلك الظلم ًوالأذى الذي حل عليهم بل انه وصل هذا الإيذاء الى الرسول صلى الله عليه وسلم ونفسه ، فهاجر وهو في حالة ضعف وهوان على الناس ، ولكن عندما وصلت قوات قريش الى امام الغار الذي لجأ اليه قال له رفيقه في الرحلة سيدنا ابوبكر الصديق رضي الله عنه يارسول الله لو انظر احدهم الى قدميه لرءآنا ، فكان رد الرسول صلى الله عليه وسلم ردا حاسما مملوء بالإيمان والثقة بنصر الله frown رمز تعبيري يا أبا بكر ما بالك باثنين الله ثالثهما).
 
     وعندما خرجت قريش بكامل عدتها وعتادها لتؤدب المسلمين في غزوة بدر ، كان النصر الغير متوقع للمسلمين رغم ضعفهم وذلتهم فكان التمكين : ( وإذ نصركم الله ببدر وانتم أذلة).
 
واقرؤوا ايضاً عن معركة عين جالوت التي هزم بها المسلمون بقيادة قطز جيش التتار الذي كان قد شاع حينها اذا قيل لك ان جيش التتار هزم فلا تصدق ، وكذلك معركة رمضان ٧٣م بين العرب بقيادة مصر وإسرائيل بعد ان وصف الجيش الايرائيلي بالجيش الذي لا يقهر وتحطم خط بارليف العظيم على يد الجيش المصري البطل في وقت ما كان احد يعتقد ان جيش مصر ستقوم له قائمة ، وما صمود غزة امام الترسانة الإسرائيلية عنكم ببعيد.
 
والشواهد كثيرة ، وما علينا الا ان نأخذ بالأسباب مهما تجبر المتجبرون ومكربنا الماكرون ، وحقد علينا الحاقدون ، ونتمسك بحبل الله المتين ونثق بقرارة انفسنا ان النصر من عند الله وانه يملي للظالم فإذا اخذه لم يفلته.
 
يا ابناء تعز صحيح ان الجراح غائرة وحقد العدو كبير ودفين ، ومع ذلك ثقوا بنصر الله فأنتم مظلومون معتدى عليكم ولم تعتدوا على احد ، والله مطلع على مظلمتكم وعلى أشلاء أطفالكم وقتل نساءكم وسينصركم الله قريبا بإذنه.
 
ويا ابناء اليمن عامة انتم من شهد لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإيمان والفقه والحكمة فثقوا بالله اولا ثم بأنفسكم وثقوا بنصرالله على هذه الفئة التي آذت عباد الله وإساءت لصحابة رسول الله ولم ترقب فيكم إلا ً ولا ذمةً ، فو الله ان الباطل الى زوال وإن الحق الى تمكين وثبات ، (والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون) صدق الله العظيم.
 
 
 علي عفاش يعاير الرئيس هادي كما يعاير الاحرار الاخرين بالفرار لانه جاهل وما علم ان الفرار من وجه الاجرام ليس عيبا بل انها سنة استنها الأنبياء والمرسلين وكل المصلحين عبر التاريخ ، فقد فر من هو خير من هادي من امام من هو شبيه لعفاش بالأجرام ، فهذا موسى عليه السلام خرج من مصر خائفا يترقب وقال لفرعون ؛(ففررت منكم لما خفتكم) ، ولكن في المحصلة النهاية لمن كانت العلبة الغلبة ومن الذي لحقه عار الدهر الفار ام المتجبر المتغطرس، وكذلك الأنبياء وفتية الكهف وكل المصلحين فروا من امام الجبابرة الطغاة وكان لهم التمكين في النهاية بعد ان كانوا مطاردين خائفين ، وهذه سنة الله في خلقه الى بوم الدين.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي