الإسلاميون يذلون الأمريكان !!

صدام الحريبي
الأحد ، ٢٤ ابريل ٢٠١٦ الساعة ١١:٠٠ مساءً

بعد أن حاولت "الولايات المتحدة الأمريكية" الإيقاع ب "المملكة العربية السعودية" من خلال تمرير قرار فتح ملف هجمات 11 سبتمبر والتي يتهم فيها أهالي الضحايا سعوديين بالضلوع فيها ، كانت "المملكة العربية السعودية" أكثر حكمة في التعامل مع هذا الأمر ، فقد أرسلت وزير خارجيتها "عادل الجبير" الشخص الهادئ ومعه رسالة تهديد إلى الإدارة الأمريكية ، حيث كان مفاد هذه الرسالة : إذا مرر الكونجرس قرار إدارج السعودية ضمن الدول المتهمة في حادثة 11 سبتمبر فسيتم بيع كل الأصول السعودية والتي تقدر بأكثر من 750 مليار دولار وستعرفون حينها كم كنا منبطحين لكم سابقاً وكم ستكونون تحت رحمتنا من الآن ..

 وبهذا تكون "السعودية" على غير عادة نظامها السابق المنبطح ، فقد كانت المملكة لا تستطيع حتى التنفس في حضرة الأمريكان والغرب ، إلا أنه حدث تغير كبير وخطير فقد أصبحت المملكة التي كانت منبطحة بالأمس ، أصبحت أكبر مهدد ومذل للأمريكان والغرب أصدقاء الأمس ..

 

ما إن وصل مضمون الرسالة إلى الأمريكان حتى شد الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" رحاله بمعية أكبر رجال دولته نحو قبلة المسلمين بعد أن آمنوا بجدية النظام السعودي الجديد النكد الذي أصبح أكثر تعنتا نحو الأمريكان وأصدقائهم الظاهرين والسريين على حد سواء ..

 

كانت "السعودية" تحسب وتدرس كل خطوة تخطوها في تعاملها مع أصدقائها القدامى الذين كشفت حقدهم عليها وتعاملهم بالسر مع ألد أعدئها المتمثلين بالنظام الإيراني ، وبكل تأكيد لم تكن المملكة لوحدها في هذا الطريق ، ولا يمكن لنظام جديد لم يمر العام على حكمه أن يكون قوياً وحكيما وواثقا من نفسه بهذا القدر ، إلا أن ذلك يشير إلى أن "الذئب التركي" ومن خلفه دول إسلامية كبيرة وقوية تسعى للخلاص من مجموع الشر الدموي ك "باكستان" وغيرها وراء حنكة المملكة وثقتها وقوة اتخاذ القرار ..

 

 

أثناء وصول خبر زيارة وفد أميركي رفيع المستوى برئاسة الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" _الذي برر البعض زياته بأنها من أجل القمة المشتركة بين أمريكا ودول الخليخ_ إلى "السعودية" ، رأت المملكة فرصة كبيرة ومدوية ﻹيصال رسالة واضحة وشفافة للعالم وخاصة ل من لا زالوا يشكون في استمرار ولائها ل "البيت الأبيض" كانت الرسالة هي أن ملك المملكة لم يذهب لاستقبال الرئيس الأمريكي حاكم أكبر دولة في العالم رغم قدرته على ذلك ، بل لم يسمح لولي العهد ولا لولي ولي العهد بالذهاب لاستقباله وكل ما أمر به هو تكليف أمير الرياض باستقبال الوفد الأمريكي الرفيع ، فيما ظل الملك مشغولاً في استقبال قادة دول الخليج والترحيب بهم وكأنه يقول ل "أوباما" :  هؤلاء أهم منك  ، وقد فهم "أوباما" الرسالة عندما تفاجئ أثناء نزوله من طائرته بأن لا وجود للملك في استقباله ولا أحد رجال الدولة الكبار باستثناء وزير الخارجية "عادل الجبير" الذي أوصل إلى الأمريكان رسالة التهديد قبل فترة بسيطة والذي كان سفيراً للسعودية لدى "الولايات المتحدة الأمريكية" في عهد النظام السعودي السابق ..

 

كانت رسالة "السعودية" أثناء استقبال "أوباما" مفتوحة لكل أصدقاء وخصوم المملكة وكان مفادها : يا حكام العالم ، اعلموا وتيقنوا وآمنوا بأننا لم نعد خائفين أو نقبل بالابتزاز ، ولى زمن الخوف ، لن تخيفنا أمريكا بقوتها ولا إيران بعدائها ولا روسيا بتسرعها ، أصبحنا أقوياء نعتمد على أنفسنا ، ومن تسول له نفسه خداعنا والتآمر علينا كمسلمين وعرب ، فنحن لا حاجة لنا به ، بل سندوسه ونعلن الحرب عليه وسنواجهه بكل قوة وحزم وثقة . 

 

كما كانت هناك رسالة خاصة ل "إيران" مضمونها : يا قادة إيران : كنا في السابق نتصدى لتدخلاتكم بروح أمريكية ، وقد كانت أمريكا تخدمكم أكثر منا وأكبر دليل هو تسليم العراق لكم ، صحيح كنا ضعفاء لا نقدر على مواجهتكم وكنا نعتمد على الغرب حتى في حماية حدودنا منكم ، أما الآن فها نحن قد ركلنا هذه القوة التي هي أعظم منكم من حيث النفوذ والقوة ، وسنظل نركلها إن ظلت تتدخل في أمورنا ، فما بالكم بكم أنتم  ، احرصوا على الابتعاد عنا ولا يغريكم صبرنا وخلافنا مع من خاننا ، فنحن أقوياء بأنفسنا وبأبناء عروبتنا وديننا ..

 

 أما الرسالة الأخيرة فقد كانت للأمريكان كذلك أثناء انشغال الملك سلمان عن "أوباما" باستقبال قادة دول الخليج وهي  : أنتم لا تعنونا بشيء ، بل أبناء جلدتنا وجيراننا أهم منكم وهم في صفنا ونحن في صفوفهم ، حتى وإن كانت بعض أنظمة هذه الدول تعمل لصالحكم فسيأت يوم ويعرفونكم كما عرفناكم وكشفناكم نحن وسيصبحون إلى جانب إخوانهم وليس من يبتزهم ويخونهم من اﻷعداء ..

 

إذا ستظل هذه الرسائل حاضرة في عقول الأمريكان والغرب ، وباعتقادي بأن هذا التصرف تجاه "أوباما" سيترتب عليه الكثير من الأخطار على "السعودية" و "تركيا" التي يتهمها تكتل الشر الدموي في العالم بأنها وراء كل التحركات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية السعودية ، وستكون الأخطار كبيرة ومؤثرة على المملكة و "تركيا" إذا لم تحسبا حجم ردة الفعل التي ستأت مجتمعة من دول التحالف الدموي والحكام السريين للعالم ج عمليات إرهابية الهدف منها زعزعة الأمن أو ضربات اقتصادية أو سياسية وغيرها من الأمور التي ستكون في مجالات مختلفة ..

 

وإذا لاحظتم تصريحات "أوباما" في القمة التي عقدت بينه وبين دول الخليج فستعلمون بأن الشر قادم لا محالة إذا لم يتم التنبه له ، فقد كانت تصريحات الرئيس الأمريكي عذاب وجحيم على "إيران" وحلفائها في المنطقة ، ومن وجهة نظري بأن تلكم التصريحات ارتجالية وخداعية وهي ردة فعل من الرئيس الأمريكي حتى ينظر إليه العالم بأنه لم يتأثر من سوء التعامل السعودي  وحتى لا يفقد الروح الدبلوماسية والسياسية التي تقضي بإيهام الخليجيين والحمقى من العرب بأن "أمريكا" هي صمام أمان الخليج وهي المدافع الأكبر عنه من خطر "إيران" المحتمل ، بل المتوقع حسب إيهامهم والحقيقة  ..

 

وهنا نعود قليلا إلى السابق القريب بالنسبة لما حصل في مصر ، فأتوقع أن ما حدث هي سياسة وحيلة سعودية تحتمل أمرين : أما أن "السعودية" تريد أن تكسب ثقة "السيسي" وإبعاده عن الكيان الصهيوني من خلال الدخول في أزمة جزيرتي (تيران وصنافر) اللذين كانتا يسيطر عليهما الكيان الصهيوني ، وبالتالي تدخل "السعودية" مباشرة ومن خلفها "تركيا" والتحالف الإسلامي في انسداد سياسي مع الكيان الصهيوني وتأليب العرب  والمسلمين ضده ومن ثم العالم ﻷنه الكيان لديه معاهدات من قبل الجانب المصري تخص الجزيرتين ، أو الأمر الثاني وهو إقدام السعودية على خلط الأوراق في "مصر" وتهيئة الجو لهبة شعبية وإعطاء الضوء الأخضر لكل معارضي نظام المشير "السيسي" الذي انقلب على رئيسه الشرعي الدكتور محمد مرسي ..

 

 

الخلاصة : هي أن "أمريكا" كانت تريد ذبح المملكة التي تشكل الخطر الأعظم بمعية "تركيا" على القوى الخفية التي تحكم العالم من خلال تمرير قرار اتهام "السعودية" ضمن حادثة 11 سبتمبر الإرهابية ، وبعد المحاكمة يتم تجميد كل الأرصدة والأصول السعودية لصالح "أمريكا" وبذلك ستكون "الولايات المتحدة الأمريكية" قد تخلصت من هم مطالبة المملكة بقروضها ، خصوصاً بعد إعلان المملكة قبل أشهر عن عجز خزينتها والذي قضى بسحب مليارات الدولات التي قامت السعودية بشراء الأسلحة بها من دول أوروبية وهو ما أزعج الأمريكان كثيراً ، ولذلك أدركت السعودية الأمر قبل وقوعه وهددت بسحب أصولها ، ولا أستبعد أن تتحول مليارات الدولات التي كانت تودعها المملكة في بنوك "أمريكا" والغرب إلى بنوك "تركيا" و "باكستان" و "ماليزيا" وغيرها من الدول المشاركة في التحالف الإسلامي بجد وحقيقة ، وما حصل في استقبال الرئيس أوباما هي رسالة واضحة من "السعودية" ، وهي دليل كبير على أن المملكة لم تعد تحت الرحمة الأمريكية وبذلك تكون قوى التحالف الإسلامي قد أذلت الأمريكان أولاً بتحملهم عناء تشكيل وفد رفيع برئاسة "أوباما" ومجيئه إلى "السعودية" ، ثانياً إهانة الوفد بعدم استقباله المتوقع والتخلي عن البروتوكول المعمول به بالذات مع "أمريكا" صاحبة أعظم نفوذ في العالم ..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي